17-سبتمبر-2023
مانشستر يونايتد

"Getty" أسوأ بداية لمانشستر يونايتد في تاريخ البريميرليغ

لم يتخيّل عشاق مانشستر يونايتد أن يبدأ ناديهم موسمه بالسوء الذي ظهر عليه، نتائج كارثية في أرضية الملعب، وإشكالات متراكمة خارج الميدان، أدت لانعكاس ذلك على أداء الفريق، وازدياد التوتر في غرفة تبديل الملابس، وأثر ذلك بشكل مباشر على نتائج الفريق.

التشكيلة الأغلى في العالم

يملك مانشستر يونايتد أغلى تشكيلة في العالم حاليًا، فبحسب المركز الدولي للتاريخ وإحصاء كرة القدم، تخطت قيمة التشكيلة الحالية للاعبي مانشستر يونايتد حاجز المليار يورو، ليتربع النادي الإنجليزي في صدارة فرق العالم بقيمة وصلت إلى مليار و150 مليون يورو، وعلى الرغم من كل ذلك، لا تتناسب نتائج الفريق مع قيمته السوقية.

النادي الأكثر صرفًا للأموال في التعاقدات بالعقد الأخير

حينما تجد فريقًا كمانشستر يونايتد تحتل تشكيلته المركز الأوّل في العالم كأعلى قيمة، ولا تعكس نتائج الفريق قيمته السوقية، سيتبادر إلى ذهن البعض أن الفريق بحالة بناء، ويحتاج إلى البعض من الوقت كي يأتي موعد الحصاد.

لكنّ الخبر الصادم يتمثّل بكون النادي الإنجليزي هو الأكثر صرفًا للأموال في العقد الأخير بمجمله، فمنذ 2014 حتى 2023 كان صافي ما دفعه الفريق مع طرح المبالغ التي جناها من بيع اللاعبين هو مليار و396 مليون يورو، وفي ذلك أيضَا احتل الفريق المركز الأول بالعالم، ومع ذلك لم يحقق أي بطولة للدوري الإنجليزي الممتاز، أو دوري أبطال أوروبا.

تأجيل فكرة بيع النادي

الجماهير ضاق ذرعها بإدارة مانشستر يونايتد الأمريكية، عائلة الغليزرز كانن برأيها سببًا لوصول الفريق إلى هذه المرحلة، الأموال التي دُفعت كانت بصفقات لغايات تجارية بحتة، ودون أي فائدة فنية، ليأتي خبر طرح النادي للبيع كبارقة أمل لمشجعي اليونايتد.

مانشستر يونايتد

مصرف قطر الإسلامي من جهة، ورجل الأعمال جيمي راتكليف من جهة أخرى، تنافسا على شراء الفريق، واقترب المصرف كثيرًا من تحقيق ذلك، وساد الحماس في أجواء المشجعين، لكنّ الأمريكيين تراجعوا عن بيع الفريق، وكلّ ذلك أثّر على سوق الانتقالات برمّته، لأن العرض القطري الذي وصل لقرابة 6 مليار يورو كان يتضمّن أيضًا دفع مئات الملايين من أجل صفقات جديدة، كان من المتوقع أن تتم في سوق الانتقالات السابق.

أزمة ثلاثيّة

التوتر كان حاضرًا داخل أروقة النادي، بسبب أزمة ماسون غرينوود، والذي تم اتهامه بالاعتداء على صديقته، فتم إيقافه عن اللعب العام الماضي، ورغم إقرار براءته من القضاء البريطاني، إلا أن جدلًا واسعًا سبب بنهاية علاقته مع الفريق.

لم يستفق الفريق من أزمة غرينوود بعد، حتى أتته أزمة مشابهة، وهذه المرة من البرازيلي أنتوني، والذي ادعت عليه صديقة سابقة بتهمة الضرب والتعنيف الجسدي، ليوقف مانشستر يونايتد لاعبه بشكل مؤقت حتى نهاية التحقيقات.

الضربة الأخيرة في أروقة النادي أتت من الأزمة الحاصلة بين المدرب إيريك تين هاغ والمهاجم الدولي الإنجليزي جادون سانشو، حيث برر تين هاغ في مؤتمر صحفي خاص بمواجهة آرسنال سبب غياب سانشو عن تشكيلته هو تدربه بشكل جيد مع الفريق، هنا ردّ عليه سانشو بمنشور على موقع إكس بتصريح كذّب به مدرّبه، وبعد أيام حذف هذا المنشور، ليتم إبعاد سانشو عن تدريبات الفريق لأجل غير معروف حتى الآن.

إيريك تين هاغ

كل هذه الظروف ستصعّب مهمّة أي مدرّب مهما كان اسمه، لكن يؤخذ على تين هاغ عدم تعامله الجيد مع نجوم الفريق، فهو من تسبب برحيل كريستيانو رونالدو، وصدامه مع سانشو أتى في وقت غير مناسب، وربما الإفراط بالتركيز على الجوانب الانضباطية في فريقه أكثر من الاهتمام بالجوانب التكتيكية سيكون أمرًا غير مناسب فيما لو حدث.

مانشستر يونايتد

كذلك التركيز على أسماء محددة أثبتت تراجعها الرهيب وضعف مستواها، سيفاقم أزمات الفريق، كحالة المهاجم الفرنسي أنتوني مارسيال، والذي كان تين هاغ يصر على إشراكه بالمباريات على حساب لاعبين آخرين كسانشو وغارناتشو، والأهم من كلّ ذلك عدم النجاح في إيجاد هوية واضحة للفريق داخل أرضية الملعب، والفشل في حلّ مشكلة خط الوسط الدفاعي، والتي أدت لتلقي الفريق العديد من الأهداف هذا الموسم.

حصاد ما تمّ زرعه

وفقًا لهذه الظروف والمعطيات كانت النتائج كارثية للغاية، مانشستر يونايتد خسر مساء السبت على ملعبه أمام برايتون بثلاثية لهدف، خسارة هي الأولى للفريق على ملعبه منذ 22 جولة، وتحديدًا منذ الهزيمة في الموسم السابق أمام برايتون نفسه، كذلك انهزم اليونايتد مع برايتون في آخر 4 مواجهات معه بالبريميرليغ، ونحكي عن فريق اسمه برايتون وليس مانشستر سيتي أو ليفربول.

مانشستر يونايتد

الكارثة الأكبر بالنسبة لليونايتد تمثّلت بتقديمه أسوأ بداية في تاريخه بالدوري الإنجليزي الممتاز، فبعد 5 جولات حقق ست نقاط فقط من فوزين، وهو أمر غير مسبوق لسيد البريميرليغ، ولكن لو دققنا أكثر بالفوزين اللذان حققهما اليونايتد فسنجدهما قد أتيا بصعوبة بالغة، فوزه في الجولة الأولى على وولفرهامبتون أتى بصعوبة وبهدف سجله المدافع فاران في ربع الساعة الأخير من المباراة، وفوزه الثاني كان أمام نوتنغهام فورست، حينما قلب تأخره بهدفين إلى فوز بالثلاثة، علمًا ان اليونايتد لم يحقق أي نقطة على الإطلاق خارج الديار.

حصيلة خمس جولات لليونايتد هي البداية الكارثية في البريميرليغ، مع فوزين أتيا بشقّ الأنفس، علمًا أن هذا الفريق نفسه سيواجه بايرن ميونيخ في ملعب الأليانز أرينا ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء القادم، فإما تصبح هذه المواجهة نقطة مفصلية تعيده لصحوته، أو تدفه دفعة أخرى نحو القاع.