19-يونيو-2021

مشهد من مخيم مافروفوني في جزيرة ليسبوس اليونانية (Getty)

بعد رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر في عرض البحر، وصل زورق مطاطي هذا الشهر وعلى متنه 36 مهاجرًا إلى جزيرة ساموس اليونانية من الساحل التركي القريب للشواطئ اليونانية. ووفقًا لجماعات حقوق الإنسان فقد شوهدت المجموعة ذاتها تعود أدراجها إلى تركيا على متن قارب نجاة. لكن اللافت أن 28 شخصًا كانوا فقط على متن القارب العائد إلى تركيا حسب ما أفاد خفر السواحل التركي، فيما فقد الاتصال مع 4 أشخاص من ضمن المجموعة. وبعد 4 أيام، ظهر المفقودون الـ4 في بلة فاثي في ساموس حيث يعتقد أنهم تمكنوا من الإفلات من السلطات اليونانية، بحسب تقرير نشرته وكالة الأسوشيتيد برس.

تحاول السلطات اليونانية التعامل مع تدفقات اللاجئين بحلول ميدانية وأمنية، بينما يحتاج الملف إلى تعامل قانوني وإنساني بالدرجة الأولى

وتتألف المجموعة من امرأة فلسطينية تدعى هدى زاغا، 31 عامًا، وأطفالها الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم 12 و11 و5 سنوات. قامت العائلة بطلب اللجوء وتم إبلاغهم بقبول طلبهم، تشير زاغا إنها وصلت إلى منطقة ساموس في 21 نيسان/أبريل 2021 في زورق مكتظ بالناس. وبعد وصولها مع أطفالها إلى اليابسة، سارعت المجموعة إلى التلال المجاورة والغابات المحاذية تجنبًا لكشفها من قبل السلطات. وقالت زاغا، كما نقلت شبكة abc news "شعرنا بالرعب من إلقاء القبض علينا وإعادتنا إلى تركيا، خاصة بعد أن عبرنا الحدود إلى المياه الإقليمية لليونان". ونشرت منظمة Aegean Boat Report الحقوقية، صورًا للوافدين الجدد، وأظهرت بعض هذه الصور الأم زاغا وأطفالها من ضمن المجموعة المتواجدة في منطقة ساموس.

اقرأ/ي أيضًا: تحركات للسكان الأصليين في البرازيل ضد قانون الاستثمار الصناعي في محمياتهم

فيما لم يمض وقت طويل حتى ظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بالموضوع، فقد تحدث صحفيون محليون عن وصول عدد من المهاجرين إلى البلدة، فيما قال سكان آخرون بأنهم شاهدوا أو قدموا لهم الطعام أو والمياه. وأخبر العديد من السكان وكالة الأسوشيتد برس أنهم أخبروا من قبل السلطات وآخرين ألا يتحدثوا عما شاهدوه، وقد أدلى المواطنون بإفادتهم للأسوشيتد برس ورفضوا الكشف عن هويتهم.

كما أفادت زاغا بأنها كانت على علم بمخاطر الترحيل وقد تعرضت لها من قبل حين حاولت الدخول إلى اليونان ثلاث مرات عبر الحدود البرية ولم تفلح بذلك. وتقول "هذه المرة كنت مصممة على النجاح"، وأضافت "انفصلت مع أطفالي عن المجموعة وتواصلت مع أشخاص ساعدوني في ترتيب أموري في الهرب إلى الداخل اليوناني والتواصل مع المحامي والتسجيل في مخيم اللاجئين والمثول أمام لجنة في مقابلة التسجيل، وقد تم إبلاغ ممثلي وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وحضروا.

وقد حصلت زاغا بالفعل على حق اللجوء بعد رحلة شاقة من نابلس بالضفة الغربية كما تشير، وتأمل في أن تصل إلى بلجيكا في نهاية المطاف حيث تعيش أختها. وأضافت زاغا "أريد أن أرى أطفالي سعداء، وأن أراهم يذهبون إلى المدرسة، ويأكلون طعامًا صحيًا، وينامون جيدًا ويعيشون بشكل طبيعي تمامًا مثل الأطفال الآخرين".

أما الجماعات الحقوقية فتوجه اتهامات بأن السلطات اليونانية تنفذ عمليات ترحيل غير قانونية وعبر إجراءات موجزة للمهاجرين بغية عدم السماح لهم بتقديم طلبات اللجوء. لكن من النادر أن تشمل عمليات الترحيل هذه أي شخص يتمكن من البقاء على الأراضي اليونانية. وتعتبر الجماعات الحقوقية أن هذا الأمر ليس جديدًا على اليونان سواء في وجه المهاجرين القادمين من البحر أم من البر، ويقوم رجال الشرطة بممارسات مشينة بحق اللاجئين لمنعهم من الوصول إلى الأراضي اليونانية وإعادتهم من حيث أتوا، وهي ممارسات مخالفة للقانون الدولي بحسب تقرير متلفز نشرته قناة إذاعة صوت ألمانيا - دويتشه فيله. غير أن السلطات اليونانية تنفي هذه المزاعم بشدة، وتشير إلى التزامها بحماية حدودها وحدود الاتحاد الأوروبي كون اليونان تعتبر بوابة دخول إلى أوروبا. وتقلق أثينا من إعادة حصول سيناريو العام 2020 حيث قامت تركيا عن عمد بفتح حدودها أمام المهاجرين الذين تدفقوا بشكل كبير باتجاه القارة الأوروبية عبر الحدود اليونانية.

وقال المحامي اليوناني ديميتريس كوليس"أعتبر أن وصول هذه المرأة، إذا لم نتحدث عن معجزة، فإنما عن ولادة عذراء سقطت من السماء"، وأضاف "نحن نتحدث هنا عن دليل واضح على الكيفية التي تتعامل بها السلطات اليونانية في التعامل مع المهاجرين"، وتابع بالقول "كان هناك مناخ غريب من الشك في مقابلة الأم مع اللجنة أثناء مقابلة التسجيل"، وعبر عن خوفه من احتمال إعادة زاغا إلى تركيا مع أطفالها. وتابع بالقول "حقيقة قبول طلب لجوءها يظهر مدى خطورة أن يحكم رجال ملثمين من حرس خفر السواحل أو الشرطة على من له الحق في اللجوء ومن لا يحق له ذلك". وأضاف كوليس "لا يمكننا أن نترك مصير أمر مهم مثل حق اللجوء يتقرر في وسط البحر أو على الشواطئ وبشكل فردي وانتهازي".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تضخم حاد في أسعار السلع في كوبا وفقدان المواد الأساسية من الأسواق

تظاهرات أحزاب السلطة "ضد نفسها" تثير موجة سخرية في لبنان