تدخل الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ82، على وقع اشتباكات عنيفة تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية مع قوات الاحتلال في محاور التقدّم، وتتزامن مع قصف مدفعي وبحري وجوي مكثّف طال مختلف مناطق القطاع المنكوب.
واستُشهد ما لا يقل عن 5 شهداء وأُصيب آخرون، صباح اليوم الأربعاء، إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم المغازي وسط قطاع غزة. فيما تشهد المنطقة الوسطى من القطاع، منذ الصباح، اشتباكات ضارية تتزامن مع قصف مدفعي عنيف ومكثّف استهدف الأحياء السكنية، لا سيما في مخيم البريج حيث أدى القصف إلى استشهاد وإصابة العشرات.
ارتكب جيش الاحتلال خلال الساعات الـ24 الأخيرة 18 مجزرة راح ضحيتها 241 شهيدًا و382 مصابًا
ونفّذت طائرات الاحتلال، فجر اليوم، قصفًا عنيفًا وأحزمة نارية بمنطقة جباليا البلد ومحيطها شمال قطاع غزة، كما استهدفت مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
ومساء أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 20.915 شهيدًا و59.918 مصابًا معظمهم من الأطفال والنساء.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الأخيرة 18 مجزرة بحق عائلات كاملة راح ضحيتها 241 شهيدًا و382 مصابًا.
وعبّر القدرة عن خشيته من أن يكون استهداف محيط مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس هو تكرار للسيناريو الذي نفّذه جيش الاحتلال ضد مجمع الشفاء الطبي ومستشفيات شمال غزة عمومًا.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، إن جيش الاحتلال قام بسرقة أعضاء من جثامين شهداء فلسطينيين من شمالي قطاع غزة كانت قد وصلت، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، إلى جنوب القطاع بعد احتجازها من قِبل جيش الاحتلال.
وأضاف المكتب في بيان عبر منصة "تلغرام" أن جيش الاحتلال امتهن كرامة: "جثامين 80 شهيدًا من شهداء شعبنا الفلسطيني، كان الاحتلال قد سرقها سابقًا خلال حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها، حيث قام بتسليمها مشوّهةً من معبر كرم أبو سالم للدفن في محافظة رفح".
وأكد المكتب الحكومي أن الاحتلال سلّم الجثامين: "مجهولة الهوية ورفض تحديد أسماء هؤلاء الشهداء، كما رفض تحديد الأماكن التي سرقها منها، وبعد معاينتها تبيّن أن ملامح الشهداء مُتغيّرة بشكل كبير في إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال لأعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء".
ولفت كذلك إلى أن جيش الاحتلال قام بتكرار هذه الجريمة أكثر من مرة خلال عدوانه الحالي على القطاع، مؤكدًا أنه لا يزال يحتجز لديه جثامين عشرات الشهداء. ودعا المكتب إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية، مستقلة تمامًا، في اختطاف جيش الاحتلال لجثامين الشهداء وسرقة أعضائهم الحيوية.
إلى ذلك، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصفها ناحل عوز بصواريخ 107 وقذائف الهاون. بينما تتواصل الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال في محاور التوغل شمال وجنوب القطاع.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن، صباح اليوم، مقتل ضابط وجنديين خلال المعارك الدائرة مع المقاومة شمال قطاع غزة، ما يرفع عدد قتلاه المُعلن عنهم رسميًا إلى 167 منذ بدء التوغل البري أواخر تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وفي سياق متصل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، رفض ثلاث مرات طلب قادة أجهزة أمنية مناقشة مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، بينما قالت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أخرى إنه يرفض مناقشة هذه المسألة.
ويأتي ما سبق بعد إعلان البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ناقش مع وزير الشؤون الاستراتيجية بحكومة الاحتلال، رون ديرمر، اليوم التالي لانتهاء الحرب، سيما موضوعي الحكم والأمن.
