02-فبراير-2024
ركام في رفح

(Getty) كثّف جيش الاحتلال عدوانه على جنوب قطاع غزة

تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ119 وسط حديث متزايد عن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بناءً على المقترح الذي جرى التوصل إليه خلال المحادثات التي استضافتها العاصمة الفرنسية باريس، الأحد، وشارك فيها مسؤولون من قطر والولايات المتحدة ومصر و"إسرائيل".

وفي وقت سابق، أمس الخميس، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن "حركة حماس" أعطت تأكيدًا إيجابيًا أوليًا بشأن مقترح الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، الذي وافقت عليه "إسرائيل".

وفي غضون ذلك، يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تتفاقم الأوضاع الإنسانية فيه بشكل متسارع وسط اشتداد البرد واستمرار "إسرائيل" بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية في وقت ترتفع فيه أعداد المصابين بالأمراض المعدية والأوبئة داخل المخيمات ومراكز الإيواء.

ازداد الحديث خلال الأيام الماضية عن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

وتركّز القصف الإسرائيلي، ليلة أمس وصباح اليوم الجمعة، في المناطق الجنوبية من قطاع غزة، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال محيط مستشفى غزة الأوروبي شرق مدينة خانيونس، فيما شنّ طيرانه عدة غارات على مدينة رفح ومناطق شرق المدينة، التي تحوّلت إلى مخيم لجوء كبير، إذ يعيش فيها أكثر من 1.25 مليون شخص.

وطال القصف كذلك وسط وغرب مدينة غزة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تواصل المقاومة استهداف جنودها وآلياتها في مختلف محاور التوغل والقتال في القطاع.

وأفادت وسائل إعلام محلية بالعثور على جثامين 12 شهيدًا من عائلة "شراب"، تحت ركام منزلهم الذي استهدفته قوات الاحتلال في منطقة السكة وسط مدينة خانيونس.

وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 27.019 شهيدًا و66.139 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال، وفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب، أمس الخميس، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 15 مجزرة بحق المدنيين في قطاع غزة راح ضحيتها 118 شهيدًا و190 مصابًا، مؤكدةً وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وأعلن المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن أكثر من 30 ألف نازح في المدارس القريبة من مجمع ناصر الطبي بخانيونس، يفتقدون للماء والطعام وحليب الأطفال والأدوية المطلوبة لآلاف الحالات المرضية المزمنة، مطالبًا الأمم المتحدة ومؤسساتها بالتدخل لتوفير الاحتياجات المعيشية والصحية للنازحين.

ويواصل جيش الاحتلال حصاره لمجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي قالت إن محيطه يتعرّض لقصف عنيف مكثّف وإطلاق نار متواصل، إضافةً إلى: "اقتحامات متكررة لباحات المستشفى ومقر الجمعية وإطلاق نار مباشر على المباني، الأمر الذي يهدّد حياة الطواقم الطبية والنازحين".

وأضافت الجمعية في سلسلة تغريدات على منصة "إكس": "تحاصر آليات الاحتلال العسكرية المستشفى من الجهات الأربعة وتمنع خروج أو دخول أي أحد إلى مباني المستشفى والجمعية، بما فيها حركة طواقم الإسعاف".

ولفتت كذلك إلى وجود نقص حاد في الطعام المتوفر للطواقم والمرضى والنازحين دفعهم إلى تقليص الوجبات إلى وجبة واحدة للحفاظ على ما تبقى من طعام. وذلك بالإضافة إلى نقص حاد في حليب الأطفال: "الأمر الذي يهدّد الأطفال الرضع بالجفاف".

إلى ذلك، تتواصل المعارك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في مختلف محاور القتال شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.

ونفّذت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، العديد من العمليات التي استهدفت قوات الاحتلال المتوغلة داخل القطاع، حيث أعلنت عن استهدافها مجموعة جنود تحصنت داخل منزل غرب مدينة خانيونس بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات، وأوقعتهم بين قتيل وجريح.

كما استهدفت جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "تاندوم" غرب المدينة، و4 آليات بقذائف "الياسين 105" على تخوم حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. وعرضت أيضًا مشاهد لاستهداف آليات الاحتلال وقنص ضابط إسرائيلي في حيي تل الهوى والشيخ رضوان غرب غزة.