27-سبتمبر-2019

يضم المهرجان الأوروبي للمسرح عروضًا من تسع دول أوروبية (تويتر)

تستعدّ العاصمة اللبنانية بيروت لجولةٍ جديدة من "المهرجان الأوروبي للمسرح" في نسخته الثانية. عروض مسرحية من 9 دول أوروبية هي الدنمارك وبلجيكا، وفرنسا وإيرلندا، وإيطاليا، وألمانيا، وبولندا، وإسبانيا، ورومانيا؛ سيكون محبّو المسرح على موعدٍ معها ابتداءً من مساء اليوم الجمعة، 27 أيلول/سبتمبر الجاري، وحتّى الـ 12 من تشرين الأول/أكتوبر القادم. المهرجان الذي تأسّس أواخر العام الفائت، وانطلقت دورته الأولى مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2018 بتنظيمٍ مشترك بين كلٍّ من "مسرح المدينة"، و"بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان" المسؤولة عن تمويله؛ تنطلق فعاليّات نسخته هذه من "قلب الظلام الدامس الذي لا بصيص نور فيه"، ولأجل "مقارعة هؤلاء القابعين في الزوايا المظلمة"، وذلك بحسب ما جاء في كلمة الفنّانة اللبنانية نضال الأشقر، مؤسّسة ومديرة المهرجان.

عروض مسرحية من 9 دول أوروبية سيكون محبّو المسرح على موعدٍ معها ابتداءً من مساء اليوم الجمعة، 27 أيلول/سبتمبر الجاري، وحتّى الـ 12 من تشرين الأول/أكتوبر في بيروت

وخلال مؤتمرها الصحفي المشترك بينها وبين السفير الجديد للاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، وضعت الأشقر المهرجان في صلب معركة الحرّيات التي تخوضها مؤسّسات لبنانية مدنية وثقافية كثيرة في وجه آلة القمع ويد الرقابة والرقيب. مشيرةً إلى أنّ المهرجان، في نسخته هذه تحديدًا، أقرب إلى طائرة ورق في الظلام. ومن هنا تحديدًا ربّما جاء اختيار إدارة المهرجان لمقولة فيديريكو غارثيا لوركا "وطن لا يساعد ولا يروج لمسرحه، إذا لم يكن قد مات بالفعل، فهو آخذٌ بالموت" عنوانًا لهذه الدورة.

اقرأ/ي أيضًا: هل ثمة "مسرح احتجاجي" عربي؟

9 مسرحيات حول الهجرة والهوية والتعدّدية الاجتماعية

عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، الجمعة 27 أيلول/سبتمبر الجاري، يَفتتح المهرجان أولى عروضه المسرحية. على خشبة "مسرح المدينة"، حيث ستروي المخرجة الفرنسية – العراقية تمارا السعدي في مسرحيتها "مكان" سيرةً ذاتية يُمسك التمزق بين مكانين وحياتين وشخصيتين بخيوطها. إنّها مسرحية تتحدّث عن الغرباء، أولئك الذين لا يتوقّفون عن الشعور بأنّهم ليسوا في المكان الصحيح؛ مهاجرين ومُهجّرين وجدوا أنفسهم فجأة يُعاينون أضرار الاندماج في المجتمعات الأوروبية.

في التوقيت نفسه من مساء الأحد، 29 أيلول/سبتمبر، سوف تعتلي خمس شخصيات من الدنمارك خشبة المسرح لتقصّ على الجمهور حكاياتها. في "دنماركيون حقيقيون" سيُحاول هنريك هاتمان وفريق العمل الإجابة على سؤال: ماذا يعني أن تكون شابًا في الدنمارك؟ لتتحول المسرحية إلى مواجهة مع المعايير والأعراف المفروضة في المجتمع الدنماركي الذي ستظهر هذه الشخصيات من خلال علاقاتها ببعضها، التنويعات المتعدّدة داخلهُ.

