02-مايو-2023
Getty

تستمر عدة دول عربية في رفض التطبيع مع النظام السوري (Getty)

ذكرت فايننشال تايمز البريطانية أن رئيس النظام السوري بشار الأسد رفض تقديم أي تنازلات لوزراء الخارجية العرب مقابل عودته للجامعة العربية، ويتزامن ذلك مع اجتماع تشاوري استضافته عمّان يوم أمس الإثنين لوزراء خارجية كل من: الأردن والسعودية والعراق ومصر والنظام السوري، تمخّض عن بيان غير ملزم حول سبل إنهاء الأزمة السورية ومصير اللاجئين وملف المخدرات الذي يؤرق الأردن والسعودية.

ذكرت فايننشال تايمز البريطانية أن رئيس النظام السوري بشار الأسد رفض تقديم أي تنازلات لوزراء الخارجية العرب مقابل عودته للجامعة العربية

كما نقلت ذات الصحيفة عن مسؤول سعودي قوله "لا أعتقد أننا كنا سنتواصل مع سوريا إذا لم نتواصل مع إيران قبل ذلك".

في غضون ذلك، أكد تقرير الفايننشال تايمز أن الأسد يشعر بالثقة، ولا يبدي اهتماما بالتسوية العربية المقترحة القائمة على مقايضة إعادته للجامعة العربية بالتنازل في بعض الملفات، بل إن أحد المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة البريطانية قال: "إن النظام السوري يريد استسلاماً كاملاً"، وفي نبرة تهكمية، أردف المسؤول العربي أن "دمشق قد تطلب من الأشقاء العرب الاعتذار".

Getty

في الوقت نفسه، تستمر دول عربية عدة في رفض التطبيع مع النظام السوري، كما رفضت الخطط المقدمة من أجل إعادة تعويم الأسد وعودته لجامعة الدول العربية، من بينها قطر والكويت.

وقال المستشار السياسي للمجلس السوري الأميركي محمد علاء غانم، عن موجة التطبيع مع نظام الأسد وعدم تدخل الولايات المتحدة في الأمر "لم تكن سوريا على رأس أولويات إدارة بايدن"، مضيفًا: "انتقلت الولايات المتحدة من سياسية "رفض التطبيع مع الأسد" إلى سياسة "إذا أردت التطبيع مع الأسد فتأكد من الحصول على شيء منه". 

في المقابل، ومع حراك عدة دول للتطبيع للأسد ومناقشة عدة قضايا وبنود دون معالجة القضايا الأساسية مثل اللاجئين وشمال سوريا، قالت محللة الشؤون السورية في مجموعة الأزمات دارين خليفة: "تترك الأسئلة الرئيسية دون معالجة، لقد أثبتت دمشق مرارًا وتكرارًا أنها غير مستعدة للانخراط في حل سياسي. هذه ليست الطريقة التي يعمل بها الأسد".

وفي سياق متصل، قالت جامعة الدول العربية: "نتطلع لبحث الأزمة السورية في الاجتماعات المقبلة لمجلس الجامعة".

Getty

بيان اجتماع عمان التشاوري

بعيد اختتام الاجتماع التشاوي الذي استضافته عمّان، أمس الإثنين، بمشاركة وزير خارجية النظام السوري والسعودية ومصر والعراق وصف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الاجتماع بالإيجابي، مضيفًا أنه تناول العديد من الملفات، لكنه أكّد أن هذا الاجتماع لا يمثل جميع الدول العربية، مردفًا القول بأن "قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية يتم اتخاذه وفق آليات عمل الجامعة العربية".

وذكر الصفدي أن لقاء عمّان "بُني على تفاهمات أنجزت بين أشقائنا استنادًا إلى المبادرة الأردنية القائمة على أن يكون هناك دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية، وفق منهجية خطوة مقابل خطوة بما ينسجم مع القرار 2254، وبما يؤدي إلى معالجة الأزمة وكل تداعياتها استنادًا إلى مبادرة أشقائنا في المملكة العربية السعودية وإلى الجهود التي قامت بها كل الدول العربية التي كانت في إطار عملية التنسيق هذه"، حسب قوله.

وأكّد بيان الاجتماع الختامي أن "الاجتماع يمثل بداية للقاءات ستتابع إجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل للأزمة السورية ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ويعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويلبي طموحات شعبها، ويخلصها من الإرهاب، ويساهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، ويفضي إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير المشروعة منها، وبما يحقق المصالحة الوطنية، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها وعافيتها ودورها"، وفق تعبيره.

ووفقًا لذات البيان فقد اتفق الوزراء مع وزير خارجية النظام السوري، على أجندة المحادثات التي ستتواصل وفق جدولٍ زمنيٍ يتفق عليه، وبما يتكامل مع "كافة الجهود الأممية وغيرها ذات الصلة بالوضع الإنساني والأمني والسياسي"، وعلى إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لكل من يحتاجها من الشعب السوري في جميع أماكن وجوده في سوريا، بالتعاون والتنسيق بين النظام السوري وهيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة.

وحول عودة اللاجئين دعا الوزراء إلى "تعزيز التعاون بين النظام السوري والدول المستضيفة للاجئين والتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة لتنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح".

وأكد الوزراء على "تعزيز التعاون لدفع جهود تبادل المختطفين والموقوفين والبحث عن المفقودين، وأهمية التعاون بين النظام السوري والدول المعنية والأمم المتحدة في بلورة استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وتنظيماته".

قالت محللة الشؤون السورية في مجموعة الأزمات دارين خليفة: "تترك الأسئلة الرئيسية دون معالجة، لقد أثبتت دمشق مرارًا وتكرارًا أنها غير مستعدة للانخراط في حل سياسي. هذه ليست الطريقة التي يعمل بها الأسد"

وفيما يتعلق بملف الاتجار بالمخدرات طالب البيان "بتعزيز التعاون بين النظام ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية مع دول الجوار".