01-مارس-2024
آثار الدمار في قطاع غزة

ارتقى أكثر من 10 شهداء في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة فجر وصباح الجمعة (رويترز)

أكثر من 24 ساعة مضت على مجزرة شارع الرشيد في مدينة غزة ولا تزال ردود الأفعال المستنكرة تتوالى وتحمّل "إسرائيل" مسؤولية وقوعها، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية.

وارتفعت حصيلة ضحايا المجزرة إلى أكثر من 110 شهداء ومئات المصابين، الذين فتحت قوات الاحتلال نيرانها تجاههم أثناء انتظارهم وصول شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية، فامتزج الطحين بالدم.

ويدخل العدوان على قطاع غزة يومه الـ147 وسط توالي ردود الفعل المستنكرة للمجزرة التي وصفها بعض المسؤولين الغربيين بأنها "كابوس"، وقال آخرون إنها "مذبحة"، بينما أكد معظمهم على أنه لا شيء يبرر وقوعها على الإطلاق.

قال السنوار في رسالة إلى مسؤولي "حماس" في الخارج إن "القسام" في وضع جيد ومستعدة للهجوم الإسرائيلي المحتمل على رفح

رغم ذلك، وكما اعتادت أن تفعل منذ بداية العدوان، واصلت "إسرائيل" قصفها على قطاع غزة الذي يرزح سكانه تحت وطأة الجوع والمرض اللذين ينهشان أجسادهم ويهدّدان حياتهم وحياة أطفالهم على مرأى من العالم.

وأسفر القصف عن استشهاد 4 فلسطينيين من عائلة واحدة، "القريناوي"، ارتقوا إثر قصف استهدف منزلهم في مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث تعرّضت كذلك مدينة دير البلح ومخيم النصيرات لقصف مدفعي وجوي عنيف.

وفي جنوب قطاع غزة، قصفت مدفعية الاحتلال شرق وغرب مدينة خانيونس، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس.

واستشهد 3 فلسطينيين، وأُصيب أكثر من 10 آخرين، في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة حمد السكنية شمال خانيونس. كما ارتقى 5 شهداء، وأُصيب آخرون، في قصف استهدف تجمعًا لفلسطينيين في منطقة المصلبة شرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة.

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات استهدفت مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث يعاني الأهالي من مستويات كارثية من سوء التغذية أدت إلى وفاة عدد من الأطفال الرضع في مستشفى "كمال عدوان" في بلدة بيت لاهيا.

ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد تجاوز عدد ضحايا العدوان أكثر من 30 ألف شهيد، وما يزيد عن 70.457 مصابًا.

مستشفيات غزة تتحول إلى مقبرة

وفي بيان تحدّث فيه عن أوضاع مستشفيات شمال غزة، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن توقف مولدات مستشفيات الشمال يجعلها بمثابة نقاط طبية ضعيفة.

وأضاف القدرة أن المستشفيات في الشمال عاجزة عن توفير الخدمات المنقذة للحياة، مؤكدًا أن توقف هذه الخدمات بمثابة حكم بالإعدام على 700 ألف مواطن.

وفي ضوء ذلك، طالب الأمم المتحدة بتفعيل القانون الدولي والإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المنظومة الصحية وتوفير احتياجاتها. كما طالب المجتمع الدولي بتوفير ممر إنساني آمن لوصول المساعدات الطبية والإنسانية والوقود لمنع الكارثة الإنسانية والصحية شمال غزة.

ومساء أمس الخميس، أعلن القدرة استشهاد 4 أطفال آخرين نتيجة سوء التغذية والجفاف في "مستشفى كمال عدوان"، ليرتفع بذلك حصيلة الشهداء الأطفال إلى 10 شمال قطاع غزة.

السنوار: المقاومة في وضع جيد

أما على صعيد الوضع الميداني، فتخوض فصائل المقاومة الفلسطينية مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مختلف محاور التوغل شمال وجنوب قطاع غزة، حيث تتكبد الأخيرة خسائر فادحة يوميًا في الأرواح والعتاد.

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، قد أرسل رسالة إلى مسؤولي الحركة في الخارج أكد فيها على استقرار وضع المقاتلين في "كتائب القسام"، وسير العمليات القتالية بشكل جيد في غزة.

وجاء في رسالة السنوار: "لا تقلقوا، الإسرائيليون موجودون بالضبط حيث نريدهم"، مؤكدًا كذلك أن قادة ومقاتلي القسام في حالة جيدة وعلى أتم الاستعداد للهجوم المحتمل على رفح جنوب قطاع غزة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن مقاتلي "القسام" والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عمومًا، قد قاموا بتغيير تكتيكاتهم وأساليب القتال ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث بات المقاومون يحاولون تفادي المواجهات الكبيرة واستخدام الكمائن والأدوات المتنوعة، من بينها القذائف الصاروخية والأصوات المسجلة للأسرى الإسرائيليين، لجذب القوات الإسرائيلية إلى الفخاخ.

وأمس الخميس، نفذت "كتائب القسام" عدة عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال في قطاع غزة، حيث أعلنت عن تفجيرها عيني نفقين مفخختين في قوات العدو وإيقاعهم بين قتيل وجريح في حي الزيتون بمدينة غزة.  

وقالت إنها فجرت مبنى مفخخ في قوة إسرائيلية راجلة موقعةً أفرادها بين قتيل وجريح في الحي نفسه، حيث استهدفت أيضًا 3 ناقلات جند وبابة ميركافاه بقذائف "الياسين 105" وعبوات شواظ.

وفي حي الزيتون أيضًا، قالت "القسام" إن مقاتليها فجّروا عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 5 جنود موقعةً إياهم بين قتيل وجريح.

من جهتها، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت خطوط إمداد العدو في منطقة الزنة شرق خانيونس بوابل من قذائف الهاون.

وقالت السرايا إنها استهدفت أيضًا آليتين عسكريتين لجيش الاحتلال بقذائف الـ"RPG" في منطقة عبسان الكبيرة بمدينة خانيونس. بينما أعلنت "كتائب المجاهدين" قصفها مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية ردًا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين، إضافةً إلى قصف تموضعات جنود الاحتلال والمقار الميدانية في مدينة غزة بقذائف الهاون.