في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، سيقدّم الفنّانان اللبنانيان عصام أبو خالد وفادي أبو سمرا عرضًا مسرحيًا يجمع بين المأساة والكوميديا السوداء. في "صفحة 7" التي عُرضت للمرّة الأولى قبل 12 عامًا في مسارح بيروت، سنتابع حكاية متشرّدان يقتاتان على موائد العزاء. على أن نكون في الـ 2 من الشهر القادم على موعدٍ مع لوركا الذي خصّصت إدارة المهرجان عرضًا خاصًّا يجمع بين أعماله التي باتت مرجعيةً في فضاء المسرح، كـ "برناردا"، و"عرس الدم"، و"فارس أوليميدو"، و"الأغاني الغجرية"، و"ديوان التماريت"، و"شاعر في نيويورك"، و"يرما" لاستعادته باعتباره واحدًا من أشهر كتّاب وشعراء القرن الماضي. وبعد يومين من موعدنا مع لوركا، سنشاهد عرضًا مسرحيًا بعنوان "غبار"، تقدّمه شابّة بمفردها على خشبة المسرح، ترافقها دمية وظلال مُحيطة بها. المسرحية التي أخرجتها آنا كراسيون لامبرو، تستمدّ قصّتها من قصص النساء الرومانيات اللواتي جئن إلى الولايات المتّحدة للعمل، وانتهين، معظمهنّ، في صناعة الملايس.

اقرأ/ي أيضًا: دحو فرّوج: لنحرّرْ مسرح الطفل من سذاجتنا

إيرلندا واحدة من الدول التي تشارك للمرّة الأولى في "المهرجان الأوروبي للمسرح" من خلال "شجرة الزيتون" التي سنشاهد فيها رحلة طويلة من سوبر ماركت في العاصمة دبلن، إلى فلسطين المحتلّة. رحلة ستروي حكاية بلدٍ محتل، تمثّله أو تنوب عنه شجرة زيتون. أمّا في الـ 9 من تشرين الأول القادم، سنكون على موعدٍ مع المسرح الإيطالي الذي تمثّله مسرحية" لا تدعوهم قطّاع طرق"، وفيها نشاهد حكاية فلاح وراع يتحوّلان بسبب الظروف القاسية إلى قاطعي طريق، لتبدأ حياتهما بالتحوّل شيئًا فشيئًا بالتزامن مع التحوّلات التي تعيشها إيطاليا التي كانت لا تزال آنذاك منقسمة وغير موحدّة أيضًا. بدوره، سيكون الكاتب البريطاني وليام شكسبير حاضرًا أيضًا في العاصمة اللبنانية بيروت يوم 10 من الشهر القادم، عبر ورشة عمل يهدف آن تويو، وسارة سميلايو، مديراها، إلى تقديم نسخة جديدة من عمل وليام شكسبير الشهير "ماكبث".

ستكون إيرلندا واحدة من الدول التي تشارك للمرّة الأولى في "المهرجان الأوروبي للمسرح" من خلال "شجرة الزيتون" التي سنشاهد فيها رحلة طويلة من سوبر ماركت في العاصمة دبلن، إلى فلسطين المحتلّة

ختام الدورة الثانية من "المهرجان الأوروبي للمسرح" سيكون بعرضٍ مسرحيٍّ بعنوان "الزفاف". العنوان يُحيل دون شك وفورًا إلى الكاتب المسرحي الألماني برتولت بريخت الذي كتب عام 1919 نصًّا مسرحيًا يحمل العنوان نفسه تقريبًا، ويستهدف المجتمع البرجوازي الألماني. وبعيدًا عن المسرح، تشهد النسخة الثانية من المهرجان مجموعة ورش عمل موزّعة على أماكن متفرّقة من العاصمة اللبنانية، من بينها المخيمات الفلسطينية، وتتعددّ مواضيعها بين الدراماتورجيا، والسينوغرافيا، والتقنيات السردية، وتصميم الدمى المسرحية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"مسرح القوس" في الجزائر.. الأسرة البديلة

مونولوج أليساندرو باريكّو.. مسرح البحر مواجهًا يابسة الرواية