16-يونيو-2018

المغربي عزيز بوهدوز يسجّل في مرماه هدفاً قاتلًا باللحظات الأخيرة(Getty)

لم يسبق في تاريخ كأس العالم أن كانت المنتخبات العربية المشاركة فيه طرفاً في أول 3 مباريات بالبطولة، ويالها من بداية كارثيّة حينما تكون الهزيمة هي القاسم المشترك لهذه الفرق في أولى جولات دوري المجموعات بمونديال روسيا 2018، سيّما وأن اثنتين منها كانتا أمام فرق ليست بالقويّة، حيث سحقت روسيا مستضيفة المنتخب السعودي بخماسيّة نظيفة، بينما قست الأقدار على المغرب ومصر، حينما كانت اللحظات الأخيرة سبباً في خسارة الفريقين.

محمد الشناوي يتألق في إبعاد تسديدة كافاني

تعرّضت السعوديّة في افتتاح البطولة لخسارة مهينة أمام روسيا صاحبة الضيافة، بواقع 5 أهداف دون ردّ، فبدا الفريق الأخضر بلا حول أو قوّة أمام فريق ليس له باع في كأس العالم بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وهنا انتظر الجميع المباراة الثانية من هذه المجموعة التي تواجه به فراعنة مصر مع نجوم الأوروغواي، حيث أعلن مدرّب مصر هيكتور كوبر قبل اللقاء عن جاهزيّة نجم الفريق الأول محمد صلاح للعب المباراة بمواجهة زملاء كافاني وسواريز، ولكن مع بداية اللقاء بان أن صلاح لم يكن جاهزاً 100%، بل أراد المدرّب الأرجنتيني أن يلقي بهذا التصريح كي يربك حسابات مدرّب الخصم، سيّما وأن اللاعب المصاب جلس على مقاعد البدلاء طيلة المباراة، وكان احتمال خوضه معركة الأوروغواي قائماً حتى نهاية التبديلات الثلاثة المسموح بها.

 مدرّب إيران: استراتيجيتنا من الدقيقة الأولى اعتمدت على صنع حالة من الانهيار الذهني للاعبي المغرب، حاولنا ذلك عبر إحباط لاعبيهم المميزين والتصدي لهم

رغم غياب محمّد صلاح لعب الفريق المصري أداءً رجوليّاً، فأجبر الفريق اللاتيني على احترامه طيلة دقائق المباراة، وكان نجم المباراة الأول هو الحارس محمّد الشنّاوي الذي تصدّى لهدفين محقّقين من لويس سواريز، وطار في الهواء منقذاً مرماه من تسديدة إدينسون كافاني الخطرة، كذلك أحسن الدفاع المصري بقيادة أحمد حجازي، فقطع الماء والهواء عن سواريز وكافاني، وكاد للفراعنة أن يحرزوا نقطة التعادل التي أرادوها قبل بداية المباراة، لكنّ المدافع الأوروغوياني خوسي ماريا خيمينيز أنقذ فريقه من تعادل خاسر وسجّل برأسه هدف الفوز قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة.

اقرأ/ي أيضًا: العرب وكأس العالم.. تاريخ متواضع وطموحات كبيرة في المونديال المقبل

رغم خسارة مصر في هذه المباراة، إلا أن الفريق كسب احترام الجماهير وثقتهم، فهو يلعب أمام أقوى فرق المجموعة، وبغياب نجمه الأبرز، وفي عالم الحسابات خرج الفراعنة بأقل الخسائر من هذه المباراة، فالجميع رشّح الأوروغواي أن تكون بطلة للمجموعة، وما على الفرق الأخرى سوى أن تتقاتل على المركز الثاني المؤهل لدور الـ16، وهنا ينتظر الجميع ما سيقدّمه لاعبو كوبر أمام روسيا والسعودية، فبأداء كهذا مع مشاركة محمّد صلاح لن يكون حلم التأهّل إلى دور الـ16 بعيد المنال.

