22-يوليو-2019

ألبرتو جياكوميتي/ سويسرا

1

وقت دخلَ المصوّر

ذاك الحيّ المسقوف بالصفيح المثقوب

لم يكن هناكَ دخانٌ

إلا ما التصق بأرجوحةِ الساحة.

 

2

حتى الموتى

يجيلون أنظارهم في قبورهم

قبل أن يدخلوها.

 

3

الأصدقاء

لم يصلوا

وأغنية الجنازات الكريهة بعد.

 

4

أروح-أجيء

في دغشةِ المدينة المذعورة

ألمحُ مصباحًا

بحجم رأسِ من يبحثُ عن عمل

أظنّ

أنّي مشنوقٌ في وحشة أصواتي الداخلية

فأتوارى خلفَ حائطٍ مهجور

حجّ إليه آلاف المتبوّلين.

 

5

من خوفه

يمدّ الطفلُ لسانهُ وهو نائمٌ

لئلا يفكرَ الجنود للحظة

أنّه يومًا سيطلقٌ عليهم النار.

 

6

من قال إنّ القتيل لا يمدّ إصبعه الوسطى لقاتله؟

*

 

1

الطريق تسير

أسير وحدي دون انتظار

الموت أيضًا لا ينتظر

أو ربّما

هكذا يقال.

 

2

في رأسي حلمٌ وحيدٌ كغابة سنديان أخلاها النحل.

 

3

وجهٌ مدبوغٌ بالحرب

يشبه وجهي

يشبهه حقًا.

 

4

"هنا؟ وردةٌ واحدةٌ تكفي" قالت المدينة عن ضريحٍ وصمتت سريعًا.

 

5-

سارتِ الباخرة

قال قاطع التذاكر.

 

6

منذ يومين

أحملُ حقيبة غريبةً

يتصاعد منها الدخان

كثيفًا.

*

 

1

أرى الماء يطبقُ فمه

بين الحرب والأخرى

كمحاولةٍ خجولةٍ لجرح الضجيج.

 

2

الجياع يسيرون على الرصيف كأعقاب سجائر.

 

3

تحت هذه الأقبية

تراني المدينة

كمن يجيء صوته مثقلًا بالرمل.

 

4

كلّ ما حصل

هو أنّني ابتسمت

لفوّهةٍ

وهي تتثاءب

عقب بصق ما بجوفها.

 

5

فيما كنت أحلم بجسدِ لاسكارينا

رأيتُ موجةً

تبتلعُ آثار أقدامنا

دون مضغ

هي الحرب

رياحٌ على بحر

نحن الغرقى

نلوّحُ لخشبةٍ لن ترانا.

 

6

ماذا يفعل القاتلُ

الذي لم يرفع عن الأرض ظلّه

ألا يشعرُ

كلّما رأته ضحيّته

أنّ جسده ممعوسٌ كموزةٍ سوداء

كلّما مرقَ مارقٌ

تمنىّ لو أنّ في جسده المشنقة؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما بقيَ لنا أكثر مما مضى

لا أعرفُ كيف أعيدُ ترتيبَ الكلام