29-فبراير-2024
السنوار

(Getty) يحيى السنوار

أرسل يحيى السنوار، زعيم "حركة حماس" في قطاع غزة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، رسالة إلى مسؤولي الحركة في الخارج أكّد فيها على استقرار وضع المقاتلين في "كتائب القسام"، وعلى سير العمليات القتالية بشكل جيد في القطاع.

وجاء في رسالة السنوار: "لا تقلقوا، الإسرائيليون موجودون بالضبط حيث نريدهم".

كما أبلغ المسؤولين أيضًا أن قادة ومقاتلي "القسام" في حالة جيدة لأنهم مستعدون للهجوم على رفح جنوب قطاع غزة، وأشار إلى أن ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة يزيد الضغط على "إسرائيل" لوقف القتال.

وأكدت الصحيفة أن مقاتلي "حماس" والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قد قاموا بتغيير تكتيكاتهم وأساليب القتال ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. فـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ"حركة حماس،" قامت بتغيير تكتيكاتها العسكرية بعد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. حيث بات المقاومون يحاولون تفادي المواجهات الكبيرة واستخدام الكمائن والأدوات المتنوعة، من بينها القذائف الصاروخية والأصوات المسجلة للأسرى الإسرائيليين لجذب القوات الإسرائيلية إلى الفخاخ.

تعتمد "كتائب القسام" الآن على هجمات الكر والفر، من خلال مجموعات صغيرة تتكون من رجلين أو ثلاثة، وأحيانًا يقوم بها فرد واحد

ونقلت الصحيفة على لسان جندي احتياط في خانيونس قوله: " قتال حماس يشبه لعبة الضرب بالخلد"، وأضاف أن العديد من الجنود يشعرون بعدم وجود خطة ويتساءلون عن الهدف من جهودهم. وأكد أنه: "سيكون من الصعب للغاية تدمير حماس".

ويرى الكثيرون في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عدم وضوح خطة من الحكومة الإسرائيلية بشأن من سيحكم غزة بعد "حماس" يترك فراغًا سياسيًا قد يسهل على الحركة النمو مرة أخرى.

وقالت الصحيفة إن "حماس" كانت في السابق تقوم بمهاجمة قوات الاحتلال بمجموعات تتألف من حوالي 30 شخصًا، ثم تختفي في المباني المدمرة، أو في شبكة الأنفاق، وفقًا لضباط إسرائيليين ومحللين عسكريين.

ومع ذلك، يقول الصحفيون إن "كتائب القسام" باتت تعتمد الآن على هجمات الكر والفر، من خلال مجموعات صغيرة تتكون من رجلين أو ثلاثة، وأحيانًا يقوم بها فرد واحد.

وقال محلل للصحيفة إن هذا التكتيك الجديد لوحظ في جميع أنحاء قطاع غزة، وقد أدى إلى تقليص خسائر "حماس"، وادعى أنه أدى أيضًا إلى تقليص عدد القتلى بصفوف جيش الاحتلال.

وصرح العديد من الجنود الإسرائيليين للصحيفة أن "حماس" تحاول قتل القوات الإسرائيلية عن طريق وضع شراك خداعية في المباني في جميع أنحاء غزة. فقد أكد الجنود أنه تم العثور على الأفخاخ المتفجرة على نطاق واسع في منازل نشطاء "حماس"، وكذلك في منازل العديد من المدنيين التي نزحوا منها.

وسرعان ما توقف الإسرائيليون عن استخدام الباب الأمامي، وبدلًا من ذلك فجروا أو هدموا كي يفتحوا طريقهم عبر جدران المنزل.

وحاولت "حماس" استدراج الجنود الإسرائيليين إلى الأفخاخ عن طريق زرع متفجرات في أشياء تخص الأسرى الإسرائيليين الذين تم اعتقالهم في 7 أكتوبر، بحسب ادعاء الجنود.

وفي حالات أخرى، استخدمت الحركة تسجيلات صوتية للأسرى يتوسلون المساعدة باللغة العبرية لمحاولة جر الجنود إلى كمين.

وأكدت الصحيفة أن الإسرائيليين لم يحققوا سوى تقدم جزئي في العثور على شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لـ"حماس" وتدميرها، وأضافت أن "إسرائيل" كانت تعتقد أن السنوار موجود في الأنفاق الواقعة أسفل خانيونس، ولكنهم لم يعودوا متأكدين من ذلك.

وقال قائد الإخلاء الطبي الإسرائيلي لـ"وول ستريت جورنال" إن الحرب أصبحت عبارة عن سلسلة من المواجهات المتفرقة مع المقاومين الأفراد الذين يطلقون النار على الجنود الإسرائيليين، أو يستخدمون المتفجرات لذلك.

وادعى أن وحدته تعالج الجرحى في صفوف الجيش كل يومين أو ثلاثة أيام الآن، وفي بداية العدوان، كانت تتعامل مع ما بين خمسة إلى 10 جنود جرحى كل يوم.