27-يونيو-2023
gettyimages

المساعدات الأوروبية تأتي في ظل حملة اعتقالات من قبل السلطات التونسية (Getty)

اتهم أبناء قضاة وسياسيين تونسيين بارزين يقبعون في سجون قيس سعيّد الاتحاد الأوروبي بخيانة قيمه عبر تبييض نظام الرئيس التونسي قيس سعيد على أمل أن يتمكن من وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا. 

دعا أبناء المعتقلين السياسيين في تونس، في مؤتمرهم الصحفي، المحكمة الجنائية الدولية للنظر في انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع في تونس التي هي عضو في المحكمة

وعبّرت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس، أمس الإثنين، خلال مؤتمر صحفي عقد في لاهاي عن رفضها حزمة المساعدات التي تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديمها إلى تونس لأنها "قصيرة النظر وذات نتائج عكسية"، وحذرت عائلات المساجين من أن هذه الأموال لن تساعد الدولة التونسية على وقف الهجرة غير النظامية.

ومن المقرر أن يقدم الاتحاد الأوروبي لتونس مساعدات بقيمة مليار يورو، على الرغم، مما تصفه صحيفة الغارديان البريطانية، بنهج  قيس سعيد الساعي إلى القضاء على الديمقراطية في البلاد خلال العامين الماضيين من ولايته الرئاسية، بعد انقلابه على البرلمان المنتخب.

زكي وزكية الصناعي

وتتوقف المساعدة جزئيًا على قبول الرئيس قيس سعيد لإصلاحات مرتبطة بحزمة صندوق النقد الدولي البالغة 1.9 مليار دولار ، وهي خطوة كان سعيد يحاول تأجيلها.

وقاد دعوة الاتحاد الأوروبي لمساعدة الحكومة التونسية رئيسا وزراء عازمين على تضييق الخناق على الهجرة إلى أوروبا هما: مارك روت، رئيس الوزراء الهولندي، وجورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية التي تتزعم اليمين المتطرف في بلادها.

وتم الدفع بتقديم حزمة المساعدات الأوروبية خلال زيارة 3 قادة من الاتحاد الأوروبي  لتونس في 11 حزيران/يونيو تتقدمهم رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين ورئيسا وزراء هولندا وإيطاليا.

getty

ويأمل الاتحاد الأوروبي في التوصل لاتفاق بشأن برنامج المساعدات لتونس قبل انعقاد القمة الأوروبية في 28 و29 حزيران/يونيو الجاري، حسبما نقلته وكالة "آكي" الإيطالية عن مسؤول رفيع في بروكسل الجمعة الماضي.

ويحاجج المنتقدون لحزمة المساعدات الأوروبية بأنها استخدام لأموال دافعي الضرائب الأوروبيين لدعم حكومة تونسية تشدد الخناق على حقوق الإنسان وتزج بالمعارضين في السجون.

وعلى هامش المؤتمر الصحفي الذي عقدته عائلات السجناء السياسيين في تونس، قالت يسرى الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة المعتقل راشد الغنوشي، إن "الصفقات التي يبرمها الاتحاد الأوروبي مع حكومة الرئيس التونسي قيس سعيّد لن تؤدي إلا إلى دعم نظامه، الذي يقترف انتهاكات فادحة لحقوق الإنسان".

وتابعت يسرى الغنوشي، قائلة: "قيس سعيّد هو من أوجد هذه المشاكل، إذ أنّ الأزمات المتعددة وحالة اليأس في تونس هي التي تغذي ظاهرة الهجرة غير النظامية".

وشارك في المؤتمر الصحفي إلى جانب يسرى الغنوشي أبناء معتقلين آخرين وهم كلّ من إلياس الشواشي ابن الناشط السياسي غازي الشواشي وعزيز العكرمي ابن القاضي المعزول البشير العكرمي وكوثر الفرجاني ابنة القيادي بحركة النهضة سيد الفرجاني.

تنا

ودعا أبناء المعتقلين السياسيين في تونس، في مؤتمرهم الصحفي، المحكمة الجنائية الدولية للنظر في انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع في تونس التي هي عضو في المحكمة.

يشار إلى أنّ السلطات التونسية شرعت منذ 11 شباط/فبراير الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد. ومن الموقوفين، سياسيون وصحفيون ونشطاء وقضاة ورجال أعمال، وتوجه لهم تهم مختلفة من أبرزها "التآمر ضد أمن الدولة"، في محاولة للقضاء على المعارضة التونسية للانقلاب.

من المقرر أن يقدم الاتحاد الأوروبي لتونس مساعدات بقيمة مليار يورو، على الرغم، مما تصفه صحيفة الغارديان البريطانية، بنهج  قيس سعيد الساعي إلى القضاء على الديمقراطية في البلاد خلال العامين الماضيين

وقد أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، لإخلالات في الإجراءات ولما أكدته طواقم قانونية من غياب للأدلة، فيما تلتزم النيابة العمومية والسلطات القضائية الصمت حيال هذه القضايا.