20-فبراير-2017

المسرحي الجزائري دحو فرّوج (1982)

ترك الكاتب المسرحي الجزائري دحو فرّوج (1982) الغابات والجبال والحقول، أي الفضاء التقليدي للنصوص المسرحية الموجهة للطفل في المشهد الجزائري، وأسكن شخوص وأحداث نصّه "صفر-واحد" داخل جهاز للإعلام الآلي، وهو ما استدعى أنسنة العناصر المشكّلة للجهاز، وخلق علاقات بينها وبين الممثلين من البشر.

الفارق بين المنظومة التربوية والفنية وبين المشهد التكنولوجي، شوّه صورة المعلم والفنان في ذهن الطفل

كما استدعى لغة خاصّة تراعي مفردات القاموس التكنولوجي، بمحمولاتها الفكرية والفلسفية، فالطفل حين يسأل القرص الصلب مثلًا: كيف حالك؟ لا يتلقى أي إجابة، لأن القرص يتعامل وفق المعطيات لا الحالات، مما يضطره إلى أن يكيّف السؤال فيصبح: كيف معطياتك؟

اقرأ/ي أيضًا: جائزة للرّواية القصيرة في الجزائر

ويبرر فرّوج هذا الخيار لـ"ألترا صوت" بكونه انسجم مع التحوّلات التي حصلت في ذهنية ونفسية الطفل الجديد. "ما معنى أن أكتب نصًّا يشتغل على ثنائية الخير والشر من خلال حكاية "الجميلة والوحش" مثلًا، لطفل بات يلعب بالأجهزة الإلكترونية أكثر مما يلعب في الساحة، ويتفوق على كبار العائلة في التعامل مع الآلات التي تتوفر في فضاء البيت؟".

إن الكاتب المسرحي المتوجه بنصوصه إلى الطفل، يقول محدثنا، هو أولى الأطراف المطالبة بأن تتسلح بذكاء ونباهة خاصتين، حتى يتمكن من إقناع الطفل الجديد، وغياب هذا الحس هو ما خلق هوة باتت واضحة، بين المنجز الفني والمتلقي الصغير. "الفارق الصارخ بين المنظومة التربوية والفنية العربية، وبين المشهد الافتراضي والتكنولوجي، من حيث الذكاء والحرية والمواكبة للسؤال الجديد، شوّه صورة المعلم والفنان في ذهن الطفل، فباتت مرتبطة عنده بالتخلف والانغلاق، وهو ما أدى إلى أن بلغ مقام التهكم عليه". يسأل: "هل فككنا السياقات التي أدت إلى انتشار النكتة التي يتداولها التلميذ العربي عن معلمه؟".

من هنا، دعا دحو فرّوج المتوّج في "مهرجان وهران للمسرح العربي"، المسارح الجزائرية والعربية إلى أن تراجع منظومتها التقنية، بتكوين مهنييها والاستعانة بالخبراء الغربيين، حتى تستطيع الوصول إلى مرحلة، تصبح فيها السينوغرافيا، في العروض الخاصّة بالأطفال، تعتمد على التكنولوجيا، لا على الورق والقماش والخشب والحديد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أزمّور المغربية تمنح أجنحتها للزّجالين

مسرحية تونسية تطيح بوزير كويتي