25-يناير-2024
ركام في رفح

تتعرّض مناطق جنوب قطاع غزة لقصف عنيف (Getty)

لليوم الـ111، تواصل "إسرائيل" حربها الهمجية على قطاع غزة عمومًا، ومدينة خانيونس ومحيطها، جنوب القطاع، خصوصًا. إذ تتعرض المدينة لقصف عنيف ومتواصل يتزامن مع نزوح عدد من سكانها والنازحين إليها باتجاه مناطق أخرى بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية، حيث نزح نحو 150 ألف فلسطيني من أصل 500 ألف طلبت منهم القوات الإسرائيلية المغادرة.

وبينما يتواصل القصف، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باعتقال قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس، عددًا من المواطنين من مدينة خانيونس بعد اقتحامها عمارة سكنية، غرب المدينة، اعتقلت جميع الرجال داخلها، واقتادت النساء والأطفال إلى مقر جمعية الهلال الأحمر واحتجزتهم داخله.

شهدت مدينة خانيونس نزوح نحو 150 ألف فلسطيني خلال اليومين الماضيين من أصل 500 ألف طلبت منهم "إسرائيل" مغادرة المدينة

وتفرض قوات الاحتلال حصارًا مطبقًا على أكثر من 7 آلاف نازح في مستشفى الأمل ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إضافةً إلى آلاف النازحين في جامعة الأقصى، استعدادًا لترحيلهم. وذلك في وقت كثّفت فيه قصفها لمحيط الجمعية وحي الأمل، إلى جانب المنطقة التي يتواجد فيها مجمع ناصر الطبي، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستشهاد عدد كبير من الفلسطينيين نتيجة القصف المتواصل.

ومساء أمس الأربعاء، قصفت مدفعية الاحتلال مركز إيواء تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، غرب مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 9 نازحين وإصابة 75 آخرين، وفق مدير شؤون "الأونروا" في غزة توماس وايت.

وقال وايت إن ما يحدث في مدينة خانيونس يعكس الفشل المستمر في احترام مبادئ القانون الإنساني الدولي، مشدّدًا على أن الهجمات المستمرة على المواقع المدنية في المدينة: "غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن تتوقف فورًا".

ومنذ ما بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم الخميس، قصفت قوات الاحتلال مناطق متفرقة شمال وجنوب قطاع غزة، حيث استهدفت منطقة السلاطين غرب مخيم جباليا شمالًا، ومنزلًا لعائلة "الغول" بمدينة رفح جنوبًا، وشقة سكنية في حي السلطان غرب المدينة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بوصول 45 مصابًا، بينهم 15 بحالة خطيرة، إلى مستشفى أبو يوسف النجار برفح جراء قصف محيط صناعة الوكالة في خانيونس.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، أمس الأربعاء، ارتفع عدد ضحايا العدوان، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 25.700 شهيد و63.740 مصابًا، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.

وقالت الوزارة، في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية، 24 مجزرة ضد عوائل قطاع غزة راح ضحيتها 210 شهداء و386 مصابًا، عدا عن الضحايا الذين لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن مجمع ناصر الطبي في خانيونس بحاجة ماسة للإمدادات الطبية والغذائية والوقود، وأن هناك نحو 400 مريض غسيل كلى لا يستطيعون الوصول إلى المجمع، ما يعني أن حياتهم بخطر.

وأضاف القدرة أن هناك مئات الإصابات والمرضى وحالات الولادة أمام مضاعفات خطيرة نتيجة انعدام سبل الوصول إلى مجمع ناصر الطبي.

دوليًا، أدان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، طلب "إسرائيل" إخلاء مدينة خانيونس دون وقف القصف ومنح الفلسطينيين فرصة مغادرتها بشكل آمن.

وقال غريفيث في منشور على حسابه في منصة "إكس"، اليوم الخميس، إن: "إصدار أوامر إخلاء المدينة المحاصرة وقصفها المستمر دون منح المحاصرين فرصة المغادرة أمر غير أخلاقي".

ومن جهتها، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيز: "هذه أيضًا جريمة دولية خطيرة للغاية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".