07-أبريل-2023
getty

استهدف جيش الاحتلال 14 موقعًا في قطاع غزة ولبنان الليلة الماضية (Getty)

أعلن المتحدث باسم الجيش الاحتلال، صباح الجمعة، أن المستوطنين في التجمعات الاستيطانية القريبة من قطاع غزة لم يعودوا مطالبين بالبقاء بالقرب من الملاجئ، وذلك في إشارة إلى توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، والذي استمر طوال الليلة الماضية. 

منذ ساعات الصباح توقفت الغارات على قطاع غزة، وتشير مصادر إسرائيلية إلى نهاية جولة التصعيد الحالية، رغم استدعاء جيش الاحتلال قوات الاحتياط من الدفاع الجوي والقوات الجوية

ورغم الإعلان السابق إلّا أن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، أمر بتعبئة قوات الاحتياط في الجيش، مع التركيز على الدفاع الجوي واحتياطيات القوات الجوية.

وبالتزامن مع ذلك، نفذت عملية إطلاق نار في منطقة الأغوار شمال شرق الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل مستوطنتين وإصابة ثالثة بجروح خطيرة، وهُن مستوطِنات في مستوطنة "إفرات" الواقعة بين بيت لحم والخليل في الضفة الغربية المحتلة.

getty

وعقب العملية،  ذكر مكتب رئيس وزراء الاحتلال أن "بنيامين نتنياهو يطلع على تفاصيل العملية في الغور وسيجري تقييمًا للوضع الأمني". كما أجرى وزير الأمن يوآف غالانت تقييمًا للوضع مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، وأصدر غالانت تعليماته بتخصيص كافة الموارد اللازمة لـ "اعتقال المنفذين"، وزيادة الأمن على الطرق والمستوطنات في الضفة الغربية وجميع أنحاء البلاد.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن رئيس الأركان هاليفي أمر "بتعزيز الجهود الدفاعية في منطقة القيادة المركزية للجيش والقبض على الذين نفذوا عملية إطلاق النار".

أصوات من تحت الركام

كما قال مفتش شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي عقب عملية إطلاق النار: "أدعو كل مواطن لديه سلاح ناري مرخص ويجيد استخدامه- لحمله هذه الأيام". 

وقالت إذاعة جيش الاحتلال، إن الجيش قرر تعزيز انتشار قواته في الضفة الغربية بثلاث كتائب، الأولى في الخليل، والثانية في بيت لحم، والثالثة في رام الله، إثر إنذارات قدمها جهاز "الشاباك" حول عمليات متوقعة في الأيام المقبلة.

وعقب العملية، دعت مجموعات من المستوطنين إلى تنظيم مظاهرات في عصر اليوم في عدة مواقع في أنحاء الضفة الغربية،  ومن المتوقع أن ينتشروا بالقرب من مستوطنة بيت إيل وعند مفترق يتسهار بالقرب من بلدة حوارة التي شهدت الشهر الماضي هجومًا واسعًا من قبل المستوطنين، أدى إلى استشهاد فلسطيني وجرح 100 وتدمير وإحراق الممتلكات.

getty

في تعقيبها على عملية إطلاق النار بالأغوار، قالت حركة حماس: "نبارك عملية إطلاق النار البطولية قرب ’مستوطنة الحمرة’ بالأغوار المحتلة، ونحذّر الاحتلال من مغبّة الاستمرار في جرائمه بحق المسجد الأقصى وعدوانه الهمجي على لبنان وغزّة الصامدة".

وقالت حركة الجهاد الإسلامي: "لقد جاءت عملية الأغوار انتقامًا للانتهاكات المستمرة بحق المسجد الأقصى وهتك حرمته ودفاعًا مشروعًا عن أبناء شعبنا وأرضنا في وجه الاحتلال المجرم".

بدورها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "إن مثل هذه العمليات التي ينهض بها ابطال الضفة والداخل المحتل ذات تأثير محوري وتشكل جبهة رئيسية في استنزاف العدو وإرباك حساباته، وتذكي إرادة المواجهة لدى جماهير شعبنا".

نهاية جولة التصعيد؟

وتجمع المصادر الإعلامية الإسرائيلية على أن التصعيد الإسرائيلي في على الجبهة الشمالية ومع قطاع قطاع يتجه للهدوء، وذلك بعد ليلة من القصف في قطاع غزة ولبنان.  

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت "تقدر إسرائيل بحذر أنه طالما لم يكن هناك المزيد من القصف من جانب حماس أو حزب الله، فلن يكون هناك المزيد من الإجراءات من الجانب الإسرائيلي -على الرغم من أن هذا قد يتغير في أي لحظة اعتمادًا على التطورات- بما في ذلك التطورات في المسجد الأقصى".

وبحسب الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، فإن التقديرات السائدة في مكتب رئيس وزراء الاحتلال ووزير الأمن، تشير إلى انتهاء جولة التصعيد في غزة ولبنان، بعد عمليات القصف التي نفذها جيش الاحتلال. وينقل رافيد عن مصادر مسؤولة، قولها: "لا يرغب أي من الجانبين في مزيد من التصعيد".

