26-يناير-2024
فلسطينيون فوق ركام المنازل المدمرة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

(Getty) فلسطينيون فوق ركام المنازل المدمرة بمخيم النصيرات

لليوم الـ112، تستمر حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها "إسرائيل" على قطاع غزة، الذي وصف مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأوضاع فيه بأنها "جحيمية"، إذ يواجه سكان القطاع مأساة إنسانية تكبر يومًا بعد آخر، وتُنذر بكارثة غير مسبوقة لم تتوقف الدعوات المحلية والدولية لتدخّل المجتمع الدولي لمنع وقوعها، وسبق أن أكدت المنظمات الأممية أنه لن يكون بوسعها التعامل معها.

وتدخل الحرب يومها الـ112 وسط ترقّب صدور قرار محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، بشأن طلب جنوب إفريقيا فرض إجراءات طارئة ضد "إسرائيل" تُلزمها بوقف حربها على غزة، على أن تنظر فيما بعد باتهام جنوب إفريقيا لـ"إسرائيل" بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال حربها العدوانية على غزة.

أسفر القصف الإسرائيلي الليلة الماضية عن استشهاد أكثر من 25 فلسطينيًا، وإصابة آخرين، بمخيم النصيرات ومنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة

وكما في كل الأيام السابقة من العدوان، شنّت مدفعية وطائرات جيش الاحتلال، بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم الجمعة، قصفًا عنيفًا استهدف مناطق متفرقة من القطاع، وأسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين لم تستطع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى بعضهم بسبب القصف الشديد.

ويتركّز قصف جيش الاحتلال على مدينة خانيونس والمناطق المحيطة بها جنوب قطاع غزة، حيث فرضت قواته حصارًا مطبقًا على عشرات آلاف النازحين في منطقتي المشروع والأمل اللتان تتعرضان لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف، بالإضافة إلى آلاف النازحين في جامعة الأقصى.

واستُشهد 22 فلسطينيًا، وأُصيب آخرون، إثر قصف إسرائيلي استهدف منطقة الحساينة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، من بينهم الصحفي إياد الرواغ وأفراد من عائلته. كما استُشهد 3 فلسطينيين، بينهم طفلة، في قصف استهدف منزلًا في منطقة الزوايدة وسط القطاع.

وطال القصف الإسرائيلي أيضًا المناطق الغربية من مدينة غزة، ومخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع. بينما أفادت وسائل إعلام محلية بنسف جيش الاحتلال عددًا من المنازل والمنشآت غرب خانيونس، التي تواجه المرحلة الأصعب من العدوان عليها.

وبحسب مصادر طبية، فقد وصل أكثر من 70 شهيدًا إلى مستشفيات جنوب قطاع غزة أمس الخميس، بينهم أكثر من 22 شهيدًا ارتقوا في مدينة خانيونس.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، أمس الخميس، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 25.900 شهيد و64.110 مصابين، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي عُقد مساء الأربعاء، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 21 مجزرة ضد عائلات قطاع غزة راح ضحيتها 200 شهيد و370 مصابًا، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأكد القدرة أن جيش الاحتلال يرتكب جرائم إبادة جماعية في مراكز الإيواء التابعة لوكالة "الأونروا" ومنطقة المواصي التي يزعم أنها آمنة، كما يواصل محاصرة مستشفيات خانيونس، ومنع حركة سيارات الإسعاف.

ولفت إلى أن الطواقم الطبية في مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل بخانيونس تعمل في ظروف قاسية، دون طعام وبلا أمان، مؤكدًا أن المساعدات الطبية لا تزال تدخل بشكل محدود لا يتوافق مع الاحتياجات الأساسية لمستشفيات القطاع، و70 بالمئة منها لا يمكن الاستفادة منها: "وخارج أولوياتنا خلال فترة الطوارئ القاسية الحالية".

وفي سياق متصل، أكد المسؤول الإعلامي في الهلال الأحمر الفلسطيني رائد النمس، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أن الوضع الصحي والإنساني كارثي في خانيونس، لافتًا إلى أن الجمعية عاجزة عن تقديم الخدمات الصحية، بينما تستمر قوات الاحتلال بمنع وصول الإمدادات الغذائية والإغاثية إلى شمال القطاع.

وتحدّث النمس عن ظهور حالات مجاعة وأمراض بين الأطفال والنساء، وأوضح أن المستشفيات: "ستتحول إلى مقابر جماعية إن لم يتوقف استهدافها بالقصف ومحاصرة من فيها".