05-يوليو-2023
من أثار العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين (GETTY)

العدوان على مخيم جنين دمر البنية التحتية فيه بشكلٍ كبير (GETTY)

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابه من مخيم جنين، وذلك بعد عملية عسكرية استمرت لمدة يومين، أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيًا من بينهم 3 أطفال، وإصابة 100 بينهم 20 بحالة حرجة.

المصادر الإسرائيلية، تتحدث عن أن العدوان على جنين لم يحقق "أهداف" المؤسسة الأمنية الإسرائيلية

واعترف جيش الاحتلال بمقتل أحد جنوده وإصابة آخر، خلال الاشتباكات مساء يوم أمس الثلاثاء، حيث أشارت المصادر العبرية إلى مقتل الجندي خلال الانسحاب من جنين، في اشتباك مسلح.

وعقب انسحاب قوات الاحتلال من مخيم جنين، تفقد أهالي المخيم منازلهم التي كانت قد تركزت فيها عمليات جيش الاحتلال لمدة 48 ساعة، كما كشف عن الدمار الواسع الذي شهدته البنية التحتية في مخيم جنين.

getty

وشهدت الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء، مظاهرات انطلقت في كافة المدن الفلسطينية، بعد انسحاب جيش الاحتلال من مخيم جنين. كما شهدت مدينة ومخيم جنين مظاهرة داعمةً للمقاومة، وشهدت المظاهرة هتافات ضد التنسيق الأمني والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى إلقاء الحجارة على مبنى المقاطعة، فيما أطلقت الأجهزة الأمنية قنابل الغاز تجاه الشبان.

ومع الساعات الأولى لانسحاب قوات الاحتلال من جنين ومخيمها، انطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة، تجاه مستوطنات غلاف غزة، وتحدث الإعلام العبري عن اعتراض القبة الحديدية للصواريخ، فيما أظهرت صورة نشرتها بلدية مستوطنة سديروت سقوط شظايا صاروخ على منزل، فيما قصفت قوات الاحتلال عدة مواقع فجر اليوم في قطاع غزة.

getty

الاحتلال يدفع الثمن

وبالتزامن مع انسحاب قوات الاحتلال من داخل مخيم جنين، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: "نقول للعدو بأنه قد ولى الزمن الذي تمارس فيه عدوانك على شعبنا دون أن تدفع الثمن، وهذه جنين اليوم تلقنكم درسًا في المقاومة والصمود، وقبلها أبطالنا الأماجد في كل شوارع وأزقة ضفتنا العزيزة، وما معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة من على أرض غزة العزة عنكم ببعيد".

وأضاف هنية: "على الرغم من ارتقاء الشهداء وسقوط الجرحى، جراء العدوان الغادر على مخيم جنين فإن المقاومة لقّنت العدو درسا قاسيا وألحقت به خسائر كبيرة، وسوف تكشف الأيام القادمة عن حجم الهزة العنيفة التي ألحقتها المقاومة بالعدو، وستجبره على إعادة حساباته كثيراً عند التفكير في العدوان على شعبنا مرة أخرى".

وتابع هنية حديثه، بالقول: "كل الخيارات لإسناد جنين وأبطالها كانت على الطاولة، وما العملية البطولية في تل أبيب وما يجري في مناطق الضفة المختلفة إلا تعبير عن أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفي مختلف مواقعه كان حاضنا لجنين ومساندا لها في معركتها البطولية، وأنّ المقاومة هي عنوانه وخياره الاستراتيجي لرد العدوان ودحر الاحتلال عن أراضينا الفلسطينية"، مضيفًا: "لقد أوصلنا رسائل واضحة للعدو عبر جميع الأطراف بأن المقاومة في الساحات كافة ليست في منأى عما يجري، وعلى العدو أن يوقف عدوانه فورًا".

getty

من جانبه، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة: "قادت كتيبة جنين ومقاتلوها البواسل بكل شجاعة وبطولة هذا الانتصار الكبير، وأثبت الشعب الفلسطيني بوحدته والتفافه حول المجاهدين أنه يستطيع أن يقهر العدو في كل مواجهة يخوضها، من معركة سيف القدس إلى معركة وحدة الساحات ومعركة ثأر الأحرار إلى بأس جنين".

