09-أغسطس-2020

لا تزال السلطات السعودية تلاحق سعد الجبري (تويتر)

.الترا صوت – فريق التحرير

كشفت تقارير صحفية عن وضع السلطات الكندية لمسؤول الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، والذي يقيم على أراضيها، تحت الحراسة الأمنية المشددة، وذلك على خلفية التقارير التي نشرت خلال الأيام السابقة تتحدث عن رفع الجبري لدعوى قضائية يتهم فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإرسال فرقة النمر لاغتياله بعد فشله بإرغامه على العودة إلى الرياض.

كشفت تقارير صحفية كندية عن وضع مسؤول الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، والذي يقيم على أراضيها، تحت الحراسة الأمنية المشددة، بسبب مخاوف على حياته

وقالت صحيفة ذا غلوبال آند ميل الكندية نقلًا عن مصدر أمني لم تكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة قضايا الأمن القومي الحساسة، إنه جرى تنبيه السلطات الكندية مؤخرًا لوجود محاولة ثانية تهدف لاغتيال الجبري، وأضافت الصحيفة نقلًا عن مصدرها أن فريقًا من شرطة الخيالة الملكية الكندية المدججين بالسلاح، فضلًا عن عناصر من الأمن الخاص يقومون بحماية المسؤول السعودي في مكان غير معروف في مدينة تورنتو.

اقرأ/ي أيضًا: مسؤول سابق في الاستخبارات السعودية يقاضي ابن سلمان بتهمة "محاولة اغتياله"

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد نقلت عن رسالة صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية وصفها للجبري بأنه "شريك قيم" للإدارة الأمريكية، وأكدت الوزارة في رسالتها التي جاءت لتهدئة أعضاء مجلس الشيوخ الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامة الجبري، على مواصلتها العمل مع البيت الأبيض لإيجاد حل لأزمة الجبري "بطريقة تكرم خدمته" لواشنطن.

وشغل الجبري مناصب حساسة في جهاز الاستخبارات السعودية عندما كان الأمير محمد بن نايف، وليًا للعهد ووزيرًا للداخلية، وفي أعقاب الانقلاب الأبيض الذي نفذه ابن سلمان داخل القصر الملكي في الرياض في حزيران/يونيو 2017 بعد مبايعته وليًا للعهد، قام الجبري بمغادرة تركيا التي كان يقيم فيها إلى كندا، وبعد فشل الرياض بإقناع الجبري في العودة إلى السعودية، قامت باعتقال اثنين من أبنائه اللذين كانا لا يزالان في الرياض، عمر (21 عامًا) وسارة (20 عامًا) حيث لا يزال مصيرهما مجهولًا.

في السياق أشار خالد الجبري، نجل مسؤول الاستخبارت السعودي في مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية إلى أن عائلته تعرضت لحملة وصفها بأنها "إرهابية غير قانونية عابرة للحدود"، مضيفًا إلى أن الهدف من وراء هذه الحملة السعي لقتل والده، وأخذ شقيقيه المحتجزين في السعودية حاليًا، كـ"رهائن"، لافتًا لوجود تهديد "مماثل لحياة والده قبل أسبوعين"، كانت الاستخبارات الأمريكية والكندية على اطلاع به.

وفي معرض تعليقه على الدعوى التي رفعها ضد ولي العهد السعودي في إحدى المحاكم القضائية لمقاطعة كولومبيا في واشنطن، قال الجبري "في النهاية، دُفعنا إلى السعي إلى المحاسبة والعدالة من خلال (رفع قضية أمام) محكمة اتحادية أمريكية، ونأمل أن تساعدنا القضية الحالية في إنهاء هذا العذاب، وحرية عمر وسارة ولم شملهم معنا وحماية والدي ونهاية الكابوس لعائلتي".

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI قد أرسل تحذيرات للجبري الابن قبل نحو تسعة أشهر حسبما ما ذكرت الشبكة الأمريكية، مشيرةً إلى أن عملاء من مكتب التحقيقات أخبروا الجبري الابن عندما وصل إلى بوسطن بـ"حملة" ولي العهد السعودي لـ"مطاردة" والده وعائلته في الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن العملاء طلبوا منه توخي الحذر.

وذكرت صحيفة ذا ستاندرد الكندية قبل أيام نقلًا عن تقارير غربية أن الجبري رفع دعوى قضائية بحق ولي العهد السعودي يطالبه بتعويضات غير محددة على خلفية مخطط لمحاولة اغتياله، عن طريق إرسال فرقة النمر إلى كندا لتنفيذ المهمة بعد أيام قليلة من اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.

 كشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن محاولات عديدة قام بها ابن سلمان بشكل شخصي لإقناع الجبري بالعودة إلى الرياض، سواءً عبر إغرائه أو من خلال تهديده

فيما كشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن محاولات عديدة قام بها ابن سلمان بشكل شخصي لإقناع الجبري بالعودة إلى الرياض، سواءً عبر إغرائه بوظيفة جديدة في إدارته، أو من خلال تهديده بتعميم اسمه على قائمة المطلوبين للشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، والضغط عليه باعتقال أولاده الاثنين، وهو ما سلط الضوء لأول مرة على حجم الضغوط التي مورست ضد الجبري لإجباره على العودة إلى الرياض.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 كشف مراسلات لابن سلمان يهدد فيها مسؤولًا استخباراتيًا سابقًا للعودة إلى الرياض

 "السجن ثمن التغريدة".. حملة جديدة من الاعتقالات تطال نشطاء وكتابًا سعوديين