19-أغسطس-2020

اختار خوان كارلوس الإمارات كمنفى اختياري له (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

بعد عديد التقارير التي تكهنت بالوجهة التي اختارها الملك الإسباني السابق خوان كارلوس كمنفى اختياري، نقلت وسائل إعلام غربية على لسان متحدث باسم العائلة المالكة قوله إن الملك السابق موجود في الإمارات منذ الثالث من آب/أغسطس الماضي، وهو ما وضع حدًا للحرب الدائرة بين وسائل الإعلام الغربية حول وجهة الملك السابق، بعد اضطراره لمغادرة مدريد على خلفية فضيحة تلقيه ملايين الدولارات كهدية من الرياض أثناء توليه العرش.

بعد عديد التقارير التي تكهنت بالوجهة التي اختارها الملك الإسباني السابق خوان كارلوس كمنفى اختياري، نقلت وسائل إعلام غربية على لسان متحدث باسم العائلة المالكة قوله إن الملك السابق موجود في الإمارات

وقال المتحدث باسم العائلة المالكة في إسبانيا إن "الملك خوان كارلوس أبلغ الأسرة الملكية إنه ذهب إلى الإمارات يوم 3 (آب) أغسطس (الماضي)، وهو هناك الآن"، وهو التاريخ عينه الذي أعلن فيه خوان كارلوس مغادرته مدريد، دون أن يحدد وجهته، بعدما كشفت صحيفة لا تريبيون دي جنيف السويسرية عن استلامه مائة مليون دولار من الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وإعلان السلطات السويسرية فتحها تحقيقًا بالموضوع.

اقرأ/ي أيضًا: ملك إسبانيا السابق يغادر البلاد بعد فضيحة مالية.. ما علاقة الرياض؟

وكان خوان كارلوس الذي يتمتع بشعبية كبيرة قد تنازل عن العرش لابنه فيليبي في عام 2014، بعد ظهور تقارير تتحدث عن تورط أفراد من العائلة المالكة بقضية احتيال ضريبي، إضافة لظهور تقارير منفصلة تحدثت عن قيام أفراد من العائلة المالكة بتنظيم رحلة لصيد الأفيال، فيما كان يعاني الإسبان من ركود اقتصادي شديد، وابتعد خوان كارلوس بعد تنازله عن العرش عن الحياة العامة.

وشهدت نهاية الأسبوع الماضي مشاركة العشرات في حركة احتجاجية تطالب بإنهاء العمل بنظام الحكم الملكي في مقاطعة بلنسية الإسبانية على سواحل البحر المتوسط، بعد الرحيل المفاجئ للملك الإسباني بسبب القضية ذات الصلة، فيما يخطط آخرون لتنظيم احتجاج مماثل في جزيرة مايوركا خلال الزيارة التي يجريها الملك فيليبي في وقت لاحق، للمطالبة بإنهاء الحكم الملكي المعمول به وفق الدستور الوطني للبلاد.

وكانت الصحيفة السويسرية قد كشفت في تحقيق لها نشر في آذار/مارس الماضي، أن خوان كارلوس تلقى مبلغًا بقيمة مائة مليون دولار من نظيره الملك السعودي الراحل، لتثير من وراء الخبر المذكور سؤالًا حول إن كان خوان كارلوس قد حصل على المبلغ لقاء عمولة على صفقة القطار فائق السرعة الذي يربط بين مكة والمدينة وأنشأته شركة إسبانية؟ أم أنها رشوة؟ أم هدية؟

وأوضح تحقيق الصحيفة السويسرية أنه بعد متابعة الحوالة المالية التي وصلت إلى أحد الحسابات البنكية في سويسرا، تبيّن أنها تتبع لمؤسسة مقرها دولة بنما، والمستفيد الوحيد منها خوان كارلوس، فضلًا عن تحويله نحو 65 مليون دولار – وهو باقي المبلغ في الحساب البنكي – إلى حساب بنكي في جزر البهاماس، أظهرت متابعة أصول الحساب أنه يعود لسيدة الأعمال الدنماركية كورينا لارسن، وهي عشيقة سابقة وصديقة مقربة من خوان كارلوس.

وفتح الادعاء السويسري تحقيقًا بحق الملك السابق بتهمة "جريمة تبييض الأموال" في عام 2018، غير أن القضية لم تصل للرأي العام إلا بعد نشر وسائل إعلام إسبانية تسجيلات صوتية للارسن تعترف فيها بتهريب الملك السابق أمواله إلى الخارج، عبر رصيد باسم قريبه ومحاميه، كما تطرقت في التسجيلات للحديث عن مطالبة الملك "بعمولة من ملك السعودية على صفقة خط سككي أنشئ بالمملكة العربية".

والقضية عينها مطرح شك لدى السلطات الإسبانية، وهو ما دفع بالمحكمة الإسبانية لفتح تحقيق بشأن حصول تحالف لشركات إسبانية على صفقة مالية بقيمة ستة مليار يورو، لتنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع، والذي يربط بين جدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة على طول 450 كلم، يفترض أن خوان كارلوس لعب فيها دور الوسيط أو السمسار، من حيث استثماره لعلاقاته الشحصية للتوسط لدى الشركة بتخفيض قيمة العقد مع الرياض بنسبة 30 بالمائة.

أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سيغمادوس لصالح صحيفة إل موندو الإسبانية أن 63.3 بالمائة من الإسبان عبروا عن استيائهم من مغادرة الملك السابق البلاد بصورة مفاجئة

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سيغمادوس لصالح صحيفة إل موندو الإسبانية أن 63.3 بالمائة من الإسبان عبروا عن استيائهم من مغادرة الملك السابق البلاد بصورة مفاجئة، فيما وافق 27.2 بالمائة على رحيله، وأشار الاستطلاع إلى أن 80 بالمائة قالوا إنه كان يجب على خوان كارلوس مواجهة الإجراءات القانونية المحتملة، في الوقت الذي قال 12.4 بالمائة إن الملك السابق ليس مذنبًا، مع رفض 7.3 بالمائة التعبير عن رأيهم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

شراء الوهم.. السعودية تتصدر قائمة مستوردي السلاح في العالم