26-ديسمبر-2023
الجيش الإسرائيلي لا يحقق أهدافه في قطاع غزة

كشفت مصادر فلسطينية لـ"الترا فلسطين"، عن رفض فصائل المقاومة "هدنة إنسانية" لا "تتضمن التوجه إلى وقف لإطلاق النار" (Getty)

تجمع وسائل الإعلام الإسرائيلية، على نية جيش الاحتلال الإسرائيلي، استبدال نمط عدوانه على قطاع غزة، خلال الشهر الأول من العام المقبل، مع عدم قدرته على الاستمرار بـ"الاستراتيجية الحالية" من العدوان، والحاجة إلى تبديل جديد، قد "يكسر جمود الحرب القائم حاليًا".

وبينما كشفت مصادر فلسطينية لـ"الترا فلسطين"، عن رفض فصائل المقاومة "هدنة إنسانية" لا "تتضمن التوجه إلى وقف لإطلاق النار"، فإن جيش الاحتلال الذي عمل على تدمير غزة، وقتل 20 ألف من سكانها، يعتزم البحث عن خيارات جديدة في الحرب، بحثًا عن تحقيق أهدافها غير المنجزة منذ 80 يومًا.

يتجه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي والذي يوصف بـ"عقل نتنياهو" إلى واشنطن من أجل بحث المرحلة التالية من الحرب والحصول على ذخيرة أمريكية

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن "حماس لن تُهزم في المعركة البرية الحالية، والجيش الإسرائيلي يستعد لتغيير القتال في قطاع غزة"، مضيفةً "بعد حوالي شهرين، أدرك الجيش أنه يجب عليه الاستعداد لتغيير الاستراتيجية"، مع التوصل إلى خلاصة أن "حماس لن تهزم إلّا في حرب استنزاف طويلة".

وأضافت القناة الإسرائيلية: "يدرك الجيش أنه يقترب من نهاية المرحلة الحالية، والافتراض الكامن وراء التغيير في الاستراتيجية هو أن تفكيك حماس لن يتحقق على الأرض، بل في حرب استنزاف طويلة. وقد يستغرق الأمر أشهرًا، وربما حتى سنوات. وللوصول إلى واقع جديد في غزة، هناك حاجة إلى حملة سياسية وحملة اقتصادية إلى جانب الحملة العسكرية". 

وفي التفاصيل، قالت القناة "من المتوقع أن تكون الخطوة التالية أكثر جراحية وقد تم الإعداد لها منذ فترة طويلة". وتشير إلى أن هذه الخطة ستشمل إقامة منطقة عازلة، بمدى واحد كيلومتر غرب السياج، مع بقاء عناصر جيش الاحتلال فيها، ومنع الدخول إليها، كما سينفذ جيش الاحتلال "غارات مشاة وعمليات جوية وبحرية"، وستكون "أكثر تحديدًا".

كما تتضمن الخطة، تقليص عدد عناصر جيش الاحتلال، بمعنى تسريح جنود الاحتياط، والاعتماد على الجيش النظامي، مع إبقاء إمكانية طلب جنود الاحتياط للخدمة خلال العام المقبل.

getty

أمّا عن المعارك في جنوب قطاع غزة، فقد قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن "المعارك فيه مختلفة، نظرًا لوجود قيادة حماس في المكان، ومعظم المحتجزين".

وعن فشل الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية، قال المعلق العسكري للقناة 12 الإسرائيلية نير ديفوري: "بعد أكثر من 80 يومًا من القتال، تتعلم حماس وتتكيف مع حرب العصابات الأساسية. ولأنها تنطلق من تحت الأرض فهي مدمر، وعلى الجيش أن يتكيف مع هذا التهديد الجديد والقديم. في بعض الحالات، من الأفضل للجيش الإسرائيلي أن يخفض القوات على الأرض ويحدد الوحدات التي تقاتل هناك، حتى لا يصبح المقاتلون بطًا في المدى، ويتحولون إلى أهداف".

