31-أغسطس-2020

الطائرة الإسرائيلية في مطار بن غوريون/اللد صبيحة الاثنين 31 آب/أغسطس (نير إلياس/أ.ف.ب.Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

أعاد مستشار الأمن القومي الأمريكي في فريق دونالد ترامب الرئاسي روبرت أوبراين تكرار توقعات البيت الأبيض بانضمام دول عربية وإسلامية أخرى إلى اتفاق تطبيع العلاقات المبرم بين الإمارات وإسرائيل في الـ13 من آب/أغسطس 2020. وهو ما يوافق عديد التقارير التي أشارت لاتجاه بعض الدول العربية صوب إبرام اتفاق مماثل لاتفاق أبوظبي مع تل أبيب، وسط ترجيحات بانضمام البحرين إلى الاتفاق خلال الأسابيع القادمة.

تشير تقديرات إسرائيلية إلى توقع وصول حجم  التبادل التجاري بين أبوظبي وتل أبيب  إلى 4 مليارات دولار أمريكي في مراحله الأولى

جاءت تصريحات أوبراين على هامش الزيارة التي أجراها بالاشتراك مع صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه للشرق الأوسط جاريد كوشنر إلى تل أبيب عشية المباحثات التي ستعقد مع الإمارات لوضع التفاصيل الأخيرة على اتفاق التطبيع مع تل أبيب، كانوا قد استبقوها باجتماع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لمناقشة تفاصيل الاتفاق مع إمكانية انضمام دول عربية وإسلامية إليه.

اقرأ/ي أيضًا: التطبيع الإماراتي.. أبعد من خيانة فلسطين

وأعرب أوبراين في إفادة للصحفيين بعد انتهاء الاجتماع مع نتنياهو عن اعتقاده أن "دولًا عربية وإسلامية أخرى ستحذو حذو الإمارات قريبًا وتطبع العلاقات مع إسرائيل". فيما امتنع المسؤول الأمريكي عن ذكر أسماء الدول، أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن دول سلطنة عمان والبحرين والسودان، هي الدول المتوقع انضمامها للاتفاق، فيما وصف كوشنر اتفاق التطبيع المبرم مع الإمارات بأنه "خطوة عملاقة إلى الأمام"  في هذا الاتجاه وفق ما تداولته وكالة رويترز.

في خطوة جديدة تمهد لتوقيع الاتفاق رسميًا أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية يوم السبت 29 آب/أغسطس، أن رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان أصدر مرسومًا ينص على إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل، فضلًا عن السماح للشركات الإماراتية بإبرام اتفاقيات تجارية وإجراء معاملات مالية مع الشركات الإسرائيلية، كما أن المرسوم الجديد يسمح لمواطني وشركات الإمارات العمل بحرية مع إسرائيل.

يأتي المرسوم الجديد ممهدًا لاتفاقيات من المتوقع إبرامها خلال الأيام القادمة، والتي تدخل في إطار الاتفاق على تبادل السفارات بين أبوظبي وتل أبيب، فضلًا عن روابط التجارة والسفر قبل التوقيع الرسمي على الاتفاق. وبحسب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس فإن التوقعات تتحدث عن توقيع الاتفاق رسميًا في واشنطن منتصف أيلول/سبتمبر 2020، 

في سياق متصل أشارت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية إلى توقعات بوصول حجم التبادل التجاري بين أبوظبي وتل أبيب إلى 4 مليارات دولار أمريكي في المراحل الأولى. قبل أن تضيف القناة الإسرائيلية موضحةً أن هذا الرقم قد يرتفع إلى 4 أضعاف سريعًا. وعلى الرغم من عدم تأكيد المسؤولين الإسرائيليين لتوقعات القناة القناة 13، فإن تصريحات وزير الزراعة الإسرائيلية ألون شوستر تعطي لمحة سريعة عن طبيعة الاتفاق، بإشارته قائلًا: "بأموالهم (الإمارات) وخبرتنا (إسرائيل) يمكن أن نقطع شوطًا طويلًا.. مهمتنا هي تحويل هذا النموذج المدهش إلى واقع"، في إشارة لمشروعات تطوير "الأمن الغذائي" التي تدخل في إطار الاتفاق.

اقرأ/ي أيضًا: اتفاق "أبراهام".. تطبيع علاقات أم إعلان عن تحالف قائم بين الإمارات وإسرائيل؟

ومن المخطط وصول الطائرة التابعة لشركة إلعال الإسرائيلية، نهار الاثنين 31 آب/أغسطس 2020 إلى أبوظبي عبر الأجواء السعودية  في رحلة مباشرة  تحمل رقم LY971، لطائرة من طراز بوينغ 737 مزودة بمنظومة دفاعية متخصصة بتوفير الحماية من صواريخ أرض جو. على أن يكون على متنها بعثة إسرائيلية برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات، رفقة الوفد الأمريكي، الذي يضم كوشنر وأوبراين.  ووفقًا لمخطط رحلة الطائرة فإن الشركة الإسرائيلية حصلت على موافقة السلطات السعودية لعبور مجالها الجوي في طريقها إلى مطار أبوظبي. في الوقت الذي تم فيه تداول صور  تظهر طباعة كلمة "سلام" بالعربية والعبرية والإنجليزية على مقدمة الجسم الخارجي للطائرة. كما من المقرر أن يجتمع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بمستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبريان، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد خلال هذه الزيارة.

لم يحضر ضمن الوفد الحالي إلى أبوظبي شخصيات استخبارية إسرائيلية أو من الجيش، لكن نتنياهو سبق وأعلن عن النية لترتيب زيارة خاصة في هذا السياق

من ضمن ما احتواه الوفد الإسرائيلي المتوجه إلى أبوظبي مدير عام مكتب رئيس الحكومة، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية. بينما سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن قرر  عدم مشاركة ممثلي الجيش والاستخبارات الإسرائيلية في الزيارة الحالية، على أن يتم الترتيب لزيارة أخرى بخصوص هؤلاء.  

بينما كان المستشار الخاص لملك البحرين حمد بن عيسى، الحاخام مارك شنير، قد توقع في تصريحات نقلتها سلطة البث الإسرائيلية انضمام دول خليجية أخرى لاتفاق تطبيع العلاقات مع تل أبيب، مشيرًا إلى إمكانية أن تكون البحرين في مقدمة هذه الدول، موضحًا ذلك بتأكيده عدم استطاعته التفكير  بوجود دول أو زعيم خليجي "أكثر استعداداً للتطبيع مع اسرائيل من (حمد بن عيسى) ملك البحرين".

يشار إلى أن أبوظبي وتل أبيب قد أعلنتا  إبرام اتفاق تطبيع للعلاقات الدبلوماسية والتجارية في صفقة توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 13 آب/أغسطس 2020، وهي خطوة لاقت استنكارًا شعبيًا ورسميًا على المستوى الفلسطيني. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

اتفاق التطبيع الإماراتي.. المصالح والفرص من وجهة نظر إدارتي نتنياهو وترامب

وسائل الإعلام الكندية.. تأييد أعمى وتحيز واضح لإسرائيل