31-يناير-2024
آثار القصف الإسرائيلي على جباليا شمال قطاع غزة

(Getty) آثار القصف الإسرائيلي على جباليا شمال قطاع غزة

لليوم الـ117، يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه على قطاع غزة، الذي تتفاقم معاناة سكانه بصورة مخيفة تضعهم على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة تشارك الدول الغربية بدفعهم نحوها بعد قطعها تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بناءً على مزاعم إسرائيلية بمشاركة عددٍ من موظفي الوكالة في عملية "طوفان الأقصى".

ويعيش النازحون في القطاع أوضاعًا مأساوية بائسة نتيجة هشاشة المأوى، وتفشي الأوبئة وانتشار الأمراض المعدية بينهم، إضافةً إلى شح المواد الغذائية التي يمنع جيش الاحتلال إدخالها إلى غزة، في وقت يواصل فيه تهديد ما تبقى من مستشفيات عاملة في القطاع.

أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة نفاد الطعام في مجمع ناصر الطبي بخانيونس الذي يضم عددًا كبيرًا من النازحين إلى جانب الطواقم الطبية والمرضى والجرحى  

وفي غضون ذلك، استهدف القصف الإسرائيلي المدفعي والجوي، منذ منتصف الليلة وحتى صباح اليوم الأربعاء، مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينها أحياء التفاح والدرج والزيتون بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.

وواصل جيش الاحتلال قصفه على مناطق محافظة شمال غزة، حيث استهدفت مدفعيته المناطق الغربية والجنوبية منها، وكذلك مستشفى العودة في حي تل الزعتر في جباليا. كما شنّت طائراته الحربية سلسلة غارات عنيفة طالت المناطق السابقة.

واستُشهد وأُصيب عدد من الفلسطينيين إثر قصف طال منزلًا لعائلة "أبو عويلي" بمنطقة الحدبة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كما تعرّض مخيم النصيرات لقصف مدفعي عنيف ومكثّف تركّز في محيط مسجد الدعوة شمال المخيم.

ونفذّت طائرات الاحتلال عدة غارات ليلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في وقت يتواصل فيه القصف المدفعي للمناطق الغربية والجنوبية من خانيونس، إضافةً إلى محيط مجمع ناصر الطبي في المدينة. وقد تزامن القصف مع اشتباكات عنيفة دارت بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محيط الحي النمساوي. فيما أفادت وسائل إعلام محلية بنسف قوات الاحتلال مربعًا سكنيًا بمدينة خانيونس.

وأدى القصف الإسرائيلي على محافظة خانيونس إلى استشهاد 17 فلسطينيًا منذ يوم أمس الثلاثاء. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت إلى 26.751 شهيدًا و65.636 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وقالت الوزارة، في بيان مقتضب عبر "تلغرام" أمس الثلاثاء، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 13 مجزرة بحق المدنيين في مختلف أنحاء القطاع، راح ضحيتها 114 شهيدًا و249 مصابًا. وأكّدت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن المولدات الكهربائية في مجمع ناصر بخانيونس ستتوقف خلال يومين نتيجة نقص الوقود، مؤكدًا نفاد الطعام في المجمع الذي يضم عددًا كبيرًا من النازحين إلى جانب الطواقم الطبية والمرضى والجرحى.  

وقال القدرة إن جيش الاحتلال وضع 150 كادرًا طبيًا و450 جريحًا و3000 نازح داخل المجمع المحاصر في دائرة الاستهداف، لافتًا إلى تراكم النفايات في أقسام وساحات المجمع بسبب رفض قوات الاحتلال السماح بنقلها إلى الخارج.

إلى ذلك، أفاد "التلفزيون العربي"، نقلًا عن مراسله في غزة، بأن مستشفيان من أصل 5 عاملة في غزة مهدّدة بالخروج عن الخدمة، وهي مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خانيونس.

أما ميدانيًا، فالاشتباكات متواصلة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تتكبّد خسائر فادحة. وصباح اليوم، أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط وجنديين وإصابة آخرين بجروح خطيرة، خلال المعارك الدائرة شمال وجنوب غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه المُعلن عنهم رسميًا إلى 566 منذ السابع من أكتوبر، بينهم 224 قُتلوا منذ بداية العملية البرية أواخر الشهر نفسه.