21-ديسمبر-2020

تشكل الكلمات المتقاطعة تسلية ورياضة ذهينة في نفس الوقت (Getty)

في يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر 1913، ظهرت الكلمات المتقاطعة بشكلها الحديث للمرة الأولى على الإطلاق، عن طريق الصحفي في جريدة New York World الأمريكية أرثور واين. كانت الشبكة يومها على شكل جوهرة rhombus، ولا تحتوي أية مربعات سوداء. وتكريمًا لهذه الذكرى، أصبح الـ21 من شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام هو اليوم العالمي للكلمات المتقاطعة. إذ يتم الاحتفاء بهذا اليوم بشكل خاص، وتخصّص الصحف والدوريات العالمية شبكات مميزة من الكلمات المتقاطعة، ويتم تنظيم المسابقات وتوزيع الجوائز. 

كانت صحيفة نيويورك تايمز هي آخر من انضم إلى ركب الكلمات المتقاطعة، حيث كانت الصحيفة حتى الحرب العالمية الثانية تحاول المحافظة على الطابع "الجدّي" للصحافة بحسب رأيها يومها

مع الوقت انتشرت الكلمات المتقاطعة بشكل كبير، وبات لها جمهور واسع ينتظر يوميًا الشبكات التي تظهر في الصحف، ليتحدّى نفسه أو الآخرين، في قدرته على تعبئة أكبر عدد ممكن من المربعات بالأحرف. كذلك لقراءة حل الشبكة السابقة التي كانت قد ظهرت في الصحيفة التي اشتراها في اليوم السابق. تختلف شبكات الكلمات المتقاطعة في الشكل وفي الحجم، فقد تأخذ شكل مربع، معين، أو دائرة، ويحتوي بعضها على صور لشخصيات يتوجّب على القارئ معرفة هويتها.

اقرأ/ي أيضًا: 6 من أشهر الإعلانات في عام 2020 على علاقة بكورونا

يُعتبر البريطاني روجر سكويرز، أشهر صانعي شبكات كلمات متقاطعة في العالم اليوم، حيث دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية في العام 2007، بعد نجاحه في تأليف أكثر من 66 ألف شبكة من الكلمات المتقاطعة، وقد نُشرت شبكاته في أشهر الصحف العالمية مثل الدايلي تيليغراف والغارديان.

وتجدر الإشارة إلى أنه من بين كبريات الصحف في العالم، كانت صحيفة نيويورك تايمز هي آخر من انضم إلى ركب الكلمات المتقاطعة، حيث كانت الصحيفة  تحاول المحافظة على الطابع الجدّي للصحافة بحسب رأيها يومها، وترى أن هدف الصحف هو نشر الأخبار والتقارير وليس التسلية. لكن الصحيفة الأمريكية تراجعت عن رأيها مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، وأدرجت الكلمات المتقاطعة ضمن فقراتها، إذ رأت أن حلّ الشبكات خلال الحرب، من شأنه أن يريح القراء من ويلات الأخبار السيئة. 

يتطلب حلّ شبكات الكلمات المتقاطعة ثقافة وإلمامًا بالمعلومات العامة في المجالات المختلفة، كذلك يتطلّب تركيزًا عاليًا، ذاكرة نشيطة، سرعة في البديهة ودقة في الملاحظة، وإتقانًا للغة التي استخدمت لتأليف الشبكة، ومعرفة كيفية تهجئة حروفها. ولحلّ الكلمات المتقاطعة فوائد كثيرة للصحة العقلية والذهنية، بل إن بعض المدارس أدخلتها في منهاجها التعليمي نظرًا لأهميتها في مساعدة الأطفال على تعلّم اللغة بشكل أسرع. 

اقرأ/ي أيضًا: بين التجاهل والاستعراض الإعلامي.. أمثلة على تعاطي قادة دول مع إصابتهم بكورونا

في هذا السياق أكدت آني لوكيتس، الباحثة في مركز كينغستون، في حديثها لصحيفة وول ستريت جورنال،  أن القيام بنشاطات حل الألغاز، وخاصةً الكلمات المتقاطعة، من شـأنه تعزيز المهارات اللغوية واللفظية، كما يحد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالخرف. وأوضحت لوكيتس أن لديها إيمان راسخ بأن حل هذه الشبكات يحسن الذاكرة، وينشّط وظائف المخ لدى المتقدّمين في السن، كما يساهم في تحسين الوظائف العقلية للأشخاص الذين يعانون تلفًا في الدماغ أو من الخرف المبكر. 

يؤدي اعتماد مساعدة الإنترنت إلى تقليص الفائدة الذهنية من رياضة الكلمات المتقاطعة (Getty)

بينما تحدث موقع gamesver  وبالاستناد إلى عدد من الدراسات التي شملت عينات بحثية موسعة، عن وجود 21 طريقة للإفادة ممكن أن يحققها الأشخاص الذين يحلّون شبكات الكلمات المتقاطعة مرة واحدة في الأسبوع على الأقل. ومن أبرزها أنها تثري المخزون اللغوي لممارسيها، وتمدّهم بكلمات ومصطلحات جديدة، من شأنها أن ترسخ في أذهانهم بسبب الطريقة التي وصلوا إليها. كما أنها توقظ الإبداع الداخلي لدى الفرد، وتحفّز الدماغ على العمل بوتيرة أسرع والتفكير من خارج الصندوق، الميكانيزم هذا يتّم عندما يحاول الفرد أن يجرّب ذهنيًا كل الخيارات للوصول إلى الكلمة الصحيحة. وبحسب ذات الموقع، تنشط الكلمات المتقاطعة ما يعرف بوضعية النحلة المشغولة. حيث أن إكمال الألغاز بشكل منتظم، يحوّل الممارس إلى إنسان يفكر بطريقة أسرع، وبشكل منتظم أكثر، كما أن الأشخاص القادرين على حل الشبكة بالكامل، يكونون في العادة أكثر استجابة في ما يخص التحفيز والإنتاجية. 

لا بدّ في النهاية من الوقوف عند الدور السلبي الذي لعبته الثورة الرقمية وتوفر خدمة الإنترنت بشكل مستمر، في ما يخص الكلمات المتقاطعة، حيث بات الإنسان قادرًا خلال ثوان معدودة من الوصول إلى الإجابات الصحيحة، وبالتالي فإن معظم ممارسي نشاطات حل الألغاز اليوم، لا يملكون الصبر والجلد الكافيين للوصول إلى الكلمات الصحيحة بدون مساعدة خارجية، ما يؤدي إلى تقليص الفائدة التي يحصلون عليها، عبر هذه الرياضة الذهنية ذات الأهمية الكبيرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ما حقيقة خبر اختراق حساب دونالد ترامب في تويتر؟

تعرفوا على أهم التغريدات وأكثر الوسوم انتشارًا عبر تويتر في 2020