18-يونيو-2021

تظاهرة للسكان الأصليين في برازيليا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تحدث تقرير نشرته وكالة رويترز عن احتجاج عدة مئات من البرازيليين من السكان الأصليين خارج مبنى الكونغرس في برازيليا عاصمة البرازيل، وجاءت الاحتجاجات ضد مشروع قانون من شأنه أن يحد من الاعتراف بأراضي المحميات الطبيعية، وهذه الأراضي تعتبر بالنسبة للسكان الأصليين أرض أجدادهم وبيئتهم الطبيعية. ويذكر بأن القانون يدعمه قطاع المزارعين في البلاد والرئيس البرازيلي جايير بولساناريو الذي يمسك بغالبية القرارات في المجلس النيابي. كما سيفتح مشروع القانون الباب للاستثمار التجاري واستثمار المناجم على أراضي السكان الأصليين المحمية للزراعة والرعي والعيش، ويدعم القانون من طرف الرئيس بولسونارو الذي يدعو إلى تطوير منطقة الأمازون من خلال استغلال الموارد المعدنية في المحميات.

تعتبر قضايا محميات السكان الأصليين في البرازيل ذات طابع عالمي، لاتصالها بمستقبل غابات الأمازون المطيرة وأثر التعدين فيها على التغير المناخي

حاول المتظاهرون، الذين كانوا يرتدون أغطية للرأس مغطاة بالريش ووضعوا طلاء على أجسامهم ورفعوا القبضات عاليًا وهتفوا ضد القرار ورفعوا اليافطات المنددة بالقانون، اقتحام مبنى في وسط المدينة للمطالبة بالإطاحة برئيس وكالة فوناي الحكومية لشؤون السكان الأصليين لعدم الدفاع عن مصالحهم. كما أطلقوا بعض المفرقعات النارية على زجاج المبنى. وردت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق رذاذ الفلفل لاحتواء الحشد. ومن المتوقع أن يصوت مجلس النواب على مشروع القانون في اللجنة النيابية هذا الشهر، وسيحدد التشريع، الذي تم طرحه لأول مرة في عام 2007، الموعد النهائي لترسيم حدود أراضي المحميات إذا لم تكن مأهولة في ذلك الوقت.

اقرأ/ي أيضًا: تعاونيات إنتاج زيت الأرغان النسوية في المغرب.. نموذج تمكين اقتصادي

رئيسة إحدى منظمات السكان الأصليين في البرازيل، سونيا غواجارا، قالت لرويترز "مشروع القانون PL 490 ضار ليس فقط لنا بل للبشرية جمعاء"، وأضافت بأن "الحملة لوقف تمرير مشروع القانون تأتي في وقت تزداد فيه الهجمات على مجتمعات السكان الأصليين من قبل عمال مناجم الذهب العشوائي الذين غزوا أراضي السكان الأصليين بشكل غير قانوني". كما غردت غواجارا في حسابها على تويتر بالقول "جهاز من المفترض أن يدافع عن مصالحنا يقوم بمهاجمتنا الآن. إنها نكسة كبيرة" ونشرت التغريدة مرفقة بمقطع فيديو مصور بالهاتف يظهر عمليات الصدام بين المحتجين والقوات الشرطية.

وجاء في فيديو آخر نشر عبر تويتر لتجمع المنظمات المدافعة عن حقوق السكان الأصليين إشارة إلى أن حالة السكان الأصليين في البرازيل طارئة وبحاجة للدعم الآن، كما جاء فيه أيضًا "الرئيس بولسانارو ومجلسه النيابي يعملون على إلغاء حق أساسي من حقوق السكان الأصليين عبر انتهاك الأراضي وتقليص المساحات الخضراء"، مما سيهدد المحميات البيئية بالغزو العمراني وزيادة التوتر والعنف وكذلك رفع نسبة التصحر. فيما توافد إلى العاصمة حوالي 700 من السكان الأصليين ويمثلون 25 إثنية مختلفة من أجل الضغط على السياسيين، ويتهم السكان الأصليين الرئيس بولساناريو بتشجيع مستثمري المناجم بطرق غير شرعية وكذلك بأنه يعمد إلى تشجيع الحطابين في المنطقة من أجل الاستفادة الشخصية وجني الأرباح.

وناشد تجمع المنظمات كل من رؤساء العالم في الولايات المتحدة الأمريكية والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لمنع الكونغرس البرازيلي من المضي في سن القانون، حيث أشارت المنظمة بالقول "لا يمكن لهؤلاء القادة أن يتظاهروا بعدم معرفتهم بالقضية". وطالبت المنظمات العالم برفع الصوت والضغط على الحكومات والشركات الاقتصادية وإثارة القضية في الإعلام، فالسكان الأصليين يخاطرون بأرواحهم من أجل حماية الغابات ومن أجل الحد من التغير المناخي والسيطرة عليه قدر الإمكان.

وقالت النائبة الوحيدة من السكان الأصليين في البرلمان البرازيلي في إحدى الجلسات التشريعية، جوينيا وابيتشانا، كما نقلت شبكة يو أس نيوز "رفضت لجنة حقوق الإنسان مشروع القانون في عام 2009. هذه نكسة غير مقبولة لحقوق السكان الأصليين وعبث دستوري".

كما دعا بيان أطلقه تجمع المنظمات إلى ضرورة الكفاح للدفاع عن الحقوق وتوفير الحماية للسكان الأصليين واحترام إرادتهم، مشيرًا إلى تداعيات كبيرة يمكن أن تلحق بهم في حال لم يتم استئناف القرار والعودة عنه. وجاء في البيان أيضًا "من الناحية العملية، يمثل هذا المشروع إبادة جماعية جديدة ضد الشعوب الأصلية"، وأضاف "مشروع القانون غير دستوري ويمكن أن ينهي ترسيم أراضي السكان الأصليين في البرازيل، مما يسمح بفتح مناطق للاستغلال التجاري المتوحش"، وتابع البيان بالقول "بالإضافة إلى مشروع القانون، هناك مقترحات أخرى مناهضة للشعوب الأصلية والتي تشكل مخاطر على البيئة مدرجة في جدول أعمال الكونغرس"، وحذر البيان من أن "حياة السكان الأصليين مهمة، وفي خضم انتشار جائحة كوفيد -19، أصبحت حياتنا هدفًا للهجمات والاضطهاد والإبادة للبشر والبيئة"، وأنهى البيان بالقول "في عالم مريض، وفي مواجهة مشاريع الإبادة، ما زال نضالنا من أجل الحياة مستمرًا، وكذلك ضد كل الفيروسات التي تقتلنا".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تضامن لبناني واسع مع الناشطة ياسمين المصري وانتقادات لسياسة وأسلوب جبران باسيل

دراسة إحصائية لرويترز تربط بين ظروف المسلمين في فرنسا وارتفاع وفيات كوفيد-19