19-ديسمبر-2020

جدارية في كاليفورنيا (Getty)

لم يفرق فيروس كورونا بين الأعراق والأجناس والطبقات، فأصاب البشر بمختلف انتمائاتهم ومواقعهم. وقد أصيب العديد من الرؤساء والقادة والسياسيين بفيروس كورونا مما انعكس على الأداء السياسي والإعلامي لهؤلاء السياسيين وخلف ردات فعل شعبية أحيانًا بسبب السلوك العلني الذي تعاطى معه المصابون بهذا الفيروس.

صرح رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، بعد إصابته بفيروس كورونا، أن هذا الفيروس "هوس عقلي"، وأضاف "لا يوجد فيروسات هنا. نحن في ثلاجة"

من بين الأسماء التي أصيبت بفيروس كورونا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس وزراء روسيا ميخائيل ميشوستين، ورئيس هندوراس خوان هيرنانديز، ورئيس البرازيل جايير بولسونارو، ورئيسة بوليفيا جانين آنييز، ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، والعديد من الوزراء في العديد من الدول.

اقرأ/ي أيضًا: ما حقيقة خبر اختراق حساب دونالد ترامب في تويتر؟

كان من اللافت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا، مما اضطره إلى البقاء في الحجر داخل البيت الأبيض وإلغاء زياراته الانتخابية إلى الولايات المختلفة ضمن حملته الانتخابية.

وسادت حالة من القلق في البيت الأبيض وفي أوساط شعبية وسط إلقاء اللوم على ترامب كونه لم يكن يعتمد على نصائح الأطباء ولم يكن يلتزم بإجراءات وقائية كالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة وغيرها من الإجراءات المرعية، وتم وصفه بالمستهتر وبعدم جديته في التعامل مع الوباء، فيما اعتبر إصابته البعض مناورة سياسية للتأثير على الناخبين.

وخلال مناظرة مع "جو بايدن" ظهر الرئيس دونالد ترامب بدون كمامة، وحين سؤاله عن السبب في ذلك، أخرج الكمامة من جيب سترته وأجاب بطريقة ساخرة "أعتقد أن الكمامة لا بأس بها، أنظروا لدي كمامة في جيبي، سأرتدي الكمامة عندما أعتقد أنني بحاجة إليها. أنظروا جو بايدن يتحدث مع الناس عن بعد مئتي قدم ويضع أكبر كمامة شاهدتها في حياتي".

فيما علق تقرير مصور في "بي بي سي" على إهمال عائلة ترامب أيضًا لوضع الكمامة وانتقد التقرير سلوكهم بشدة. واللافت أن ترامب وبعد إصابته بفيروس كورونا تعامل مع المسألة بشكل استعراضي فألقى خطابًا من داخل المستشفى التي مكث فيها ثلاثة أيام فقط، ليخرج في اليوم الرابع ويخلع الكمامة أمام عدسات الكاميرا، مما أثار زوبعة من الانتقادات.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته لبيروت، وحسب تحليلات تفيد بأنه وجه رسائل سياسية إلى الطبقة السياسية في لبنان، حين تفقد العاصمة بيروت حيث ضرب إنفجار كبير المرفأ، مشى في الأحياء وعانق بعض السكان واستمع إلى آرائهم، هذا قبل إعلان إصابته بفيروس كورونا بأسابيع. بينما أثناء لقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون تجنب عناقه ومصافحته ووضع الكمامة.

واصل رئيس البرازيل جايير بولسونارو مصافحة مناصريه وعناقهم في الشوارع بعد إصابته بفيروس كورونا مفضلًا استمرار النشاط الاقتصادي كأولوية

وأثناء تحدث ماكرون أمام طلاب إحدى المدارس أصابته نوبة من السعال، فخلع الكمامة وشرب المياه ثم وضع كمامة جديدة في الحال. وبدى وكأن الرئيس ماكرون متقيد بالإجراءات الطبية حيث أكمل خطابه مرتديًا كمامته. وكانت بيروت على موعد مع زيارة لماكرون في شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري في محاولة لرأب الصدع السياسي في لبنان ومحاولة تحقيق خرق لتشكيل الحكومة، لكن إصابته بفيروس كورونا جعلته يؤجل كل رحلاته، مما سينعكس سياسيًا على الأوضاع في لبنان لناحية المراوحة الحكومية.

اقرأ/ي أيضًا: وصول عدد الصحفيين المعتقلين خلال سنة 2020 إلى رقم قياسي جديد عالميًا

أما الرئيس البرازيلي "جايير بولسونارو" فقد واجه هجومًا حادًا بسبب تجاهله لمخاطر فيروس كورونا ووصف الوباء بـ"الإنفلونزا البسيطة"، وأضاف "كلنا سنموت في النهاية"، وواصل مصافحة مناصريه وعناقهم في الشوارع مفضلًا استمرار النشاط الاقتصادي كأولوية. وفي رد أدلى به على أحد المتسائلين عن ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس في البرازيل قال بولسونارو "ماذا تريديني أن أفعل؟ أنا لا يمكنني أن أقوم بالمعجزات".

 في ذات السياق يحضر مثال  طبيب الأسنان السابق قربان غولي موخميدوف رئيس تركمانستان، الذي تجاهل خطورة الوباء وأصدر تعليمات بضرورة "تبخير" البيوت والسكان باستخدام نبتة وبذور "الحرمل المقدسة". وقال أن "الدخان الناتج من حرق الحرمل وسيلة تمنع مرور الفيروسات إلى جسم الإنسان!". وتابع موخميدوف نشاطاته بشكل طبيعي ونظم المهرجانات العديدة وقد طالته السخرية بسبب سلوكه، في الوقت الذي ما زال ينكر أن كوفيد-19 وصل إلى أراضي تركمانستان كما منع استخدام كلمة كورونا في بلاده، بينما أثيرت الشبهات حول إمكانية أن يكون هذا الرئيس قد أصيب فعلًا بالفيروس. 

وفي بيلاروسيا صرح الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالقول أن فيروس كورونا "هوس عقلي"، وأضاف "لا يوجد فيروسات هنا. نحن في ثلاجة، والثلج مع رياضة الهوكي على الجليد أمر ممتاز للصحة" وفق مقال نشرته صحيفة الفاينانشيال تايمز. وفي تصريح آخر قال "الفودكا وحمامات الساونا خير دواء لهذا الفيروس". أما رمضان قديروف، الزعيم الشيشاني فصرح للإعلام بالقول "من لديه صحة جيدة لن يتأثر بالمرض، ومن لديه مشكلات صحية لن يستطيع مواجهة المرض". ودعا الشيشانيين إلى تناول المزيد من الثوم لتقوية المناعة. وفي تصريح آخر مناقض قال "الشخص الذي لا يلتزم التعليمات الوقائية وينقل العدوى لغيره، يجب أن يقتل".

هذه مجرد أمثلة من بين حالات كثيرة لإصابة قادة دول وحكومات وأصحاب رتب رسمية رفيعة بفيروس كورونا، أو الاشتباه بإصابتهم وسط تعتيم إعلامي، أو تعقيبهم عليه، تفصح في مجملها عن حالة من اختلاق المبررات والحجج الخطابية أمام المسؤوليات الحقيقية لهؤلاء. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

تعرفوا على أهم التغريدات وأكثر الوسوم انتشارًا عبر تويتر في 2020

عام 2020 الأخطر على الحريات الصحافية في الصين