04-مايو-2023
Getty

وزير الخارجية الأمريكي أكد على وجود جهود لاستعادة الصحفي تايس (Getty)

أفاد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة أحيت المحادثات مع النظام السوري بشأن الصحفي المفقود أوستن تايس وأمريكيين آخرين معه اختفوا خلال سنوات قمع نظام الأسد للثورة السورية، وكان أوستن قد اختفى عام 2012.

المفاوضات الأمريكية مع النظام مباشرة وتعقد بوساطة سلطنة عُمان

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وصفتهم بالمطلعين أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جددت المحادثات المباشرة مع النظام السوري لتحديد مصير "الصحفي المفقود أوستن تايس والأمريكيين الآخرين". 

كما أفادت مصادر الصحيفة أن "المفاوضين الأمريكيين عقدوا سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولي النظام السوري، مما يعطي زخمًا ولو مؤقتًا للجهود المتذبذبة لمساعدة الصحفي تايس"، إلا أن المفاوضات التي أجريت، "فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراقات" حسب المسؤولين المطلعين الذين تحدثوا لـ"وول ستريت جورنال"، التي أشارت إلى أن استئناف المحادثات يأتي في "الوقت الذي يحقق فيه رئيس النظام السوري بشار الأسد تقدمًا في جهوده للخروج من عَقدٍ من العزلة الدولية التي نجمت عن تعامله الوحشي مع ثورة الشعب السوري"، في إشارة إلى إعادة بعض الدول العربية لعلاقاتها معه وجهودها لإعادته للجامعة العربية، إضافة إلى التقارب التركي مع النظام بوساطة روسية وإيرانية.

 

Getty

وبحسب مصادر الصحيفة فإن المفاوضين من الطرف الأمريكي "يتطلعون إلى استئناف المحادثات في الأسابيع المقبلة وشجعوا الأسد على أخذ المحادثات بجدية أكبر وفوق ذلك أخبروا حكومة النظام السوري أن حل القضية يمكن أن يساعد في إنهاء العزلة الدولية للنظام السوري".

وكانت والدة تايس قالت في نادي الصحافة الوطني "أعتقد أن الوقت قد حان للقول إن الصراع في سوريا قد انتهى وحان وقت التقارب".

وبحسب وول ستريت جورنال واجهت جهود الولايات المتحدة السابقة لإعادة تايس إلى أمريكا عراقيل متعددة. ففي عام 2020 ، التقى اثنان من كبار المسؤولين في إدارة ترامب سراً مع رئيس مخابرات النظام السوري لإجراء محادثات حول الأمريكيين المفقودين. وتعثرت تلك المحادثات بسبب جهود نظام الأسد لربط مصير الأمريكيين المفقودين باتفاق مع الرئيس آنذاك دونالد ترامب لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، حيث يقوم حوالي 900 عسكري أمريكي بشكل أساسي بمهام محدودة تستهدف جيوبًا صغيرة من "تنظيم الدولة الإسلامية". كما فشلت المناقشات أيضا لأن النظام أراد ربط القضية بتخفيف العقوبات.

وذكر مسؤولون في المنطقة أنه في اجتماع هذا العام مع حاكم سلطنة عُمان هيثم بن طارق آل سعيد، أشار الأسد إلى أنه لا يزال يرغب في ربط المحادثات حول مصير الصحفي تايس بتخفيف العقوبات وإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من سوريا. وقال المسؤولون إن حاكم عُمان طلب من الأسد أن يخفف من توقعاته وأن يأخذ المحادثات بجدية أكبر.

وكان الصحفي تايس، وهو من قدامى المحاربين في مشاة البحرية الأمريكية وصحفي مستقل عمل لصالح فرانس برس وواشنطن بوست، قد اختفى بالقرب من دمشق في آب/أغسطس 2012 أثناء قيامه بإعداد التقارير خلال السنوات الأولى من الثورة السورية. وسبق للرئيس الأمريكي بايدن أن قال معلقًا على اختفائه إن الولايات المتحدة تعرف "على وجه اليقين" أن نظام الأسد احتجز تايس، وهو ما ينفيه النظام.

Getty

يشار إلى أنه في آب/ أغسطس الماضي، وبمناسبة الذكرى العاشرة لاختفاء تايس، أصدر بايدن بيانًا أكد فيه "لوالدي الصحفي المفقود والشعب الأمريكي أنه يجعل عودة الصحفي أولوية"، وترجح وسائل إعلام أمريكية متعددة، أنه في ذلك الوقت كانت إدارة بايدن "منخرطة في محادثات مباشرة مع النظام وهو الأمر الذي نفاه نظام الأسد".

والأسبوع الماضي، عاد بايدن لإثارة قضية تايس، في عشاء مراسلي البيت الأبيض، الذي حضرته والدة الصحفي المفقود، ديبرا تايس، حيث قال بايدن: "نحن لا نستسلم ولا نتوقف عن جهودنا لإحضاره والعثور عليه وإعادته إلى المنزل".

ويبدو أن سلطنة عُمان تلعب دور الوساطة في المباحثات الأمريكية مع النظام، فبحسب مسؤولين أمريكيين طلب الطرف الأمريكي المفاوض في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من عُمان تسريع جهود الوساطة مع النظام. وبعدها بوقت قصير، أجرى المسؤولون الأمريكيون محادثات مع مخابرات النظام وقادته في عُمان لمناقشة مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك قضية الصحفي تايس وما لا يقل عن خمسة آخرين من الأمريكيين المفقودين الذين يعتقد أن نظام الأسد اعتقلهم.

أكّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن إدارة بايدن فتحت أكثر من قناة مع أكثر من طرف ضمن جهودها لإعادة تايس إلى الولايات المتحدة

وأمس الأربعاء، وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أكّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن إدارة بايدن فتحت أكثر من قناة مع أكثر من طرف ضمن جهودها لإعادة تايس إلى الولايات المتحدة، وأضاف بلينكن خلال مقابلة مع واشنطن بوست "نحن منخرطون على نطاق واسع فيما يتعلق بأوستن - منخرطون مع النظام، ومنخرطون مع دول ثلاثة - في محاولة لإيجاد طريقة لإعادته إلى الوطن ولن نتراجع حتى نقوم بذلك".