13-أكتوبر-2023
جانب من الدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء الغارات الإسرائيلية

يتحول قطاع غزة إلى حفرة من الجحيم بسحب وكالة الأونروا (Getty)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم السابع على التوالي، قصفه المكثف والعنيف على قطاع غزة. وكان جيش الاحتلال قد أعلن، رسميًا، إسقاط 4 آلاف طن من القنابل على القطاع عبر أكثر من 6000 قذيفة منذ بدء عدوانه السبت الفائت، ما أدى إلى تدمير أحياء سكنية بالكامل واستشهاد 1799 فلسطينيًا، إضافةً إلى إصابة 6388 بجراح مختلفة، بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، أن المستشفيات في القطاع بدأت تفقد قدراتها السريرية والدوائية إضافةً إلى الوقود. كما قال في تصريح نُشر على صفحة الوزارة في "فيسبوك" إن القادم أسوأ، مناشدًا: "كافة الجهات للإسراع في إدخال الإمدادات الطبية للمستشفيات قبل فوات الأوان".

منظمة الصحة العالمية: القطاع الصحي في غزة على وشك الانهيار

وقالت "منظمة الصحة العالمية"، اليوم الجمعة، إن النظام الصحي في قطاع غزة على وشك الانهيار، مشيرةً في بيان نُشر على موقعها إلى أن: "كل ساعة تمر تقلل من الفرصة المتاحة لمنع وقوع كارثة إنسانية إذا تعذّر إيصال الوقود والإمدادات الصحية والإنسانية، اللازمة لإنقاذ الأرواح، إلى قطاع غزة على وجه السرعة بسبب الحصار الكامل المفروض عليه".

ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، لليوم السابع على التوالي، إلى 1799 شهيدًا إضافةً إلى إصابة 6388 بجراح مختلفة

وأشارت المنظمة في بيانها إلى أن فرق الطوارئ الطبية تواجه عوائق شديدة للوصول إلى أماكن الإصابات، لافتةً إلى أنها وثّقت منذ السبت الماضي: "34 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة أسفر عن مقتل 11 عاملًا صحيًا أثناء عملهم، وإصابة 16 آخرين، وإصابة 19 مرفقًا صحيًا و20 سيارة إسعاف بأضرار".

الأمم المتحدة: أبلغنا الجيش الإسرائيلي بأنه على سكان شمالي القطاع الانتقال إلى جنوبه

وفي وقت مبكّر من اليوم الجمعة، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغ مسؤولي الأمم المتحدة في قطاع غزة بأنه يجب على جميع سكان شمالي غزة، أي نحو 1.1 مليون فلسطيني، الانتقال إلى جنوبي القطاع خلال 24 ساعة.

وأكد دوجاريك في بيان أن الأمم المتحدة تعتبر أنه: "من المستحيل أن تتم مثل هذه الحركة دون عواقب إنسانية مدمرة". وأشار إلى أن الأمم المتحدة: "تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذ تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحوّل ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي". فيما اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن تحذير سكانها للانتقال إلى جنوب القطاع: "دعاية زائفة نحث مواطنينا على عدم الانسياق وراءها".

وفي هذا السياق، دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم، الاحتلال الإسرائيلي إلى العدول عن تعليماته بشأن ضرورة انتقال سكان شمالي غزة، أي نحو 1.1 مليون فلسطيني، إلى جنوب القطاع.

وقالت المتحدثة باسم المكتب، رافينا شامداساني، إن هذه التعليمات: "تؤثر على أكثر من مليون فلسطيني، من بينهم أطفال وكبار في السن ومرضى، وتجبرهم على الانتقال بوسائل نقل قليلة أو معدومة وبضمانات ضئيلة لسلامتهم في ظل استمرار الأعمال العدائية"، داعيةً إلى إلغاء القرار لتجنب وضعٍ كارثي.

وفي المقابل، قال المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، إن: "دعوة القوات الإسرائيلية لنقل أكثر من مليون مدني يعيشون في شمال غزة خلال 24 ساعة أمر مروع"، مؤكدًا أن هذا الأمر: "لن يؤدي إلا إلى مستويات غير مسبوقة من البؤس ويدفع الناس في غزة إلى الهاوية".

