وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الإثنين، إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، في محطته الثانية ضمن جولته الشرق أوسطية قادمًا من مصر التي وصلها يوم الأحد.
تأتي الزيارة بعد الهجوم الإسرائيلي على مصنع عسكري إيراني في مدينة أصفهان، وفي ظل تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية
تأتي الزيارة بعد الهجوم الإسرائيلي على مصنع عسكري إيراني في مدينة أصفهان، وفي ظل تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية، أسفر منذ بداية العام عن استشهاد 35 فلسطينيًا، وكان أبرز أحداث التصعيد الكبير في مدينة جنين. بالإضافة إلى سلسلة من عمليات الهدم الإسرائيلية في مدينة القدس. كما كان ملف ما يعرف بـ"الإصلاح القضائي" في إسرائيل ضمن جدول أعمال بلينكن.
هذا بلينكن إلى اتخاذ ما وصفها بـ"الخطوات العاجلة" لإعادة الهدوء عقب التصعيد الدّموي الذي شهدته الأيام القليلة الماضية بتنفيذ جيش الاحتلال مجزرة في جنين راح ضحيتها 10 فلسطينيين وعشرات الجرحى.
ففي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نتنياهو أمس الإثنين قال بلينكن الذي التقى عددًا من المسؤولين في القدس "نحض جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد"، مضيفا في ذات السياق:"نريد أن نتأكد من وجود بيئة يمكننا فيها كما آمل في مرحلة ما، أن نخلق الظروف للبدء باستعادة الشعور بالأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء"، وفق تعبيره.
كما أفاد بلينكن أنه ناقش مع رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو "الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى".
يشار إلى أن بلينكن عقد اجتماعًا بنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين والتقى لاحقًا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، كما عقد اجتماعات مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت وزعيم المعارضة يائير لبيد. وزيارة بلينكن تأتي بعد أيام من زيارة رئيس وكالة المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز للمنطقة، والتي سبقها زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سولفيان.
ومن المرتقب أن يتوجه بلينكن بعد ذلك إلى رام الله بالضفة الغربية اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
بدوره، قال نتنياهو إن سياسة إسرائيل هي منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وعلى هذا الأساس ستبذل كلها ما في وسعها لمنعها من تحقيق ذلك، مضيفًا أن إسرائيل والولايات المتحدة يعملنا على ذلك معًا للتصدي لإيران بشكل المناسب. وهو أشار إليه بلينكن بالقول إنه تم الاتفاق على أنه لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحًا نوويًا.
وشدد بلينكن على أمن دولة الاحتلال والتزام أمريكا فيه "الذي لن يتغير"، بحسب وصفه. وتابع بلينكن الحديث بالإشارة إلى العمل على توسيع دائرة التطبيع مع إسرائيل، قائلًا: نعمل على تعميق اتفاقات أبراهام لتعزيز أمن إسرائيل في المنطقة، وتوسيع دائرة أمنها".
هذا وبحث بلينكن مع نظيرة الإسرائيلي العلاقات الثنائية والالتزام الأمريكي بأمن دولة الاحتلال وضرورة التهدئة في الضفة الغربية ومواجهة إيران، وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الإسرائيلي كوهين، الذي اعتبر الزيارة حدثًا مهمة للعلاقة بين واشنطن وتل أبيب، مؤكدًا على الاستعداد لتوسيع اتفاقات أبراهام التطبيعية واستمرار وجود جبهة لمواجهة إيران.
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن زيارة بلينكن تبعث برسالة أن أمريكا وإسرائيل متحدتان في ضرورة مواجهة إيران، وكان بلينكن قد أشار إلى أنه بحث مع غالانت الوضع في الضفة الغربية والملف الإيراني، والالتزام واشنطن بأمن تل أبيب.
وشكر غالانت الوزير الأمريكي بلينكن على "الموقف الحازم ودعم الإدارة الأمريكية لتعزيز والحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط". معتبرًا أن الزيارة تبعث برسالة "واضحة للخصوم".
ومن بين النقاط التي كانت على جدول أعمال بلينكن مناقشة "الإصلاح القضائي" في دولة الاحتلال، وهي القضية التي تحاول واشنطن مناقشتها داخل الاجتماعات المغلقة، مبديةً مخاوفها من أي تعديلات واسعة، وداعيةً إلى أن تكون هذه التعديلات، في حال حصلت، ضمن موافقة وإجماع إسرائيلي داخلي، وبحسب مسؤول أمريكا، تحدث للقناة الـ12 الإسرائيلية، قال عن الإصلاح القضائي: "ليس سرًا أننا منزعجون ونريد تذكير صانعي القرار والجمهور في إسرائيل بأن العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة تعتمد أولًا وقبل كل شيء على القيم الديمقراطية".
وبحسب المعلق السياسي لموقع والاه العبري باراك رافيد، فقد "أظهرت كلمات بلينكن، التي كانت أهم تصريح علني لإدارة بايدن بشأن خطة نتنياهو لإضعاف نظام العدالة، مدى انزعاج الإدارة من محتوياتها وعواقبها السلبية".
وتعليقًا على زيارة بلينكن للقاهرة التي سبقت زيارته للأراضي المحتلة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن بلينكن بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "الجهود القائمة لخفض حدة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مؤكدًا دور القاهرة "المهم" في "تعزيز الاستقرار الإقليمي" على حد تعبيره. لكن مسؤولين أمريكيين أبدوا في أحاديث خاصة استياءهم "من التصعيد والطريق المسدود الذي وصل إليه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني" وفقا لمصادر مختلفة، ويبدو أن ذلك الاستياء مرجح للتزايد في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة بمشاركة اليمين الديني الصهيوني.
بحسب المعلق السياسي لموقع والاه العبري باراك رافيد، فقد "أظهرت كلمات بلينكن، التي كانت أهم تصريح علني لإدارة بايدن بشأن خطة نتنياهو لإضعاف نظام العدالة، مدى انزعاج الإدارة من محتوياتها وعواقبها السلبية"
وفي زيارة رام الله، من المتوقع أن يتحدث بلينكن مع عباس عن احتواء التصعيد، كما أنه وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، سوف يضغط لتجنب متابعة القضايا ضد إسرائيل في المحافل العالمية مثل المحكمة الجنائية الدولية، وهو نهج تصفه إدارة بايدن بأنه يأتي بنتائج عكسية.