وحول اقتحام جنين، أضاف النخالة: "أنها معارك مجد يسجلها الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة وفي مقدمتها سرايا القدس، وفي هذه اللحظات التاريخية تخرج جنين عن بكرة أبيها تهتف للمجاهدين ولكتيبة جنين, إنها لحظات عز ومجد ستبقى حاضرة في مسيرة شعبنا حتى النصر النهائي".

وعقب انسحاب قوات الاحتلال وعودة سكانه، قالت كتيبة جنين: "سطرت المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين وعلى رأسها سرايا القدس - كتيبة جنين خلال معركة ’بأس جنين’ البطولية، أروع الملاحم والبطولة والفداء وكبدت العدو خسائر فادحة على كل المستويات في جولة جديدة من صولات كتيبة جنين سيسجلها تاريخ شعبنا المقاوم بمداد من عزيمة وإصرار".

حققت المقاومة الفلسطينية إصابات مباشرة في أليات الاحتلال

من جانبه، قالت كتائب القسام: "الاحتلال خرج يجر أذيال الخيبة والهزيمة، ولم ولن يجني من هذا العدوان سوى الحسرة والفشل الذريع،  وستثبت الأيام أن قيادة العدو أخطأت التقدير، وأن جنين وباقي مدن الضفة ستغدو أكثر صلابة ونقطة انطلاق لإيلام العدو، وما كمائن الموت في جنين وعملية تل أبيب إلا إشارة على ذلك"، مضيفةً: "مخيم جنين وثواره يعطون الدرس القاسي للمحتل من جديد بأن الزمن لن يعود للوراء، وأن ما ينتظر العدو أدهى وأمرّ، ففاتورة الحساب لا زالت مفتوحة، وسنجعله يعض أصابع الندم على حماقاته بحق أقصانا وضفتنا وأسرانا".

الاقتحامات لن تتوقف

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواصل غاراتها العسكرية الواسعة التي تستهدف المدن الفلسطينية، وذلك خلال زيارة القاعدة للجيش الإسرائيلي لقيادة العملية في جنين يوم الثلاثاء، مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت.

وأشار نتنياهو إلى أن الاقتحام لن يكون لمرة واحدة، وسيتواصل باستمرار ووفق الضرورة، على حد تعبيره.

من جانبه، أدلى رئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي ببيان حول العدوان في جنين، قائلًا: "نحن نعرف كيف ندخل حيثما نريد، وكلما دعت الحاجة ، وفي الوقت الذي نختاره"، وفق تعبيره.

انسحاب أليات الاحتلال من مخيم جنين

أقل من المتوقع

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الليلة الماضية، نقلًا عن مصادر أمنية، أن جيش الاحتلال كان يفضل إنهاء العدوان على جنين صباح الثلاثاء، لكنه تقرر تمديده بطلب من المستوى السياسي، بهدف "تحقيق المزيد من الإنجازات" وضرب المقاومة.

وتحدثت الصحيفة عن أن تقديرات المؤسسة الأمنية، كانت تتوقع اعتقال عدد أكبر من "المطلوبين" داخل مخيم جنين، وهذا ما لم يتحقق، كما أنّ من اعتقلوا لا يعتبرون من وجهة نظر الاحتلال من قيادات الصف الأول.

وأضافت الصحيفة، أن جيش الاحتلال فشل بالوصول إلى كميات الأسلحة التي أرادها، كونها خُبئت على ما يبدو في أماكن مختلفة بالمخيم.

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الليلة الماضية، نقلًا عن مصادر أمنية، أن جيش الاحتلال كان يفضل إنهاء العدوان على جنين صباح الثلاثاء، لكنه تقرر تمديده بطلب من المستوى السياسي، بهدف "تحقيق المزيد من الإنجازات" وضرب المقاومة

وأشارت صحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية تعتبر الإنجاز الأبرز لها، هو إفقاد عناصر المقاومة "الثقة في المخيم" كمكان للتواجد فيه باستمرار، وفقها.