06-يناير-2019

الشاه محمد رضا بهلوي في ملعب آريامهر "آزادي حالياً" بطهران 1976 (Pinterest)

أحرزت إيران آخر لقبين من بطولة كأس آسيا في النسختين الرابعة 1968 والخامسة 1972، وذلك عن جدارة تامّة عندما استطاع الفريق أن ينتصر في كلّ مبارياته بالبطولتين دون أن يهدر أي نقطة، وبعد أن اعتذرت لبنان عن استضافة النسخة السادسة بسبب اندلاع الحرب الأهليّة فيها، وإعلان إيران المستضيف البديل، باتت الفرصة سانحة لأصحاب الأرض لتحقيق إنجاز تاريخي، عندما يحرزون الكأس الثالثة على التوالي، بذلك يفضّون شراكتهم مع كوريا الجنوبيّة حاملة اللقب الآسيوي مرّتين.

أحرزت إيران 3 ألقاب آسيوية متتالية انتصرت خلالها في كلّ مبارياتها

كان من اللافت في التصفيات انسحاب كثير من الدول وعزوفها عن المشاركة في أهمّ بطولة آسيوية، حيث تمّ تقسيم 21 فريقاً على 4 مجموعات يتأهّل من كل واحدة اثنين فيصبح عدد الفرق المشاركة 9 بعد إضافة مستضيف البطولة، وضمّت المجموعة الأولى كلاً من الكويت وسوريا وباكستان والبحرين واليمن الجنوبي ولبنان، تأهّل منها الكويت واليمن الجنوبي بعد انسحاب بقيّة الفرق، وضمّت المجموعة الثانية كلاً من قطر وأفغانستان والعراق والسعودية، فتأهّل آخر فريقين إلى النهائيّات، قبل أن تعزف السعوديّة عن المشاركة فيها، كذلك الحال بالنسبة للمجموعتين الثالثة والرابعة، إذ تأهّلت ماليزيا وتايلند عن مجموعة ضمّتهما بجانب كوريا الجنوبية وإندونيسيا وفيتنام الجنوبيّة، لكنّ تايلند انسحبت لاحقاً، كما تصدّرت كوريا الشمالية والصين المجموعة الرابعة التي ضمّت أيضًا اليابان وهونغ كونغ وسنغافورة وبروناي، لكنّ الفريق الكوري انسحب لاحقًا. 

اقرأ/ي أيضًا: تاريخ كأس آسيا.. كيف كتبت كوريا أولى صفحات تاريخها الكروي؟

وهنا ضمنت إيران المستضيفة مشاركة 5 متأهّلين في النهائيات وهم العراق والكويت والصين وماليزيا واليمن الجنوبي، وتمّ توزيع الفرق على مجموعتين تلعب فيما بينها بنظام الدوري من مرحلة واحدة، ويتأهّل منها أوّل اثنين إلى الدور نصف النهائي.

ترقّب الجميع ما ستفعله الكويت بجيل وُصف بالذهبي في تاريخ البلاد، فالفريق حاز على آخر 4 نسخ من كأس الخليج، ويستلم دفّة قيادته بطل كأس العالم 1970 البرازيلي ماريو زاغالو، والذي جعل من نفسه أوّل إنسان يرفع كأس العالم لاعباً ومدرّبًا، كما ضمّ الفريق الكويتي نجومًا يعيشون أزهى أيامهم أبرزهم فيصل الدخيل وجاسم يعقوب وعبد العزيز العنبري، والفريق يدرك جيّدًا أن الأخطاء وحدها هي من حرمته في التواجد بالأدوار المتقدّمة في النسخة السابقة 1972، بعد أن أراح المدرّب أبرز نجومه أمام كمبوديا ومُني بهزيمة هي الأقسى في تاريخ مشاركات الفريق الآسيوية حتّى الآن.