كما تطرق المعلق العسكري، إلى معبر رفح، قائلًا: إن "إسرائيل تخطط لإعادة بناء محور فيلادلفيا بين غزة ومصر، بما في ذلك جدار خرساني تحت الأرض مثل ذلك الموجود على الحدود بين إسرائيل وغزة. وفي الوقت نفسه، تجري الاستعدادات أيضًا لإعادة بناء معبر رفح. وبحسب الخطة، فإن معبر رفح سيكون أكبر بكثير بحيث يمكن للعديد من شاحنات المساعدات الدخول عبره. لكن سيكون هناك تفتيش متعدد الجنسيات، أمريكي وإسرائيلي، لفحص ما يدخل. والهدف هو أن يصبح التفتيش إلكترونيًا". 

بحث الخطة في واشنطن

وفي سياق متصل، من المتوقع وصول وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الموصوف بـ"عقل نتنياهو"، إلى واشنطن يوم الثلاثاء، لعقد اجتماعات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول خطط إسرائيل للانتقال إلى عملية "منخفضة الشدة في غزة"، وفق ما ورد في موقع "أكسيوس".

وقال مسؤول أميركي كبير إن القضية الرئيسية للمناقشة بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو هي "كيفية إنهاء الأمور وفي أي إطار زمني".

وقال مسؤول إسرائيلي إنه من المتوقع أن يناقش ديرمر خطط إسرائيل للمرحلة "منخفضة الحدة من الحرب"، والتي يتوقع المسؤولون الإسرائيليون أن تبدأ بحلول نهاية كانون الثاني/يناير، وكيفية "إدارة الشؤون المدنية في غزة في المرحلة الانتقالية الطويلة المقبلة"، وفق ما ورد.

وقال مسؤول لـ"أكسيوس"، إن وفدًا إسرائيليًا برئاسة مسؤول السياسات بوزارة الأمن الإسرائيلي درور شالوم، زار الأسبوع الماضي واشنطن لإجراء محادثات حول "اليوم التالي للحرب".

من المتوقع أن يناقش ديرمر المخاوف بشأن مخزون الذخيرة الإسرائيلي ومطالبة الولايات المتحدة بتسريع شحنات الأسلحة. وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت تحدث مع بلينكن الأسبوع الماضي، وأعرب عن قلقه بشأن التأخير في تسليم الذخائر.

سأل جالانت عما إذا كان التعطيل له دوافع سياسية وأكد له بلينكن أنه ليس كذلك. وقال مسؤولان أمريكيان إنه لم يتم اتخاذ قرار بإبطاء تسليم الذخائر إلى إسرائيل، بل "هي مسألة بيروقراطية بحتة".

في المقابل، وصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى غزة يوم الإثنين، وقال: "من يتحدث عن التوقف، ليس هناك شيء من هذا القبيل". وتعهد بتوسيع العملية الإسرائيلية في غزة، قائلًا: إن "الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لضمان إطلاق سراح الرهائن".

getty

قتال في شمال القطاع

ووفق موقع "يديعوت أحرونوت"، فإن "الجيش الإسرائيلي يدرس بدائل جديدة لمواصلة القتال في الأشهر المقبلة، وتشير التقديرات إلى أن المناورة لن تتوقف في كانون الثاني/يناير، بل ستغير شكلها فقط"، بمعنى انتقالها إلى مرحلة تالية أقل "حدة"، كما تجمع كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ويشير الموقع، إلى أن اللواء 460 ولواء ناحال من جيش الاحتلال، يقاتل حاليًا، في أحياء الدرج والتفاح في شمال قطاع غزة. 

ويوضح، أن هذه العملية ستكون طويلة، وقد تستغرق أسابيع، حتى التمكن من تحقيق سيطرة عملياتية وتوجيه "ضربة" للمقاومة الفلسطينية فيها.

ضرب إيران؟

وشارك وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، صباح اليوم الثلاثاء، في مناقشة خاصة للجنة الشؤون الخارجية والأمن. واستعرض غالانت أمام أعضاء اللجنة "نشاط الجيش الإسرائيلي في مختلف القطاعات مع التركيز على سير القتال في قطاع غزة بحسب مراحل القتال"، وأكد لأعضاء اللجنة أن "المعركة الطويلة"، وتحتاج إلى "عزيمة وطنية وموقف حازم من جانب الجمهور الإسرائيلي"، وفق قوله.

وقال جالانت في بداية الحديث: "نحن في حرب متعددة الساحات، نحن نتعرض للهجوم من سبعة قطاعات مختلفة - غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران. لقد قمنا بالفعل بالرد والتصرف في ستة من هذه الجبهات، وأقول هنا بأكثر الطرق وضوحًا، أي شخص يعمل ضدنا هو هدف محتمل، ولا توجد حصانة لأحد".

