10-يناير-2024
الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على دير البلح

تواصل إسرائيل تحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة (Getty)

في اليوم الـ96 من عدوانها الهمجي على قطاع غزة، تواصل "إسرائيل" مسعاها لتحويل القطاع المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا إلى مكان غير صالح للحياة، عبر تدمير ما تبقى من بنية تحتية، واستهداف المستشفيات المتبقية وسط وجنوب القطاع، إضافةً إلى استهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم.

وشهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة، الليلة الماضية وصباح اليوم الأربعاء، قصفًا مدفعيًا وجويًا عنيفًا ومكثّفًا تركّز في المحافظتين الجنوبية والوسطى، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مختلف محاور التوغل.

ليلة دموية أخرى وعشرات الشهداء

واستُشهد 15 فلسطينيًا، وأُصيب آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "نوفل" غرب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. فيما ارتقى 4 شهداء في قصف مدفعي استهدف منازل المدنيين العُزّل في مخيم المغازي وسط القطاع.

قال المتحدث باسم "الأونروا" إنه يتم تحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للعيش، مؤكدًا أنه المكان الأسوأ على الأرض

وأدى قصف قوات الاحتلال لمنزل يعود لعائلة "عسلية" في جباليا شمال قطاع غزة، إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين استطاعت فرق الدفاع المدني انتشال عدد منهم.

وطال قصف مدفعية الاحتلال وطائراته الحربية المناطق الشرقية والجنوبية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إضافةً  إلى معسكر دير البلح وسط القطاع، وعدة مناطق أخرى.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 23.210 شهداء، و59.167 مصابًا، معظمهم من النساء والأطفال.

وقالت، في بيان مقتضب عبر منصة "تلغرام"، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 12 مجزرة بحق عوائل القطاع راح ضحيتها 126 شهيدًا و241 مصابًا، لافتةً إلى أن هذا عدد الذين وصلوا إلى المستشفيات فقط، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

غزة المكان الأسوأ على الأرض

ودعت "منظمة الصحة العالمية"، أمس الثلاثاء، إلى تحسين الوصول إلى قطاع غزة لمساعدة المدنيين المحاصرين، مؤكدةً بأن كمية الإغاثة التي تصل إلى غزة غير كافية ومتأخرة جدًا، سيما شمال القطاع.

وقال منسق فرق الطوارئ الطبية بالمنظمة، شون كيسي، من مدينة رفح، إن: "الوضع الغذائي في الشمال مروّع للغاية، ولا يوجد أي طعام متاح تقريبًا. كل من نتحدث إليهم يتوسلون إلينا للحصول على الغذاء. ويسألوننا: أين الغذاء؟ يساعدنا الناس في توصيل إمداداتنا الطبية لكنهم يخبروننا باستمرار أننا بحاجة إلى العودة بالطعام".

من جهته، قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة، الثلاثاء، إن عدد سكان مدينة رفح قد يصل إلى 1.5 مليون فلسطيني بسبب موجات النزوح المستمرة، لافتًا إلى أن الوكالة ليس لديها: "القدرة لمواجهة الانهيار الحاصل".

وأكد أبو حسنة أن غزة: "هي المكان الأسوأ على الأرض، ويتم تحويل القطاع لمكان غير صالح للعيش". مضيفًا أنه: "يتم الدفع بالنازحين إلى هذه المنطقة التي تصل إلى حافة الانفجار، خاصةً أن الأوضاع بائسة على كافة المستويات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وأيضًا على مستوى تقديم المساعدات".

خسائر الاحتلال تتصاعد في غزة

إلى ذلك، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة جنوب ووسط قطاع غزة، في وقت تصاعدت فيه خسائر الأخيرة لناحية الجنود والآليات.

ومساء الثلاثاء، أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، أن مقاتلي الكتائب تمكّنوا خلال الأسبوع الفائت من تدمير 42 آلية عسكرية كليًا أو جزئيًا، والإجهاز على 22 جنديًا إسرائيليًا من نقطة الصفر، إضافةً إلى إيقاع العشرات بين قتيل وجريح في 52 مهمة عسكرية مختلفة: "تم خلالها استهداف القوات الصهيونية المتوغلة بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد والأسلحة الرشاشة وأسلحة القنص".

مصاب في إحدى مستشفيات مدينة رفح

وأضاف في بيان عبر منصة "تلغرام" أنه تم أيضًا: "نسف منزل وتفجير 4 مداخل أنفاق وحقل ألغام في جنود العدو، وإطلاق صاروخ أرض – جو باتجاه مروحية في سماء القطاع". وتابع: "أسقط مجاهدونا طائرة استطلاع من طراز (هيرمز 900) واستولوا على طائرة (Skylark) وطائرتي (درون)". ناهيك عن دك: "مقرات وغرف القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كافة محاور القتال، ووجهوا رشقة صاروخية مكثفة نحو (تل أبيب) ومحطيها".

وأعلن جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، مقتل ضباط احتياط خلال المعارك التي دارت مع المقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة أمس الثلاثاء، ليرتفع بذلك عدد قتلاه المُعلن عنهم، خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى 10 بين ضباط وجنود.

سياسية بلجيكية تدعو لمحاكمة "إسرائيل"

دوليًا، قالت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر، أمس الثلاثاء، إن بلادها لا يمكنها أن تبقى صامتة ضد تهديد "إسرائيل" بـ"الإبادة الجماعية" في غزة.

جاء ذلك في تغريدة على منصة "إكس" كتبت فيها: "لا يمكن لبلجيكا أن تقف بموضع المتفرج حيال المعاناة التي لا نهاية لها للشعب في غزة".

وأضافت بيترا دي سوتر، وهي ممثل حزب الخضر الفلمنكي في الائتلاف الحاكم، أنه: "علينا أن نتحرك ضد خطر الإبادة الجماعية. أريد من بلجيكا أن تحذو حذو جنوب أفريقيا وأن تتخذ إجراءً في محكمة العدل الدولية، سأقدم هذا الاقتراح للحكومة البلجيكية".