17-يناير-2023
gettyimages

يغلب على تعامل النظام مع الأزمة الاقتصادية التهرب وعدم إيجاد حلول جدية (Getty)

شهد يوم الإثنين أحدث مظاهرة نظّمها نشطاء في مدينة السويداء ضد النظام السوري وممارساته القمعية وتدهور الأوضاع المعيشية بفعل حالة التخبط التي يعانيها الاقتصاد السوري، وفي محاولة للتغطية على مظاهرة النشطاء، قام أنصار النظام في حزب البعث بتنظيم وقفة موازية في ساحة السير التي احتضنت اعتصام المعارضة وحاول بعض العناصر الداعمين للنظام أن يندسّوا بين النشطاء المعارضين في محاولة للاستفزاز والتشويش.

شهد يوم الإثنين أحدث مظاهرة نظّمها نشطاء في مدينة السويداء ضد النظام السوري وممارساته القمعية وتدهور الأوضاع المعيشية بفعل حالة التخبط التي يعانيها الاقتصاد السوري

ووفقًا للمصادر المحلية في السويداء قام المحتجون برفع لافتات تندد بسياسات النظام وتطالب بالتغيير السياسي، حيث كتب على إحدى اللافتات: "أدخلتم الأعداء المحتلين، روسيا تركيا أمريكا حزب الله إيران وأذنابها إسرائيل"، حيث يحمّل المعارضون في السويداء النظام السوري مسؤولية التدخل الأجنبي في سوريا، فيما حملت بعض اللافتات الأخرى شعار: "نظام الكبتاغون يتاجر بحليب الأطفال"، في إشارة للأزمة المعيشية المستفحلة والتي لا يتعامل معها النظام، ويتهم النشطاء في هذا الصدد النظام بترويج المخدرات بالمحافظة عبر أذرعه الأمنية. ولم يفت النشطاء توجيه التحية لمن وصفوهم ب "الأحرار في مدن محافظة درعا".

وبحسب شبكة "السويداء 24" المحلية ما إن بدأ المحتجون ضد النظام بفعاليات اعتصامهم حتى اندفعت صوبهم أعداد من أعضاء حزب البعث "تجمعوا في ساحة السير، رافعين أعلامًا وشعارات مؤيدة للنظام السوري وبشار الأسد، وحاول بعضهم الدخول بين المعتصمين من الجهة المقابلة لاستفزازهم".

ونقل موقع "عنب بلدي" عن ناشط من المشاركين في اعتصام ساحة السير ضد النظام أنّ منطقة الاعتصام "شهدت انتشارًا أمنيًا في محيط مبنى قيادة الشرطة بمركز المدينة، وإن الاعتصام انفضّ دون صدام بين الطرفين".

يذكر أنّ احتجاج النشطاء ضد النظام في السويداء يوم الإثنين هو الثاني تواليًا في أقل من أسبوعين، ففي الأسبوع الماضي نظّم النشطاء وقفة احتجاجية مماثلة، وشهدت الوقفة أيضًا اقتحام موالين للنظام لساحة الاحتجاج، رافعين شعارات مؤيدة لبشار الأسد، لكنّ هذا التصرف لم يفتّ في عضد المعارضين الذين واصلوا وقفاتهم الاحتجاجية المنددة بسياسات النظام وبفشله في احتواء الأزمة المعيشية والاقتصادية المستفحلة التي انسحبت على قطاع المواصلات وخدمات المياه والكهرباء والمحروقات.

النظام يتهرب

ويغلب على تعامل النظام مع الأزمة باستهتار ودون محاولة إيجاد حل جذري لها، وللتغلب على أزمة نقص المحروقات، اقترح أعضاء في "مجلس محافظة دمشق" التابع لحكومة النظام السوري، اليوم الأحد، تمديد العطلة النصفية للطلاب بسبب البرد وعدم توفّر المازوت. فيما يتم تجاوز هذه الأزمة من قبل الأهالي في محافظة السويداء الذين يتبرعون بالمحروقات للمدارس من أجل التدفئة.

getty

وتهرب نظام الأسد من مسؤوليته وصل إلى الحد الذي امتدح فيه عضو مجلس الشعب السوري محمد خير العكام انقطاع الكهرباء عن السوريين، قائلًا: "إذا بدها تجيب الدولة الكهرباء 24 ساعة، نحنا منا قادرين (لا نستطيع) ندفع  فاتورة الكهرباء، مهما كان هناك دعم لهذه السلعة.. إذا بتيجي الكهرباء 24 ساعة بتاكل (تستهلك) كل راتبك"، وذلك خلال حوارية متلفزة.

هذه التصريحات تأتي وسط معاناة حقيقية تعيشها العديد من المناطق نتيجة وصول التيار الكهرباء لساعة وصل مقابل 6 ساعات من القطع، وفي أحيان أخرى تتقلص ساعات الوصل إلى ساعة واحدة في اليوم.

وتعاني مناطق سيطرة النظام السوري، من أزمة اقتصادية كبيرة، منذ أشهر، تشمل ارتفاع أسعار المحروقات وغالبية السلع الأساسية، بالإضافة إلى انهيار تاريخي لسعر صرف الليرة أمام الدولار.

تعاني مناطق سيطرة النظام السوري، من أزمة اقتصادية كبيرة، منذ أشهر، تشمل ارتفاع أسعار المحروقات وغالبية السلع الأساسية، بالإضافة إلى انهيار تاريخي لسعر صرف الليرة أمام الدولار

يشار إلى أن محافظة السويداء تعرف حراكًا احتجاجيًا متواصلًا منذ مطلع عام 2022، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والإصلاح السياسي، واجهها النظام في بعض الفترات بالعنف المميت الذي أوقع عدة قتلى وجرحى. وما يزال النظام يلوّح بخيار العنف ضدّ معارضيه في السويداء.