01-أكتوبر-2018

أظهرت الانتخابات انقسامات كردية مبكرة (Getty)

بعد عام من استفتاء الانفصال وما جره من تبعات على كردستان، شهد الإقليم الواقع شمال العراق، إجراء انتخاباته البرلمانية في دورتها الخامسة، الأحد 30 أيلول/سبتمبر، حيث تتنافس القوى السياسية الكردية وأبرزها الحزبان الديمقراطي والوطني الكردستانيين، للفوز بـ111 مقعدًا، في حين ظهرت الانقسامات والخلافات مبكرًا بين القوى الكردية بعد اتهامات وادعاءات بوجود تلاعب وتزوير.

أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية التي كشفت عنها مصادر في مفوضية كردستان، تفوقًا للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني

وأعلنت مفوضية انتخابات كردستان مساء الأحد، مشاركة 57% من مواطني الإقليم في الانتخابات، بعد إغلاق مراكز الاقتراع المحددة في السادسة مساءً، حيث يحق لحوالي 3 ملايين مواطن في إقليم كردستان الإدلاء بأصواتهم في هذه العملية، لكن مصادر كردية أشارت إلى أن نسب المشاركة كانت أدنى من ذلك بكثير.

وشهد إقليم كردستان، الجمعة 28 أيلول/سبتمبر، عملية التصويت الخاص، التي كان يملك فيها أكثر من 170 ألف شخص حق التصويت وأغلبهم من القوات الأمنية ومنتسبي وزارتي البيشمركة والداخلية.

وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية التي كشفت عنها مصادر في مفوضية كردستان، تفوقًا للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، حيث حصل على أكثر من 62 ألف صوت من الاقتراع الخاص، ونحو 110 آلاف صوت من الاقتراع العام، في حين حصل القطب الثاني الاتحاد الوطني على 44 ألف صوت من الاقتراع الخاص ونحو 40 ألف صوت من الاقتراع العام.

اقرأ/ي أيضًا: كردستان العراق.. عسكرة على طريق الانقسام!

وبحسب تلك النتائج، فقد حلت حركة التغير "كوران" ثالثًا، وبعدها الجماعة الإسلامية، نحو الإصلاح وحركة الجيل الجديد. ويتنافس 673 مرشحًا من القوى الكردية على 111 مقعدًا من ضمنها 11 مقعدًا مخصصًا للأقليات ضمن نظام "الكوتا".

وبمجرد انتهاء عمليات الاقتراع الأحد، أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني، على لسان المتحدث باسمه سعدي بيره، عدم اعترافه بالانتخابات ونتائجها، مؤكدًا وقوع تزوير وتلاعب في عملية التصويت، بالتزامن مع إفادات قدمتها مصادر أمنية كردية باقتحام مسلحين لبعض المراكز الانتخابية والتلاعب بصناديق الاقتراع.

لكن رئيس قائمة الحزب في كردستان قوباد طالباني، قال إنه "من المبكر اتخاذ أي قرار حول سير عملية التصويت العام لانتخابات كردستان"، مشيرًا إلى أن حزبه سيتخذ القرار منها بعد إعلان النتائج، فيما دعا مفوضية الانتخابات إلى أن "تكون مستقلة والارتقاء إلى مستوى المسؤولية".

ويتنافس الحزب مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، في أجواء متوترة داخل كردستان حيث تنامي الاستياء من مزاعم فساد وصعوبات اقتصادية، فيما يتوقع أن يستمر الحزبان الرئيسيان في اقتسام السلطة في إقليم كردستان العراق شبه المستقل، الذي يقطنه ستة ملايين نسمة، في ظل معارضة ضعيفة.

بمجرد انتهاء عمليات الاقتراع الأحد، أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني، على لسان المتحدث باسمه سعدي بيره، عدم اعترافه بالانتخابات ونتائجها

وتشير النتائج الأولية إلى نجاح مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في الاحتفاظ بقاعدة تأييد، رغم الضربة الساحقة التي وجهتها الحكومة الاتحادية في بغداد لمسعاه من أجل الاستقلال، مما أسفر عن فقدان الإقليم الكردي لأراضٍ وتقليص استقلاله الاقتصادي، كما تشير الانقسامات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يمكن أن تكون له اليد العليا في تحالف حاكم يضم الحزبين.

اقرأ/ي أيضًا: الإمارات والسعودية على هوى إسرائيل في دعم انفصال كردستان العراق

يأتي ذلك بعد إقرار الأحزاب السياسية الكردية بصعوبة الذهاب إلى بغداد بمرشح واحد لمنصب رئيس الجمهورية، حيث طرح الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، أخيرًا، مبادرة على الاتحاد الوطني، تقضي بالتخلي عن المنصب لصالح حزبه، مقابل دعمه حصول الاتحاد على مناصب "سيادية" في الحكومة الجديدة.

وفي حين رشح الاتحاد الوطني برهم صالح للمنصب، اختار الحزب الديمقراطي فؤاد حسين مرشحًا للمواجهة، فيما دعت هيرو إبراهيم، عقيلة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في موقف لافت، إلى ضرورة الاتفاق على وجود مرشح واحد لشغل منصب رئاسة الجمهورية، وأن يتم اختيار هذا المرشح من قبل ممثلي الأحزاب والأطراف والكتل السياسية الكردستانية في بغداد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"دولة" كردستان.. المبضع الأمريكي المرتقب

مقدمات كردية لا بد منها