15-فبراير-2023
getty

إبراهيم رئيسي هو أول رئيس إيراني يزور الصين منذ 20 عامًا وبدعوة من الرئيس الصيني (Getty)

وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين، يوم الثلاثاء، في زيارة تستمر لثلاثة أيام رفقة وفد إيراني رفيع، والتقى رئيسي فور وصوله في نظيره الصيني شي جين بينغ، حيث بحثا آلية تنفيذ الوثيقة الإستراتيجية التي وقّعتها طهران وبكين عام 2021 لمدة 25 عامًا، بالإضافة لقضايا أخرى تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني والتعاون العسكري بين البلدين.

وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين، يوم الثلاثاء، في زيارة تستمر لثلاثة أيام رفقة وفد إيراني رفيع، والتقى رئيسي فور وصوله في نظيره الصيني شي جين بينغ

ويرافق رئيسي في زيارته لبكين التي وصفت بالهامة كلًا من وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، ومساعده للشؤون السياسية علي باقري، بالإضافة لوزير الاقتصاد إحسان خاندوزي، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الصناعة والمناجم والتجارة رضا فاطمي أمين، ووزير الزراعة جواد ساداتي نجاد، ووزير الطرق والإسكان مهرداد بذرباش، ومحافظ البنك المركزي  الإيراني محمد رضا فرزين.

وبحسب مراقبين إيرانيين فإن تركيبة الوفد المرافق للرئيس الإيراني تعكس الأهمية الاقتصادية لهذه الزيارة التي يمكن القول وفق عدة مصادر إيرانية أن أولويتها اقتصادية بدرجة أولى، حيث من المنتظر أن يوقع الجانبان الصيني والإيراني خلال هذه الزيارة اتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والنقل والبنى التحتية والاتصالات والأمن. 

getty

علمًا بأن الطرفين الإيراني والصيني وقّعا "خلال السنوات القليلة الماضية 20 وثيقة تعاون في مجالات النقل وخاصة النقل بالسكك الحديدية والطاقة والبنى التحتية بقيمة حوالي 12 مليار دولار"، وتهدف الزيارة الحالية لرئيسي إلى تفعيل تلك الاتفاقيات.

وفي كلمة للرئيس الصيني بمناسبة زيارة نظيره الإيراني، قال شي جين بينغ إن الصين "تدعم إيران فيما يتعلق بحماية حقوق إيران المشروعة، وتشجع على التوصل إلى حل سريع ومناسب للقضية النووية الإيرانية"، مردفًا القول إن بلاده"ستواصل المشاركة البناءة في المفاوضات بشأن استئناف الاتفاق النووي الإيراني"، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

على الطرف الإيراني، كان إبراهيم رئيسي قد نشر مقالًا بمجلة الشعب الحكومية قبيل وصوله إلى بكين حمل عنوان: "الأصدقاء القدامى أفضل شريك لمستقبل مشرق"، أكّد فيه رئيسي "عزم حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية النهوض بالشراكة الإستراتيجية على الصعيدين السياسي والاقتصادي مع بكين".

وفي ذات الصدد أدلى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بتصريحات تثمن الزيارة إلى الصين التي قال إنها "الشريك التجاري الأول لإيران"،  مردفًا القول: "زيارة رئيسي إلى بكين ترمي إلى تعزيز علاقات بلدين على شتى الصعد لا سيما في المجال الاقتصادي، الذي تمثل الاتفاقية الشاملة الموقعة بين طهران وبكين خارطة طريقه".

وأعلن كنعاني أن الزيارة الحالية "ستوفر أرضية لتنفيذ الاتفاقية بعيدة المدى وهناك وثائق واتفاقيات سوف يتم توقيعها في هذا الإطار".

getty

لكن ثمة مجموعة من العقبات تواجه تفعيل الاتفاقيات السابقة واللاحقة، خاصة العقوبات والقيود المالية على مبادلات إيران المالية وإعادة عوائد صادراتها إلى داخل البلاد، ويبدو أن اصطحاب وزير الاقتصاد ومحافظ المركزي الإيراني، يهدف إلى محاولة التغلب على تلك الإشكالات بالإضافة إلى أزمة شح العملة الصعبة.