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن "الهدف الرئيسي لإسرائيل في جولة التصعيد الحالية هو تجنب اندلاع تصعيد واسع مع حزب الله في الشمال في وقت غير مناسب لإسرائيل وتوحيد الساحة اللبنانية مع ساحتي غزة والضفة الغربية، وهو ما كان سيشكل إنجازًا لحماس".

getty

وأكد رافيد، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حذرت من إدخال "حزب الله" اللبناني في المواجهة، ولذلك تقرر التركيز على أهداف لحركة حماس، وجاء ذلك في ظل تباينات داخل المؤسسة الأمنية، حيث اعتبر رئيس الموساد أن "حزب الله" سيرد على أي هجوم ولذلك يتوجب ضربه، بينما رأى رئيس الأركان أن الغارات المركزة/ المستهدفة لن تحول التصعيد إلى هجوم شامل، داعيًا إلى عدم استهداف "حزب الله".

وساد موقف هاليفي في نهاية المطاف باعتباره التوصية التي سيتم اتخاذها في اجتماع الكابنيت، حيث صوّت جميع الوزراء في الكابنيت لصالح توصية الجيش الإسرائيلي بتركيز الرد على حماس، وذلك بعد تبليغ قيادات أمنية إسرائيلية الوزراء في الكابنيت رسالة مفادها: "أن الرد الأوسع على حزب الله قد يؤدي على الأرجح إلى إطلاق المنظمة صواريخ دقيقة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، مما قد يتصاعد إلى حرب".

وبحسب صحيفة هآرتس، تبذل وزارة الخارجية الفرنسية جهودًا، بشكلٍ مباشر أو من خلال السفارة الفرنسية في لبنان، لضمان عدم الوصول إلى تصعيد بين لبنان وإسرائيل .

وأضافت الصحيفة أن مصر تركز في الوقت نفسه على التوسط بين إسرائيل وحماس في محاولة لتهدئة قطاع غزة، وأشارت الصحيفة إلى حالة الهدوء وخفض جيش الاحتلال حالة التأهب في محيط قطاع غزة، لكنها تنقل عن مصادر مطلعة، قولها: "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الهدوء قد تمت إعادة تحقيقه".

وقال مصدر أمني إسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، بأن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ولبنان باتجاه دولة الاحتلال، "يثبت أن الردع الإسرائيلي قد تآكل"، وذلك بحسب تصريحات نقلها موقع "والاه" العبري. وأضاف المصدر الأمني "إذا كان هناك قلق حتى الآن من تآكل الردع الإسرائيلي، فقد تسلمنا في اليومين الماضيين دليلًا على ذلك".

وشهدت الليلة الماضية والساعات الأولى من صباح اليوم، غارات إسرائيلية استهدفت عدة مواقع في قطاع غزة ولبنان، زعم جيش الاحتلال تبعية معظمها لحركة حماس. وفي الوقت نفسه تم إطلاق 44 صاروخًا من قبل المقاومة الفلسطينية تجاه مستوطنات غلاف غزة، ردًا على العدوان الإسرائيلي، كما شهدت الليلة الماضية استخدام المقاومة الفلسطينية للصواريخ المضادة للطائرات بشكلٍ مكثف.

شهدت الليلة الماضية والساعات الأولى من صباح اليوم، غارات إسرائيلية استهدفت عدة مواقع في قطاع غزة ولبنان

وجاء العدوان الإسرائيلي الليلة الماضية، وذلك بعد إطلاق 34 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة، وذلك إثر اعتداءات إسرائيلية واسعة في المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية.

والتطورات الميدانية بدأت تشير إلى خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن رسالة واتسآب لوزير المالية الإسرائيلية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يهاجم فيها السياسة الأمنية للحكومة، قائلًا: "حقيقة أن نقاط التفتيش حول نابلس مفتوحة هي ببساطة جريمة لا تطاق، نحن نصرخ بشأنها منذ أسابيع. أحاول جاهدًا أن أكون مخلصًا  للحكومةفي الخارج، ولا أن أهاجم الحكومة التي أنا عضو فيها، لكن لا يمكن الاستمرار على هذا النحو!"، وأضاف سموتريتش، عضو المجلس الوزراي السياسي والأمني (الكابنيت): "الجيش الإسرائيلي أسير لمفهوم أوسلو الوهمي".

وعمل حزب الليكود على تضخيم ليلة القصف في غزة ولبنان، حيث وزع الحزب رسالةً على نوابه في الكنيست، جاء فيها أن "الجيش الإسرائيلي هاجم عشرات الأهداف في قطاع غزة ولبنان"، فيما أعلن جيش الاحتلال عن قصف 14 هدفًا الليلة الماضية. كما كرر أعضاء الحزب نشر رسالة نتنياهو عقب اجتماع الكابنيت، التي قال فيها "الرد الإسرائيلي هذه الليلة وما بعدها سيجبي ثمنًا باهظًا".