26-يونيو-2018

إسبانيا تقتنص تعادلاً بطعم الفوز من المغرب بمساعدة الحكم (Getty)

انتزعت إسبانيا تعادلًا صعبًا من المغرب في آخر جولات المجموعة الثانية من كأس العالم 2018، عندما سجّل إياغو إسباس هدف التعادل في الوقت بدل الضائع. منهيًا بهذا الهدف مغامرة المغرب في المونديال بنتيجة 2-2، بعد أن تعرّض أسود الأطلس لخسارتين في الدورين الأول والثاني بهدف وحيد أمام البرتغال وإيران.

أطربت المغرب عشّاق كرة القدم في العالم بسبب عروضها المتميّزة في المونديال، كذلك جعلت من نفسها فخراً للعرب كون فريقها سبّب إحراجًا كبيرًا لمنافسيه، وكان الطرف الأفضل في معظم المباريات التي خاضها، ولعب برجولة وشجاعة أمام فرق كبرى كإسبانيا والبرتغال، فلم يتكتّل في المناطق الخلفية منتظرًا هديّة من السماء تنجيه من خسارة منطقية، بل أخذ المبادرة بالهجوم، فهو يعلم جيّدًا أنّ المتعة هي أجمل ما في كرة القدم، فلم يحرم عشّاق الكرة منها مثلما فعلت كبرى منتخبات البطولة ذلك عندما حرمتهم منها.

يوسف النصيري: من العار ما حدث لنا في المونديال، يستخدمون تقنية الفيديو متى أرادوا

رغم كون المنتخب المغربي من المنتخبات القليلة التي أجمع المتابعين على إمتاعها للحضور في مونديال روسيا، إلا أنه كان من أوّل المودّعين للبطولة، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها سوء الطالع الذي لازم اللاعبين. إذ أهدر زملاء مبارك بوصوفة العديد من الفرص في مرمى خصومهم في المباريات الثلاثة، كذلك تعرّض الفريق لنكسات في ثواني المباريات الأخيرة، كما حصل في لعبة إيران، عندما امتلك المغاربة المباراة من بابها لمحرابها، ومن ركلة ثابتة إيرانية في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، سجّل المغربي عزوز بوهدوس هدفاً في مرماه، وشهد الوقت بدل الضائع تسجيل هدفاً آخر على شباك الفريق العربي في مباراة إسبانيا، عندما سجّل إياغو إسباس هدف التعادل لفريقه في الدقيقة 91، وهنا أضاع المغاربة 3 نقاط من مباراتين في الدقائق المضافة، ليقتنع بنقطة لا تروي ظمأ عطشه في مونديال الذي غاب عنه منذ 20 عاماً.

 اقرأ/ي أيضًا: كأس العالم 2018.. لعنة الثواني الأخيرة تعصف بالمغرب ومصر

لم يكن سوء الطالع وحده سببًا رئيسيًا لإيقاف مسيرة أسود الأطلس في روسيا، إذ جعلت تقنيّة الفيديو نفسها باباً واسعا لخروجهم المشرّف، فعندما تم اعتمادها كتقنيّة تهدف للإقلال من الأخطاء التحكيمية البشرية، لم تنصف هذه التقنيّة الفريق المغربي، بل كانت سبباً أصيلاً في حرمانهم من الفوز أمام البرتغال وإسبانيا، ففي لقاء البرتغال سجل كريستيانو رونالدو على المغرب هدف فريقه الوحيد، رغم أنَّ زميله بيبي ارتكب خطأ قبل الهدف، فلم يلجأ الحكم عندها لتقنية الفيديو، كذلك تغاضى الحكم عن ركلة جزاء للمغاربة عندما رفض مشاهدة الفيديو، فحرمهم من تسجيل هدف محقّق.

كرّر التحكيم عناده أمام المغرب في مباراة إسبانيا الأخيرة، عندما رفض الأوزبكي رافشان إيرماتوف اللجوء لتقنية الـVAR، رغم لمس المدافع جيرارد بيكيه الكرة داخل منطقة الجزاء مرّتين، ما يعني حرمان المغرب من ركلتي جزاء، والغريب أنّ الإسبان استفادوا من هذه التقنية في اللقاء وسجّلوا هدف التعادل في لحظاته الأخيرة بمساعدتها.

يونس بلهندة:يبدو أن تقنية الفيديو للآخرين، إن التقنية مخصصة للمنتخبات الكبيرة، إنه أمر محبط

بعد نهاية مسيرة المغاربة في المونديال، كشف أغلب أعضاء الفريق بحرقة ما تعرّضوا له من ظلم تحكيمي، فقال نور الدين أمرابط أمام الكاميرات "إنّها هراء" قاصداً تقنيّة الفيديو وتحيّز الحكّام الواضح بها، كذلك أباح مبارك بوصوفة بما في جوفه، "ماذا أقول عن أداء الحكم؟، لقد اتخذ قرارات سيئة وأضر بنا، وعندما لمس بيكيه الكرة بيده لم يطلب تقنية الفيديو، كانت لمسة واضحة ويمكن للجميع رؤيتها"، وكان يونس بلهندة أكثر وضوحاً وجرأة عندما قال، " يبدو أن تقنية الفيديو للآخرين، إن التقنية مخصصة للمنتخبات الكبيرة، إنه أمر محبط".

اقرأ/ي أيضًا: من المسؤول عن سرقة حلم المغرب في مونديال 2018؟

ولم يخرج الحارس المغربي منير المحمدي عن صمته، "نحن غاضبون لأن الجميع لا يتعامل بشكل متساوٍ، شيء مشابه حدث في مباراة البرتغال أيضًا ولم تتوقف تقنية الفيديو للمساعدة، نطلب معاملتنا على قدم المساواة"، كذلك أفشى يوسف النصيري ما في قلبه بكلمات قليلة، "إنه لمن العار ما حدث لنا في المونديال، يستخدمون هذه التقنية متى أرادوا، ويرفضون العودة إليها حين نطلب ذلك".

هي نهاية لمشاركة مشّرفة أنجزها جيل مغاربي رائع، وعلى اتحاد الكرة المغربي أن يحافظ على هذا الفريق وأن لا يرضى بأقل من التتويج ببطولة أمم أفريقيا التي لم يحرزها أسود الأطلس منذ 40 عاماً، والمغاربة بلا شكّ كانوا بالنسبة للمتابعين العرب مصدر الفخر الوحيد بالمونديال بعد خيبات مصر والسعودية وتونس، والتي لم تحقّق أي نقطة في المواجهات التي دارت مع فرق غير عربية بالمونديال.

 

 اقرأ/ي أيضًا:

لعنة حامل اللقب.. ألمانيا عاشر بطل يفشل في أولى مبارياته في المونديال

الخطأ وارد دائمًا في كرة القدم.. حتى مع تقنية الفيديو المساعد للحكم!