هدف الأوروغواي في الدقيقة 89

إن كانت خسارة مصر متوقّعة رغم قساوتها وممكنة التعويض،  فخسارة المغرب أمام إيران ليست كذلك على الإطلاق، لأن المجموعة الثانية تضمّ بجانب الفريقين الأفريقي والآسيوي إسبانيا والبرتغال، لذلك خطّط مدرّب المغرب جيّداً من أجل حسم نقاط المباراة لصالحه، وتحصيل التعادل من مباراتيه المتبقيّتين، أو واحدة منهما على الأقل بغية التأهل لدور الـ 16، ومع بداية المباراة قدّم المغاربة أداءً رائعاً وسيطروا على ميدان الملعب من بابه لمحرابه، فدخلوا اللقاء وهم يعلمون أن دفاع الفريق الإيراني لا يقلّ قوّة عن دفاعهم، فهو تلقّى هدفين فقط في تصفيات كأس العالم بدور المجموعات، بينما لم يتلقَّ المغاربة أيّ هدف واحد في التصفيات بدور المجموعات.

ينتظر الجميع ما سيقدّمه لاعبو كوبر أمام روسيا والسعودية، فبأداء كهذا مع مشاركة محمّد صلاح لن يكون حلم التأهّل إلى دور الـ16 بعيد المنال.

دخلت المغرب المباراة دون حذر، وكثّفت هجماتها بشكل رهيب أرهق دفاعات الخصم، فاستحوذ لاعبو هيرفي رينارد على الكرة في أغلب مجريات اللقاء، وكاد المهدي بن عطيّة أن يفتتح التسجيل بالدقيقة 19 لكن الحارس رضا بيرانوند أنقذ مرماه، وكرّر الحارس الإيراني فعلته قبل نهاية المباراة بدقائق أمام تسديدة حكيم زياش الرائعة، قبل أن يحدث ما ليس بالحسبان.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا صوتت السعودية للمرة الثانية ضد استضافة المغرب لكأس العالم؟

فمع محاولة الفريق الإيراني إضاعة الوقت بغية الخروج بنقطة التعادل، بدأ الفريق المغربي يفقد تركيزه، فعاب زملاء مبارك بوصوفة العصبية والارتباك، ولم تعد تمريراتهم بتلك الدقّة التي كانت عليها في أغلب مجريات اللقاء، وقبل أن يعلن الحكم نهاية المباراة بلحظات، حاول المهاجم المغربي عزيز بوهدوز أن يشتت كرة عرضية للإيرانيين برأسه، لكنّه سجّلها في مرماه بالخطأ بالدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، فحقّقت إيران بقيادة مدرّبها المحنّك البرتغالي كارلوس كيروش أول فوز لها في كأس العالم منذ فوزها على أمريكا في مونديال فرنسا1998، وتعقّدت حسابات المغرب بالمجموعة، بل أصبح الفريق قاب قوسين أو أدنى من الخروج المبكر، رغم امتلاكه لكوكبة من النجوم، وتقديمه أداءً رفيع المستوى، لكنّها كرة القدم.

المغربي عزيز بوهدوز يسجّل في مرماه هدفاً قاتلاً في آخر لحظات المباراة

عرف مدرّب إيران كارلوس كيروش جيّداً كيف يتعامل مع فريق أقوى من فريقه بالكثير من الدرجات، فعمد إلى استخدام الأساليب النفسية، من خلال إجهاد الخصم وتحطيم معنويّاته، وهو ما نجح به بشكل كبير، وصرّح بعد هذا الانتصار، "استراتيجيتنا من الدقيقة الأولى اعتمدت على صنع حالة من الانهيار الذهني للاعبي المغرب، حاولنا ذلك عبر إحباط لاعبيهم المميزين والتصدي لهم"، بينما اعترف مدرّب أسود الأطلس بذلك، فأكّد هيرفي رينارد على وقوعه في فخّ كيروش عندما قال في مؤتمر صحفي بعد المباراة، "لقد وقعنا في فخ إيران رغم أننا كنا نعلم كل مواطن القوة في الفريق، كما كنا نعلم أن إيران تنتظر الوقت المناسب للهجوم وهو ما حدث في وقت قاتل أصابنا باليأس".

 

اقرأ/ي أيضًا:

المغرب تبكي حلم 2026.. ألم الطعنة في الظهر

هل كانت المغرب ضحيّة لمؤامرة برازيلية- نرويجية في كأس العالم 1998؟