06-أبريل-2023
getty

تتجه معظم تقديرات الاحتلال الأمنية إلى أن حركة حماس هي المسؤولة عن القصف شمال فلسطين المحتلة (Getty)

تشهد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حاليًا، مناقشات واسعة لطبيعة الرد على عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان تجاه شمال فلسطين المحتلة، تأتي بعد مشاورات عقدها وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت مع قادة المؤسسة الأمنية، تبعها مشاورات أمنية حضرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك قبيل عقد المجلس الوزاري السياسي- الأمني (الكابنيت) الليلة.

تشهد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حاليًا، مناقشات واسعة لطبيعة الرد على عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان تجاه شمال فلسطين المحتلة

وعقب جلسة مشاورات أمنية، حضرها نتنياهو، قال: "النقاش الداخلي في إسرائيل لن يمنعنا من العمل حيثما ومتى لزم الأمر"، ملوحًا بالرد العسكري.

وركزت التقديرات الأمنية الإسرائيلية على تحميل المسؤولية لحركة حماس بشكلٍ كامل تقريبًا، مع الإشارة إلى معرفة حزب الله في عملية إطلاق الصواريخ، فيما تشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية، إلى رد يقتصر على قطاع غزة في الفترة الحالية، فيما سيتقرر شكل الرد وحجمه، في جلسة الكابينت.

بالتزامن مع ذلك، أعلنت شرطة الاحتلال نشر 2300 شرطي في مدينة القدس، خلال الجمعة الثالثة من رمضان.

getty

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية: "تبذل جهودها لفصل الساحات وليس الانجرار إلى تصعيد شامل ولكن بالطبع لاستعادة الردع. الرد الحاد في غزة سيكون بغض النظر عن الشمال".

وتسعى دولة الاحتلال، لتنفيذ رد على عملية القصف دون الوصول إلى حرب مفتوح، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر في المؤسسة الأمنية، قولها: "سيكون هناك رد فعل كبير في غزة وأيضًا رد فعل في الشمال. هذه محاولة للرد بشكل كبير دون الانزلاق إلى الحرب".

وبحسب مسؤول إسرائيلي كبير تحدث إلى موقع والاه العبري، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لرد عسكري في لبنان وكذلك في غزة.

وعقب جلسة من المشاورات الأمنية، أوعز وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، للمؤسسة الأمنية بالاستعداد لجميع الخيارات من أجل الرد على عملية القصف.

وفي سياق متصل، أمر رئيس بلدية عسقلان بفتح الملاجئ العامة في المدينة بعد إطلاق صواريخ من غزة ليلة الأربعاء وصباح الخميس، مع فتح الملاجئ العامة في مستوطنات أخرى شمال فلسطين المحتلة. وأعلنت بلدية صفد شمال فلسطين المحتلة عن فتح الملاجئ العامة فيها.

getty

ائتلاف ومعارضة

وأجمعت المعارضة والائتلاف في إسرائيل على ضرورة الرد على عملية القصف في شمال فلسطين المحتلة.

وعلق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وعضو مجلس الوزاري السياسي - الأمني​​، على القصف، قائلًا: "في هذه اللحظات نترك كل الخلافات والاتهامات والاعتبارات السياسية، ونتحد ضد أعدائنا"، وفق قوله. وأشار المتطرف سموتريتش إلى الهدف توجيه ضربة قوية من أجل استعادة الردع.

من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد: "بعد أن أحضرنا في الحكومة السابقة هدوءًا أمنيًا وسياسيًا، أدى التصرف المتطرف وغير المسؤول للحكومة الحالية إلى إلحاق أضرار جسيمة بالردع"، وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالأمن، لا توجد معارضة أو ائتلاف، سنقف متحدين ضد أي عدو. والمعارضة ستمنح الحكومة الدعم الكامل". 

وأشار وزير الأمن السابق بيني غانتس إلى إطلاق الصواريخ، قائلاً إن "المسؤولين عن إطلاق النار في الشمال ليسوا فقط حماس وحزب الله، بل دولة لبنان أيضًا، وهي التي ستتحمل تبعات ذلك"، وتابع:  "لدينا بنك مستهدف غير مسبوق في لبنان". 

getty

جولة محدودة؟

ووصف المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل عملية القصف في الشمال بأنها "أخطر وأعقد حالة أمنية تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية منذ حرب لبنان الثانية في آب / أغسطس 2006"، وحول خيارات الحكومة الإسرائيلية، قال هرئيل إنه "من الصعب للحكومة الإسرائيلية الامتناع عن الرد العسكري على إطلاق الصواريخ"، وأضاف: "لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن تتخذ الحكومة قراراتها بمسؤولية وبهدف تجنب حرب شاملة، لا تكسب إسرائيل شيئًا منها".

واعتبر هرئيل أن "يوم المعركة"، أي يوم كامل من الضربات المحدودة والمضادة هو الأفضل في هذه الوقت.

أمّا المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، فقد أشار إلى أن إسرائيل تقف أمام معضلة معقدة، قائلًا: "إذا امتنعت إسرائيل عن الرد أو اختارت الرد بطريقة محدودة، فسوف تشير إلى جميع الأطراف في المنطقة -إيران على وجه الخصوص- بأنها ضعيفة، وقد تحاول تحديها في المستقبل القريب. من ناحية أخرى، قد يتحول الرد الكبير إلى تصعيد خطير متعدد الجبهات ليس فقط في غزة، ولكن أيضًا في الضفة الغربية والقدس ولبنان، وربما أيضًا في الداخل".

وأضاف أنه "يمكن الافتراض أن إسرائيل ستبحث عن طريقة للرد وإيصال رسالة دون أن يؤدي ذلك إلى تصعيد"، لكن ذلك مهمة مقعدة في ظل تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال حول تآكل قدرة الردع الإسرائيلي الأشهر الأخيرة.

واعتبر ليمور أن "طريقة التعامل مع هذا الوضع المعقد والخطير هو العودة إلى الأساسيات: اتباع سياسة أمنية متوازنة، وإخراج الصاخبين وغير المسؤولين من وزراء الحكومة من مراكز صنع القرار، لأنهم قد يزيدون من تدهور الوضع".

يشار إلى التصعيد الإسرائيلي الحالي، انطلق في عدوان على المسجد الأقصى، وذلك بعد اقتحامه من قبل شرطة الاحتلال، واعتقال وإصابة مئات المعتكفين والمعتكفات في داخله، على مدار الأيام الماضية، تبعها مظاهرات وإطلاق صواريخ من قطاع غزة.