هذا فيما يخص الجانب الاقتصادي للزيارة، لكن للزيارة أيضا جانب يتعلق بالتعاون العسكري، وفي هذا الصدد كشفت عدة مصادر إيرانية رفيعة عن "صفقة مرتقبة" لشراء المُسيّرات الإيرانية من طرف بكين، وسبق لمسؤول إيراني كبير أن وصف بكين بأنها أحد عملاء طهران الرئيسيين فيما يخص الطائرات المُسيّرة، كاشفًا عن عزم طهران تزويد شريكها الصيني بـ15 ألف طائرة مُسيّرة.

ذات المعلومة  نقلتها وكالة إرنا الرسمية عن كبير مستشاري وزير الاستخبارات الإيرانية الذي قال إن "قدرات إيران العسكرية بلغت حدا جعل الصين تستعد لشراء 15 ألف طائرة مسيّرة من طهران" مشيرا إلى وجود زبائن للمسيّرات الإيرانية في 90 دولة".

وقالت الصين إنها مستعدة لتعميق التعاون مع إيران في التجارة والزراعة والصناعة والبنية التحتية وكذلك لاستيراد المزيد من المنتجات الزراعية الإيرانية عالية الجودة، مع العلم أن الصين هي أكبر شريك تجاري لإيران.

زيارة رئيسي الأولى للصين، والتي جاءت بدعوة من الرئيس الصيني، تهدف أيضًا إلى الانتهاء من آليات تفعيل الصفقة التي تبلغ مدتها 25 عامًا. وقال نائب رئيس مكتب الرئيس محمد جمشيدي، في مقابلة متلفزة مساء الأحد، "إننا بعد إقامة تعاون اقتصادي واسع النطاق مع الصين، إطاره هو وثيقة التعاون الإيرانية الصينية الشاملة، قمنا بتطوير آليات تطبيق الاتفاق الشامل بين إيران والصين، والذي كان صفقة على الورق في بداية هذه الإدارة، وستتم متابعة إنهاء الاتفاقية خلال هذه الرحلة".

وتعتمد إيران بشكلٍ متزايد على الصين لإنقاذ اقتصادها الذي يعاني بسبب العقوبات الأمريكية، ويظهر ذلك في القفزة التي شهدتها واردات الصين من النفط الإيراني، حيث وصلت إلى 1.2 مليون برميل يوميًا في المتوسط ​​في كانون أول/ ديسمبر، بزيادة أكثر من 130% عن العام السابق.

وقالت وكالة أنباء الإيرانية، إنه بعد اجتماع رئيسي البلدين، وقع مسؤولون من الصين وإيران 20 اتفاقية تعاون تشمل إدارة الأزمات والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

getty

وكتب رئيسي في مقالاته المنشورة بالصينية، أن احتياطيات النفط الوفيرة في إيران وتكاليف الإنتاج المنخفضة يمكن أن تساعد في تعزيز الشراكة بين البلدين.

كما أن الزيارة تهدف إلى التخفيف من التوترات، التي تلت زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية في كانون أول/ ديسمبر المنصرم، وما جاء في البيان الختامي للزيارة حول قضية الجزر التي تسيطر عليها إيران في الخليج العربي، وتختلف عليها مع الإمارات.

وزيارة رئيسي، تعتبر أول زيارة لرئيس إيراني إلى الصين، منذ 20 عامًا، وثاني لقاء يجمع رئيسي في نظيره الصين، بعد اللقاء في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان في عام 2021.

كتب رئيسي في مقالاته المنشورة بالصينية، أن احتياطيات النفط الوفيرة في إيران وتكاليف الإنتاج المنخفضة يمكن أن تساعد في تعزيز الشراكة بين البلدين

يشار إلى أن إيران أكملت إجراءاتها القانونية الرسمية للانضمام إلى اتفاقية شنغهاي للتعاون، يوم الإثنين الماضي، ولا تنفصل الزيارة، عن التحالفات النامية في العالم، نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث تظهر تحالفات تتعزز بشكلٍ أكبر في العالم، من بينها توثيق العلاقة بين بكين وطهران.