17-يناير-2023
gettyimages

تنتشر الكوليرا في الشمال السوري دون وجود أي لقاحات (Getty)

تتوالى الجوائح في سوريا، حيث تضرب الكوليرا مناطق الشمال السوري منذ عدة أشهر، مما أدى إلى إصابة الآلاف به ووفاة المئات، وذلك في ظل ضعف البنية التحتية الصحية، وعجز الإدارات المحلية، ومنظمات الإغاثة الإنسانية عن وقف تفشي المرض.

في آخر الأرقام المنشورة عن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، ظهرت إصابة 555 حالة ووفاة 20 حالة نتيجة الإصابة بالكوليرا

وفي آخر الأرقام المنشورة عن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، ظهرت إصابة 555 حالة ووفاة 20 حالة نتيجة الإصابة بالكوليرا، بحسب الأرقام التي يمتلكها. ويعود تفشي الكوليرا، بسبب كثرة المخيمات التي تفتقر لأدنى الشروط الحياتية، ونقص المياه الصالحة للشرب، والتلوث الناجم عن مشاكل في شبكات الصرف الصحي، بالإضافة لتلوث أجزاء من مياه الفرات. ويخشى العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية أن تضطر الأمم المتحدة إلى وقف تسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تركيا، حيث تعتبر تركيا الشريان الرئيسي لدخول المساعدات الغذائية والصحية لمناطق الشمال السوري. فيما استلم النظام السوري مليوني جرعة لقاح ضد مرض الكوليرا، مُقدّمة من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، قبل حوالي شهرين، ولم يصل اللقاح حتى الآن إلى المناطق المحررة في  الشمال.

getty

ونقلت وكالة "الأناضول"، عن مصادر في القطاع الصحي، بأنهم تلقوا وعودًا باستلام لقاحات الكوليرا خلال الشهر الماضي، وقال رئيس اللجنة التنفيذية في فريق لقاح سوريا ياسر نجيب، إن "منظمة الصحة العالمية وافقت في 27 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على تزويد شمال غربي سوريا بلقاحات الكوليرا"، متوقعًا وصولها خلال الأيام القليلة القادمة، وأشار نجيب، إلى أن "العمل يتم على توفير التمويل اللازم لتنفيذ حملة اللقاح، لكن ذلك سيأخذ بعض الوقت"، لافتًا إلى أن "فريق لقاح سوريا أعد الخطط العامة للتنفيذ، وسيتم العمل على تعيين الكوادر وتدريبها ورسم الخطط التفصيلية ريثما يصل التمويل من الجهات الداعمة".

من جانبه، أوضح الإعلامي محمد العبد الله، أن القطاع الصحي في الشمال، بإمكانياته الضعيفة والمنظمات الموجودة هناك، غير قادر على مواجهة تفشي المرض دون توفر اللقاح، وأوضح أن أعداد المصابين والوفيات يزداد مع مرور الوقت، وأشار إلى أن المواطنين في المنطقة، يطالبون المنظمات الدولية بالإسراع في تسليم اللقاحات، وخاصة أن تلك المنظمات سلمت مليوني جرعة إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام قبل شهرين.

وشدد العبد الله على ضرورة "إزالة المخيمات القائمة، واستبدالها بأبنية سكنية تأخذ بالاعتبار البعد الصحي، لأن الوضع في المخيمات يشكل بيئةً مثاليةً لانتقال وتفشي الفيروسات والأمراض المعدية"، معتبرًا أنه "طالما بقيت المخيمات على حالها، فإن المنطقة برمتها تكون عرضة لكافة الفيروسات والأمراض".

getty

يذكر أن منظمة اليونيسف قد قالت في بيان صادر عنها في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، أن "انتشار الكوليرا يهدّد بقاء الأطفال في مناطق الشرق الأوسط"، وأشار البيان إلى أن المنظمة "تحتاج بشكل عاجل إلى 40,5 مليون دولار أمريكي لتوسيع استجابتها الطارئة للكوليرا في سوريا ولبنان وحدهما في الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لجهود الاستجابة والتأهب في البلدان المجاورة"، وتابع البيان "لا تعرف الكوليرا الحدود وخطوط السيطرة مع تحركات السكان، بما في ذلك النزوح في البلدان الأشد تضررًا، ويعزز انتشار الأمراض بسبب ضعف أنظمة المياه والصرف الصحي، وسوء إدارة المياه، وزيادة الفقر وتغير المناخ والنزاعات، وهي جميعها تجعل المياه الصالحة للشرب أكثر ندرةً للأسر وأطفالها، وإنّ الاعتماد على المياه غير الآمنة يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه".

كذلك، حذّرت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، رينا غيلاني، من أن الكوليرا ينتشر بسرعة في جميع أنحاء سوريا، وقد تفاقم الوضع بسبب النقص الحاد في المياه بالبلاد، وأضافت "تم الإبلاغ عن أكثر من 24 ألف حالة اشتباه بالكوليرا، وتم تأكيد الحالات الآن في جميع المحافظات الـ 14، ولقي ما لا يقل عن 80 شخصًا مصرعهم حتى الآن، هذه مأساة، لكن لا ينبغي أن تكون مفاجأة"، وتابعت في إحاطة افتراضية، إن "ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سوريا، يفتقرون إلى إمكانية الحصول على المياه الكافية والنظيفة، وقد تأثر النظام الصحي بشدة بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عقد".

حذّرت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، رينا غيلاني، من أن الكوليرا ينتشر بسرعة في جميع أنحاء سوريا، وقد تفاقم الوضع بسبب النقص الحاد في المياه بالبلاد

وأكدت غيلاني على أن "الشمال الغربي من سوريا، يعتمد حوالي مليوني شخص فيه على المساعدات الشتوية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، معظمهم من النساء والأطفال، الذين يعيشون في المخيمات مع وصول محدود أو معدوم للتدفئة أو الكهرباء أو المياه أو الصرف الصحي". وأشارت غيلاني إلى ازدياد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة للتصدي لصعوبات فصل الشتاء بنسبة مذهلة بلغت 30%، في جميع أنحاء سوريا مقارنة بالعام السابق.