29-فبراير-2024
الجيش الإسرائيلي لم يحقق إنجازات كبيرة في قطاع غزة

(Getty) حركة حماس تحولت إلى منطق حرب العصابات بشكلٍ كامل في قطاع غزة

يواجه الجيش الإسرائيلي "مأزقًا أساسيًا" في حربه على قطاع غزة، إذ يحقق بعض التقدم التكتيكي، لكنه لا يزال حتى الآن بدون "إنجازات استراتيجية" قادرة على حسم المعركة أو استثمار أي "تقدم تكتيكي".

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن "الشعور بالقلق" يتسرب من قادة إلى جنود جيش الاحتلال، نتيجة "الخشية من أن تراكم انتصاراتهم التكتيكية في ساحة المعركة قد لا يؤدي إلى نصر استراتيجي دائم".

وأضافت الصحيفة الأمريكية: "بعد ما يقرب من خمسة أشهر من القتال العنيف، لا تزال إسرائيل بعيدة عن هدف حربها المعلن المتمثل في القضاء على حماس، ككيان عسكري وسياسي مهم".

لم يستطع جيش الاحتلال، ترجمة أي إنجازات تكتيكية إلى إنجاز استراتيجي كبير، ضد المقاومة الفلسطينية

وأشار التقرير، إلى اختلاف في تكتيك المقاومة الفلسطينية وحركة حماس في القتال، وبعد معارك عنيفة في شمال غزة، تم الانتقال بشكلٍ كامل إلى نمط حرب العصابات في خانيونس.

وقال المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية إيال بيريلوفيتش: "إنه منطق تكتيكي سليم للغاية. هدفهم الاستراتيجي هو البقاء على قيد الحياة". 

وقال جندي احتياطي من جيش الاحتلال الإسرائيلي في خانيونس من الفرقة 98: "إن القتال يشبه لعبة الضرب بالخلد. والعديد من الجنود يشعرون بعدم وجود خطة ويتساءلون عن الهدف من جهودهم. سيكون من الصعب للغاية تدمير حماس".

وطوال الأشهر الماضية، تحدث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تحقيق "نصر كامل"، فيما يحدد الجيش الإسرائيلي مهمته بشكل مختلف، ويعلنها على أساس "تقليص قدرات حماس إلى مستوى لا تستطيع معه الحركة، شن هجوم مرة أخرى كما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر".

كما لفت التقرير النظر إلى أن جيش الاحتلال يرى في عدم بلورة خطة سياسية لـ"اليوم التالي" للحرب على غزة، يمكن أن يساهم في إحداث فراغ سياسي، قد يساعد حركة حماس على النمو من جديد.

وعودة إلى تكتيكات حماس، قال بيريلوفيتش: إن "تكتيكات حرب العصابات الجديدة لوحظت في جميع أنحاء قطاع غزة"، مشيرًا إلى أنه في ذلك الوقت، كان لدى حماس هيكل قيادة واتصالات فعال في القطاع. وقد أدى هذا التحول إلى تقليص خسائر حماس، ولكنه أدى أيضًا إلى تقليص عدد جنود الجيش الإسرائيلي الذين تستطيع حماس قتلهم وجرحهم.

وإلى جانب الأسلحة المعروفة، مثل قذيفة الياسين 105 وبنادق القنص، تستخدم كمائن حماس الأخرى ما يسمى بالقنابل اللاصقة، وهي متفجرات تلتصق بالمركبات المدرعة الإسرائيلية بواسطة مغناطيس أو شريط لاصق. 

يتذكر أوشر، لـ"وول ستريت جورنال" وهو سائق دبابة في اللواء الرابع الإسرائيلي، إصابته بقنبلة لاصقة في خان يونس في كانون الأول/ديسمبر. وبينما كانت وحدته تبحث عن فتحة نفق، ركض أحد مقاتلي حماس عبر الشارع وألصق القنبلة بالدبابة بالقرب من موقع السائق.

ويضيف التقرير: "’هناك شخص ما في الخارج’، سمع أوشر صرخة أحد الجنود، قبل انفجار العبوة مباشرة. أصابته قوة الانفجار عبر درعه". وقال الجندي: "لم أستطع أن أرى أو أسمع، لقد أصبت بارتجاج".

ويقول العديد من الجنود الإسرائيليين، إن حماس تحاول أيضًا قتل القوات الإسرائيلية عن طريق وضع شراك خداعية في المباني في جميع أنحاء غزة.

أمّا عن الأنفاق فقد قال التقرير: إن الجيش الإسرائيلي "لم يحقق سوى تقدم جزئي في العثور على شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحماس وتدميرها".

وقال الرقيب الإسرائيلي كوري فيلدمان لـ"وول ستريت جورنال": "لم أر روحًا واحدة. لقد تعرضنا لإطلاق النار كل يوم، لكنهم عادة ما يختفون بسرعة. لم يبقوا هناك لفترة كافية للاشتباك في معارك بالأسلحة النارية". وأضاف: "لقد حققنا الكثير من النجاح داخل غزة. السؤال هو ما هي الخطة لليوم التالي. لا أعتقد أن هناك أي فكرة واضحة".