12-ديسمبر-2020

رفضت أحزاب مغربية التطبيع واعتبرته "خيانة" (الأناضول)

الترا صوت - فريق التحرير

فيما تهافتت غالبية الأحزاب المغربية، حاكمة ومعارضة، بإصدار ببيانات رسمية أو بخرجات إعلامية لزعمائها، على الإشادة بما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرين الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء "إنجازًا" غير مسبوق، متجاهلين الحديثَ عن الجانبَ الآخر من صفقة التطبيع مع تل أبيب. ومع أن هذه الأحزاب شكلت، أو حاولت تشكيل، المشهد السياسي المغربي في تفاعله مع الأحداث الراهنة، إلا أن أحزابًا يسارية مغربية اختارت إدانة أي علاقة مع إسرائيل.

إدانة قوية للتطبيع كانت مضمون البيان الذي نشره عدد من الأحزاب اليسارية المغربية، والمنظمات الحقوقية، المنضوية تحت ائتلاف "التنظيمات المغربية المقاومة للتطبيع والداعمة للشعب الفلسطيني"

إدانة قوية للتطبيع كانت مضمون البيان الذي نشره عدد من الأحزاب اليسارية المغربية، والمنظمات الحقوقية، المنضوية تحت ائتلاف "التنظيمات المغربية المقاومة للتطبيع والداعمة للشعب الفلسطيني"، وعلى رأسها حزب النهج الديموقراطي والطليعة الديمقراطي الاشتراكي بقطاعاتهما الشبيبية، كما الجمعية المغربية أحد أعرق الجمعيات الحقوقية في البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: وصفوا التطبيع بـ"الإنجاز الكبير".. أحزاب وسياسيون مغاربة في صف المخزن

في مستهلّ البيان، ينطلق الائتلاف من "إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية، واعتباره الكيان الصهيوني كيانا استعماريًا عنصريًا وعدوانيًا، تم غرسه فوق أرض فلسطين من طرف الاستعمار البريطاني والإمبريالية العالمية بقوة الحديد والنار"، وكذا من "وفاء لأرواح شهداء الشعب المغربي الذين سقطوا في الميدان دفاعًا عن القضية الفلسطينية، وأولئك الذين استشهدوا من أجلها هنا في المغرب".

وتسترسل "التنظيمات المغربية المقاومة للتطبيع والمدعمة للشعب الفلسطيني"، معلنة "إدانتها القوية للمبادرة التطبيعية للدولة المغربية مع الكيان الصهيوني"، معتبرة إيّاها "تزج ببلادنا في مستنقع خيانة القضية الفلسطينية ودماء شهداء شعبنا"، في يوم "أسودَ" ينضاف إلى "تاريخ النظام المخزني التطبيعي"، على حد وصف البيان.

إزاء هذه الاعتبارات، أعلن الائتلاف " رفضه لقرار التطببع"، الذي حسبه "لا يعبر أبدًا، بل يتنافى مع موقف الشعب المغربي وقواه الحية"، إضافة إلى أنه "يشجع على استباحة الدم الفلسطيني" و"ينتهك حق هذا الشعب في تقرير مصيره على أرضه"، تزامنًا مع "اليوم العالمي لحقوق الإنسان". كما جددت المنظمات المذكورة، في معرض بيانها، تأكيدها على "تضامنها مع الكفاح التحرري للشعب الفلسطيني بكل فصائله المقاومة"، داعية كل الهيئات المغربية الداعمة للقضية الفلسطينية وكل المواطنين والمواطنات "الأحرار" إلى النضال الوحدوي لـ "مواجهة وإسقاط قرار التطبيع المخزني مع الكيان الصهيوني".

هذا ويذكر أن ائتلاف المنظمات المغربية "المقاومة للتطبيع" ليس وحده الذي نحى منحى الإدانة في وجه اتفاق التطبيع، حيث إن مكونًا يساريًا آخر هو تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي، اعتبَره "خيانة". واعتبرَ التحالف أن المغرب بهذا القرار منح خصومه "هدية لا تقدر بثمن"، كون ما فعله هؤلاء "الخصوم" طوال السنين هو "ربط قضيتي الصحراء وفلسطين". مضيفًا في ذات المنشور، الذي نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك، بأن "الصحراء المغربية قضية شعب يبحث عن إنهاء ما بدأه مع الاستقلال واستكمال وحدته الترابية، وفلسطين قضية شعب مطرود من أرضه و يواجه يوميًا الغطرسة والاحتلال والعنصرية".

 جددت المنظمات المذكورة، في معرض بيانها، تأكيدها على "تضامنها مع الكفاح التحرري للشعب الفلسطيني بكل فصائله المقاومة"

كما أكدت زعيمة حزب الإشتراكي الموحد، الدكتورة نبيلة منيب، في حديث لها مع موقع Telquel الفرنكوفوني، أن المغرب "ليس في حاجة إلى دعم خارجي لاستكمال وحدته الترابية. في النهاية، هم المغاربة وحدهم القادرون على تحقيق ذلك بتعبئتهم القوية لصالح القضية الوطنية"، واصفة يوم إعلان قرار التطبيع بـ " اليوم الحزين بالنسبة للشعب الفلسطيني".