11-ديسمبر-2020

انحازت معظم تصريحات الأحزاب المغربية لموقف النظام (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

زوبعة تلك التي أحدثها إعلان ترامب عبر تغريدة على حسابه على تويتر، كاشفًا عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين المملكة المغربية وتل أبيب. تواردت ردود الفعل القادمة من الرباط تعليقًا عنها، فيما بدا أن معظم ردود فعل الأحزاب انحازت لموقف النظام، واختارت أن تركز تعليقاتها على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء باعتباره "إنجازًا" غير مسبوق.

تواردت ردود الفعل القادمة من الرباط تعليقًا عنها، فيما بدا أن معظم ردود فعل الأحزاب انحازت لموقف النظام

 على رأس ردود الفعل إزاء الحدث، كانت تصريحات رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الذي أقر في حديث له مع القناة الأولى المغربية  بأن " (أمريكا) دولة كبرى، وعضو في مجلس الأمن، تعترف بسيادة المغرب على كامل اراضيه الصحراوية، يعد إنجازًا كبيرًا". كما أن عزم الولايات المتحدة الأمريكية فتح قنصلية في مدينة الداخلة هو "اعتراف عملي وواقعي"، و "سيكون موقفا ثابتًا للولايات المتحدة".

اقرأ/ي أيضًا: ترامب يعلن اتفاقًا لتطبيع العلاقات بين المغرب و"إسرائيل"

وزير آخر علّق على الموضوع، هو عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي اعتبر أن "قرار اليوم بإصدار مرسوم رئاسي أمريكي يعترف بمغربية الصحراء، هو تتويج للعمل الكبير وللرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، في سبيل الدفاع عن الوحدة الترابية لبلادنا". وفي نفس السياق ثمن الوزير المغربي ما أسماه "المبادرات التي تعتزم المملكة اتخاذها لدعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، خاصة تلك التي تستهدف الجالية اليهودية من أصل مغربي بإسرائيل، التي ستسمح لها بربط الاتصال ومد جسور التواصل بالمغرب". وأضاف مؤكدًا ترحيبَ حزبه بـ "تأكيد الملك على الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وعلى وضعه للقضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية".

بالنسبة لحزب الاستقلال، أصدرت منسقيته للجهات الجنوبية الثلاث بيانًا تشيد في مستهله بما أسمته "الدبلوماسية الملكية في ترسيخ مغربية الصحراء" التي "تمخض عنها "القرار التاريخي" للولايات المتحدة. وأبدت "ترحيبها التام بقرار افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة"، يضيف البيان، ويختم نصّه بـ "دعوة جميع الصحراويين إلى الالتفاف حول مقترح الحكم الذاتي" معتبرًا إياه "السبيل الوحيد الذي يحقق الكرامة والتنمية والازدهار لجميع الصحراويين".

هذا واعتبر الأمير هشام العلوي قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء " خطوة شجاعة!"،  في ردة فعل أخرى قادمة هذه المرة من قريب الملك محمد السادس. بالمقابل أشار الأمير في تغريدته إلى أن "المغرب تميز بالدعم التاريخي الثابت والبراغماتي للقضية الفلسطينية"،  مشددًا على أنه لا شك في استمرار البلاد  في هذا الاتجاه، خاصة وأن "الحل الدائم والنهائي للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي لن يتحقق سوى بتلبية الحقوق الشرعية للفلسطينيين".

فيما اعتبر عبد اللطيف وهبي، الأمين العام في حزب الأصالة والمعاصرة، أن "الموقف الأمريكي بخصوص مغربية الصحراء، هو عين العقل"، والذي "كنا ننتظر هذا الموقف من زمن"، مؤكدًا أن هذا "الموقف الأمريكي جاء ايجابيًا، للتأكيد من جديد على مغربية الصحراء".

رغم أن التصريحات المنحازة لخطوة النظام طغت على الموقف، كان هناك في جناح المعارضة اليسارية مواقف أخرى، حيث نشرَ تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي على صفحته الرسمية على فيسبوك قائلًا: "الصحراء المغربية قضية شعب يبحث عن إنهاء ما بدأه مع الاستقلال واستكمال وحدته الترابية، وفلسطين قضية شعب مطرود من أرضه و يواجه يوميًا الغطرسة والاحتلال والعنصرية". واعتبرَ التحالف المعارض أن أكثر ما حاول "خصوم وحدتنا الترابية فعله طوال سنين هو ربط قضيتي الصحراء وفلسطين"، بالمقابل فإن أكثر "ما نجح فيه المغرب منذ سنين هو عدم الربط بين القضيتين وإظهار الفرق بينهما". وأردف متأسفًا: "هذا المساء ومع الأسف منح المغرب خصومه هدية لا تقدر بثمن". ليختم منشورها بوسم #التطبيع_خيانة.

رغم أن التصريحات المنحازة لخطوة النظام طغت على الموقف، كان هناك في جناح المعارضة اليسارية مواقف أخرى

"إنه ليوم حزين بالنسبة للشعب الفلسطيني"، بهذه الكلمات وصفت الدكتورة نبيلة منيب، زعيمة حزب الاشتراكي الموحد أحد الأعمدة الثلاث للتحالف المذكور، ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقًا. مضيفة أن "المغرب ليس ضد التطبيع مع إسرائيل، لكن أن تطبع هي الأولى علاقاتها مع فلسطين بما يسمح لها بإقامة دولتها وكفالة حق العودة بالنسبة للاجئين". هذا وأكدت منيب بأن المغرب "ليس في حاجة إلى دعم خارجي لاستكمال وحدته الترابية. في النهاية، هم المغاربة وحدهم القادرون على تحقيق ذلك بتعبئتهم القوية لصالح القضية الوطنية". قبيلَ أن تختم حديثها قائلة: "أعلم أن علاقات القوة مهمة في هذه القضية، ولا أظن أن المغرب كان مخيّرًا في هذا الأمر".