وأضاف لازاريني: "إن حجم وسرعة الأزمة الإنسانية التي تتكشف، أمر تقشعر له الأبدان. إن غزة تتحول بسرعة إلى حفرة من الجحيم، وهي على شفا الانهيار".

أطباء بلا حدود: على العقاب الجماعي لقطاع غزة أن يتوقف

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إنه يجب على العنف العشوائي والعقاب الجماعي لقطاع غزة أن يتوقف. ودعت المنظمة في بيان، اليوم، إلى: "وقف فوري لإراقة الدماء بشكل عشوائي وإلى توفير مساحات وممرات آمنة يستطيع السكان التوجه إليها على وجه السرعة".

وأشارت المنظمة إلى أن ملايين الرجال والنساء والأطفال يواجهون: "عقابًا جماعيًا يتّخذ شكل حصار كامل وقصف عشوائي وتهديد بغزو بري يلوح في الأفق"، وأضافت: "لا بد من تأمين مواقع آمنة للسكان، كما يجب أن يُسمَح للإمدادات الإنسانية بالوصول إلى غزة".

ونوّهت كذلك إلى ضرورة تلقي المصابين والجرحى للرعاية الطبية، وحماية المرافق والطواقم الطبية. وقالت: "تفرض الحكومة الإسرائيلية حصارًا بلا ضمير على القطاع، يشمل منع الغذاء والمياه والوقود والكهرباء"، مشيرةً إلى أن المرافق الطبية في القطاع مستنزفة أساسًا بعد 16 عامًا من الحصار. وتابعت: "لا يترك هذا الحصار أي متنفس للمرضى العالقين في دوامة القتال ولا للكوادر الطبية. فهو يمثل منعًا متعمدًا للمواد المنقذة للحياة؛ وعليه يجب إتاحة دخول هذه الإمدادات الكوادر الطبية الأساسية بشكل عاجل".

استخدام جيش الاحتلال الفسفور الأبيض في حربه على قطاع غزة

وفي سياق متصل، قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" إنها تحققت من استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لقنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليًا في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وقالت المنظمة في بيان إن: "استخدام الفسفور الأبيض في غزة، وهي إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، يفاقم المخاطر التي يتعرض لها المدنيون وينتهك الحظر الذي يفرضه القانون الإنساني الدولي على تعريض المدنيين لخطر غير ضروري". لافتةً إلى أن استخدامه بغزة: "ينتهك واجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إصابة المدنيين والخسائر في الأرواح، المنصوص عليه في القانون الإنساني الدولي".

"جمعة نفير" تضامنًا مع غزة وقمع غربي للمظاهرات المؤيدة للقطاع

وشهدت عدة دول عربية وإسلامية وعالمية، اليوم الجمعة، تظاهرات واسعة تضامنًا مع قطاع غزة، مثل العراق وتونس والأردن والبحرين وإيران. وكانت المقاومة الفلسطينية قد دعت إلى النفير العام اليوم الجمعة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ يوم السبت الفائت.

أطباء بلا حدود: يواجه سكان قطاع غزة عقابًا جماعيًا يتّخذ شكل حصار كامل وقصف عشوائي وتهديد بغزو بري يلوح في الأفق

أما في أوروبا، فقد قمعت قوى الأمن المظاهرات التي خرجت في عدة مدن أوروبية للتنديد بجرائم الاحتلال في القطاع، وذلك تماشيًا مع الموقف الغربي الداعم كليًا للعدوان الإسرائيلي على غزة. وكان وزراء الداخلية في عدة دول أوروبية قد قرروا في وقت سابق حظر جميع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والداعمة لقطاع غزة.

مواجهات واسعة في الضفة الغربية

وشهدت الضفة الغربية اليوم مواجهات واسعة تضامنًا مع قطاع غزة وللتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل عليها. وقد أسفرت هذه المواجهات عن استشهاد 11 فلسطينيًا وعشرات الجرحى، بينهم حالات خطيرة، بحسب آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية، ليصل عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 46 شهيدًا منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" السبت الفائت.