حملت مواجهة الكويت والعراق في الدور نصف النهائي طابعاً ثأرياً للغاية بالنسبة للعراقيين

ضمنت الكويت صدارة مجموعتها بعد أن حقّقت انتصارين على ماليزيا 2-0 والصين 1-0، ورافق الكويت إلى مربّع الكبار المنتخب الصيني الذي تعادل مع ماليزيا 1-1، واستفاد من خسارته أمام الفريق العربي بفارق أقل مما خسره الماليزيون، وفي المجموعة الثانية افتتحت إيران مسيرتها في البطولة بالفوز على العراق 2-0، قبل أن تجهز على اليمن الجنوبي بانتصار ساحق 8-0، وهي أكبر نتيجة سُجّلت في تاريخ البطولة، واستفاد العراق من فوزه الضئيل على اليمن فحلّ ثانيًا في المجموعة، ليضرب موعدًا مع الكويت في الدور نصف النهائي، وهي أوّل مواجهة عربية خالصة في تاريخ كأس آسيا، مواجهة تحمل طابعًا ثأريًا لا يستهان به.

مع غياب العراق عن المشاركة في كأس الخليج العربي التي نالت الكويت ألقابها الثلاثة الأولى، شارك أسود الرافدين بالنسخة الرابعة التي أقيمت في قطر 1976، وبان على العراقيّين رغبتهم الجامحة في تجريد الكويت من لقبها في مشاركتهم الأولى، لكنّ مواجهة الفريقين في تلك البطولة انتهت بالتعادل 2-2، ولأن المحصّلة النهائيّة أفرزت تعادل الفريقين بعدد النقاط وفارق الأهداف، توجّب عليهما خوض مباراة فاصلة حسمها الكويتيون بأربعة أهداف لاثنين. كلّ ذلك حدث قبل أقلّ من شهرين من مواجهتهما في نصف نهائي كأس آسيا 1976 بإيران، والفرصة سانحة للغاية الآن من أجل الثأر.

اقرأ/ي أيضًا: الدورة الخامسة من كأس آسيا.. القارّة تطرد فريق الاحتلال وتحتضن العرب

قدّم الجاران اللدودان أجمل مباريات البطولة على الإطلاق، فكان اللعب سجالاً بين الطرفين، وافتتحت الكويت النتيجة عبر فاروق ابراهيم في الدقيقة 17، قبل أن يهدر علي كاظم فرصة تعديل النتيجة، عندما تصدّى حارس الكويت لركلة جزاء بالشوط الأول، لكنّ زميله صالح عبد الجليل عدّل النتيجة قبل نهاية الشوط بدقائق، وأعادت الكويت تقدّمها عبر فتحي كميل في الدقيقة 77، ليعود العراقيون للمباراة من جديد ويسجّلوا هدف التعديل في دقائق اللقاء الأخيرة عبر فلاح حسن، فلجأ الفريقان لوقتين إضافيين أسفرا عن هدف ثالث للكويت سجّله فتحي كميل بالدقيقة 100، وهنا فشلت العراق من تحقيق غايتها، وحجزت الكويت بالمقابل مكانها في المباراة النهائيّة، والتي ستواجه بها إيران التي غلبت الصين في الدور نصف النهائي بهدفين دون رد أتيا بعد التمديد.

نالت الصين المركز الثالث بعد أن تغلّبت على العراق بهدف وحيد، فيما فشلت الكويت في مجاراة أصحاب الأرض خلال المباراة النهائيّة، لأنّ الفريق الأزرق أُثقلت كاهله غيابات النجوم بسبب الإصابات، وعلى الرغم من ذلك صمد الكويتيون أمام المدّ الإيراني طيلة الشوط الأوّل، لكنّهم لم يفعلوا الأمر ذاته في الشوط الثاني عندما أحرز علي بروين هدف أصحاب الأرض الوحيد من ركلة حرّة مباشرة لم يتمكن منها الحارس أحمد طرابلسي في الدقيقة 71. بذلك فرح أكثر من 112 ألف متفرّج احتشدوا بملعب آريامهر في طهران -والذي سيتغيّر اسمه لآزادي إبان الثورة الإسلامية بعد عامين-  بلقب ثالث على التوالي، لقب ناله الإيرانيون بجدارة بعد أن حقّقوا الانتصار في كلّ مبارياتهم دون أن يلج مرماهم أيّ هدف، كما دخلت إيران التاريخ لأن ألقابها الثلاث المتتالية لم يهدر فيها الفريق أيّ نقطة، فلعب بتاريخ مشاركاته في كأس آسيا 13 مباراة انتصر فيها كلّها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تاريخ كأس آسيا.. كيف كتبت كوريا أولى صفحات تاريخها الكروي؟

قصة كأس العالم 1970.. البرازيل تحتفظ بكأس جول ريميه للأبد