المقاومة تتمسك بموقفها

وكشف مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، لـ "الترا فلسطين"، أن إسرائيل قدمت مقترحًا من سبعة بنود لـ"هدنة إنسانية" لا تتضمن وقفًا لإطلاق النار، ولكن فصائل المقاومة الفلسطينية رفضت المقترح.

وأوضح ماهر الطاهر، في حديثه لـ "الترا فلسطين"، مساء الإثنين، أن المفاوض الإسرائيلي قدم المقترح قبل أربعة أيام عبر الوسيط القطري، لكن فصائل المقاومة رفضت المقترح لأنه لا ينص على وقف العدوان بحق قطاع غزة وتبييض السجون الإسرائيلية. وبيّن الطاهر أن بنود المقترح هي التالية: "أولا: تهدئة لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأيام أخرى. ثانيًا: صفقة تبادل أسرى مدنيين لدى المقاومة في غزة مع الأسيرات المجندات، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتفق عليه لاحقًا. ثالثًا: انسحاب إسرائيلي من مدن قطاع غزة، والإبقاء على حاجز يفصل شمال القطاع عن جنوبه مع وجود حزام أمني على مناطق الشمال. رابعًا: إدخال مساعدات إغاثية بشكل غير محدد. خامسًا: عودة السكّان إلى شمال قطاع غزة والسماح للمؤسسات الإغاثية والإنسانية بإقامة خيام وتوفير خدمات. سادسًا: الإفراج عن مناضلين أساسيين، منهم أمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات، وعضو مركزية فتح، مروان البرغوثي. سابعًا: التحضير للمرحلة الثانية والتفاوض على الأسرى جميعًا والانسحاب من غزة لاحقًا".

وبحسب ماهر الطاهر، فإن المقترح الإسرائيلي أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تعارض مشاركة حماس في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، لكنّها ترفض أن تمسك هي بزمام الأمور.

وأكد الطاهر أن المقاومة رفضت المقترح، وقدمت رؤيتها المختصرة في التفاوض، وهي تنص على أنه "لا تفاوض أو نقاش لأي مقترح قبل وقف شامل لإطلاق النار، بالإضافة إلى أن أيّ صفقة تبادل ستكون شاملة، بمعنى الجميع مقابل الجميع، وأن عودة الأسرى الفلسطينيين المحررين لأماكن سكنهم يجب أن تكون بضمانات دولية كي لا يتكرر اعتقالهم، والتأكيد على ضرورة انسحاب الاحتلال من كل مناطق القطاع".

وفي السياق نفسه، كان مصدر آخر من حركة حماس، فضل عدم كشف هويته، أكد لـ "الترا فلسطين"، على أن الحركة وضعت مجموعة من النقاط والخطوط العريضة المتفق عليها، للحوار مع الوسطاء وأن الانسجام عالٍ بينهم وبين وفد حركة الجهاد الإسلامي الذي يتواجد الآن في مصر، حيث التقى كلٌ منهم بشكل منفصل الوسيط المصري.

وأشار المصدر في حماس إلى أن المقترحات التي وصلت عبر الوسيط المصري لم تلق قبولًا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وفي وقت سابق، كشف عن أن مصر اقترحت الخطوط العريضة لاتفاق من ثلاث مراحل بين حركة حماس وإسرائيل لإطلاق سراح جميع المحتجزين في قطاع غزة.

كشف مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، لـ "الترا فلسطين"، أن إسرائيل قدمت مقترحًا من سبعة بنود لـ"هدنة إنسانية" لا تتضمن وقفًا لإطلاق النار، ولكن فصائل المقاومة الفلسطينية رفضت المقترح

والخطوط العريضة للاتفاق تدور حول، صفقة تبادل أولية، تشمل إطلاق 40 محتجزًا من غزة، مقابل هدنة وإطلاق عدد يتفق عليه من الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويمتد الاتفاق على أسابيع، ويشمل انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، ويشمل في مرحلته الثانية، تبادل جثث القتلى من المحتجزين في غزة والمجندات من جيش الاحتلال، وصولًا إلى انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة في المرحلة الثالثة، التي تشمل صفقة تبادل أكبر.