29-ديسمبر-2020

لاجئون في مخيم ليبا (Getty)

يعيش اللاجئون في المخيمات المؤقتة على الأراضي البوسنية حالة مستمرة من انتظار إعادة توزيعهم على الدول الأوروبية. وأثناء هذا الانتظار حل موسم تساقط الثلوج، كما حصل في مخيم "ليبا" شمال غرب البوسنة. حيث علق حوالي ألف لاجئ في البرد بعد انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، بدون أي موارد حيوية أو تدفئة، يأكلون من معونات غذائية محدودة الكميات والنوعية تقدمها مجموعات إغاثية بعد حريق مدمر أطاح بالمخيم الأسبوع الماضي.

تقول الأمم المتحدة أن أكثر من 70% من اللاجئين والمهاجرين حول العالم يعانون بشدة ولا يجدون أساسيات العيش في عام 2020

وتظهر الصور الآتية من هناك كيفية استعمال الألواح الخشبية وإقامة الحواجز البدائية للحصول على بعض الخصوصية واتقاء البرد فوق بقايا مخيم ليبا. كما رفع بعض الناس أقدامهم المبللة فوق النيران الصغيرة التي أشعلوها في الخارج للتدفئة.

اقرأ/ي أيضًا: 2020 عام كارثي على اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان

وبعد حريق مخيم ليبا فشلت السلطات البوسنية في إيجاد أماكن إقامة جديدة للاجئين المتضررين من حريق "ليبا"، تاركة حوالي ألف شخص  في البرد، وسط تبليغات عن حالات صحية حرجة في أوساطهم.

فيما احتشد اللاجئون فوق بقايا المخيم لتلقي المياه والغذاء من الهيئات الإغاثية، سعت الشرطة البوسنية للحفاظ على النظام. وكان البعض فقط يرتدون الكمامات الوقائية للحماية من فيروس كورونا، لكن غالبيتهم لم يكن الفيروس المستجد من بين اهتماماتهم في ظل السعي للبقاء على قيد الحياة وتأمين سبل العيش الملحة حيث لا أمكنة للنوم ولا بطانيات.

النسبة الأعظم من اللاجئين في مخيم ليبا وصلوا من بلاد فقيرة، أو دمرتها الصراعات الحربية كسوريا وأفغانستان آملين في الوصول إلى كرواتيا، بوابة الاتحاد الأوروبي. وفي شهادة حية يقول لاجئ من باكستان موجود حاليًا في مخيم ليبا  "نحن نعيش مثل الحيوانات. حتى الحيوانات تعيش أفضل منا" وقال رجل آخر من باكستان، عرّف عن نفسه باسمه الأول فقط، قاسم. "إذا لم يساعدونا ، فسنموت، لذا من فضلكم ساعدونا كي لا نموت".

حريق مخيم ليبا (Getty)

بينما تقول الأمم المتحدة أن أكثر من 70% من اللاجئين والمهاجرين حول العالم يعانون بشدة ولا يجدون أساسيات العيش في عام 2020، وتشير منظمة الصحة العالمية على لسان مديرها تيدروس غيبيريسوس، إلى ارتفاع متزايد في نسبة انعدام سبل العيش لهؤلاء. حيث كانت النسبة 53% في الأعوام الفائتة وارتفعت لتصل إلى 73% مع بداية انتشار فيروس كورونا.

وكتب رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في البوسنة، بيتر فان دير أويرات، عبر حسابه في تويتر: "تساقطت الثلوج، ودرجات الحرارة دون الصفر، ولا تدفئة، ولا شيء" وأضاف "هذه ليست الطريقة التي يجب أن يعيشها أي شخص. ونحن بحاجة إلى الشجاعة السياسية والعمل فورًا".

اقرأ/ي أيضًا: العنصرية ضد اللاجئين في لبنان تجد ضالتها في مخيم المنية.. حريق يشعل التعليقات

وكانت مطالبات شعبية تدعو إلى العمل من أجل حل مسألة اللاجئين إنسانيًا ووفقًا للقانون الدولي. كما سأل البعض عن المبالغ المالية التي أخذتها حكومة البوسنة والهرسك في السنوات الماضية من أجل تأمين الموارد اللازمة للاجئين. إذ يحكى عن 60 مليون يورو كانت قد حصلت عليها الحكومة البوسنية من أجل بناء التجهيزات اللازمة للمهاجرين في المخيمات. 

لاجئ في مخيم ليبا (Getty)

فيما تعتبر مسألة المخيمات المؤقتة من المسائل الملحة التي يعمل عليها الاتحاد الأوروبي. إلا أنها صارت تخضع لتجاذبات سياسية بين الدول المعنية مما يهدد حياة الآلاف من اللاجئين العالقين على الحدود. وقد حذر الاتحاد الأوروبي البوسنة من عدم الالتزام بمسؤولياتها وحث السياسيين المتنازعين في البلاد على تنحية خلافاتهم جانبًا واتخاذ إجراءات عاجلة. 

كما تجدر الإشارة إلى أن البوسنة أصبحت بمثابة "عنق الزجاجة" لآلاف اللاجئين الذين يأملون في الوصول إلى أوروبا الغربية. ومعظم هؤلاء عالقون في مناطق حدودية حيث رفضت الدولة البوسنية إدخالهم بسبب الانقسامات العرقية داخل مجتمعها. ويذكر أنه للوصول إلى كرواتيا، يتم استخدام ممرات جبلية سرية على طول الحدود. وقد صدرت تقارير عديدة تشير إلى أعمال عنف تمارسها الشرطة الكرواتية بحق اللاجئين أثناء رحلتهم الشاقة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف يؤثر الحجر الصحي على الحالة النفسية للأطفال؟

من الموت إلى الموت.. شباب اليمن وتراجيديا الهجرة إلى الشمال