21-نوفمبر-2017

أبطال فضيحة التطبيع السعودي والإماراتي مع إسرائيل (ألترا صوت)

كشف مؤخرًا وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، عن أنّ دولًا عربية، من بينها السعودية، تقيم علاقات سريّة مع بلاده، وقبلها بأيام خرج قائد الأركان الإسرائيلي غازي إيزنكوت في أوّل تصريح من نوعه لموقع "إيلاف" السعودي، ليصرّح بأن هناك "توافق تامّ" بين بلاده والسعودية، وذلك دون نسيان ما كشفه مسؤول إسرائيلي عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تل أبيب سرّا.

تنتقل السعودية والإمارات بعلاقاتهما مع إسرائيل من السرية إلى العلن بتصريحات لمسؤول إسرائيلي لموقع إيلاف السعودي 

لتكشف هذه التطوّرات المتلاحقة عن اتجاه نحو إخراج العلاقات الإسرائيلية مع أنظمة عربية، وتحديدًا السعودية والإمارات، من طور السريّة إلى العلنية، ولعلّه تندرج هذه الخطوات ضمن مرحلة تنفيذ مبادرات "حسن النية" بين الطرفين، في إطار الخطة الأمريكية الإسرائيلية السعودية للمرحلة القادمة في الشرق الأوسط، وفق اتفاق بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي وصهره جارد كوشنر، كما كشفته تسريبات صحيفة التايمز البريطانية، عن هذا الاتفاق، في إطار ما باتت تُسمّى "صفقة القرن"!

اقرأ/ي أيضًا: فضيحة محمد بن سلمان الجديدة.. الملك المنتظر زار تل أبيب سرًا

غير أنه رغم حرص السعودية والإمارات على إخفاء علاقاتها مع إسرائيل، على الأقل فيما سبق، وبما أنها تستعدّ الآن لكشف التطبيع من الكواليس إلى العلن؛ ظهرت عديد الشخصيات البارزة، منذ عديد السّنوات، في مسلسل التطبيع السعودي والإماراتي مع إسرائيل، فمن هي؟

1. تركي الفيصل.. أمير اللقاءات السعودية مع الإسرائيليين

تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السعودية لنحو ربع قرن (من 1977 إلى 2001)، ومن ثمّ سفير السعودية في بريطانيا وبعدها الولايات المتحدة؛ يعتبر من أبرز الشخصيات التي انطلقت في مسلسل التطبيع السرّي مع إسرائيل، بحكم نشاطه في الميدان الاستخباراتي والديبلوماسي، فهو أكثر الأمراء الذي لا يتردّد في الظهور علانية مع مسؤولين إسرائيليين.

في 2010 وضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن، انتشر مقطع فيديو شهير لمصافحة الأمير تركي الفيصل لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني إيالون، وقد تدارك وقتها الأمير السعودي بأن "المصافحة لا تعني اعترافًا بإسرائيل"، غير أن الوقائع اللاحقة أكدت أن المصافحة كانت -على الأقل- مؤشرًا للودّ الخفيّ بين السعودية وإسرائيل.

ففي آيار/مايو 2016، انتظم حوار ثنائي بين تركي الفيصل وهو شقيق سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودية السابق، مع الجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، تحت رعاية معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو ما أكد على عدم التحرّج السعودي من اللقاءات المباشرة مع الإسرائيليين. وسبق وأن نشر موقع إسرائيلي مقابلةً خاصّةً مع عميدرور قال فيه بأنّ الأمير تركي قال له في إحدى لقاءاتهما: "إنّه مع الأموال العربيّة والعقل الإسرائيليّ يُمكننا أنْ نُغيّر الشرق الأوسط تمامًا إلى الأفضل".

ولعلّ آخر لقاءات ابن فيصل مع الإسرائيليين، هو ذلك الذي انعقد في شهر تشرين الأول/أكتوبر المنقضي ضمن منتدى السياسة الإسرائيلية بمعبد يهودي في واشنطن، في إطار ندوة مع أفراييم هلفيي مدير جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، وقد أعرب الأمير السعودي، وقتها، عن امتنانه لوجوده لأول مرة في معبد يهودي، وتحدث عن أمله في ألا تكون الأخيرة!

2. أنور عشقي.. السفير السعودي السري لإسرائيل؟

حين الحديث عن التطبيع السعودي الإسرائيلي، دائمًا ما يُشار إلى أنور عشقي، وهو ضابط سابق في الاستخبارات السعودية، سبق وأن عمل مستشارًا بالمجلس الوزراء السعودي، فيما يرأس اليوم مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالشرق الأوسط، والذي يُرجّح أنه واجهة أكاديمية للقنوات السعودية السريّة، ومنها تحديدًا بخصوص العلاقات مع الإسرائيليين.

ظهر اللواء السعودي في عديد اللقاءات العلنية مع مسؤولين إسرائليين، منها لقاء في مقرّ الخارجية الإسرائيلية في حزيران/يونيو 2015، التقى خلاله دور غولد مدير عام الوزارة، والذي للطرافة هو صاحب كتاب "مملكة الكراهية: كيف دعمت المملكة العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد". وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن ذلك اللقاء هو الخامس بين الرجلين. وبعد سنة، في حزيران/يونيو 2016، جرى لقاء علني آخر بينهما وذلك في سلسلة لقاءات مشتركة بين الرجلين يُرجح أنها كانت بالتنسيق مع السلطات الرسمية السعودية.

تمتد العلاقات بين الإمارات وإسرائيل لسنوات خلت، إذ جمع لقاء سري بين وزير الخارجية الإماراتي و نتنياهو في 2012

وقد صرّح عشقي، في حزيران/يونيو الماضي، لقناة ألمانية، أن "العالم الإسلامي سيطبّع مع إسرائيل إذا طبّعت السعودية"، مُعتبرًا أن تطبيع العلاقات رهين الموافقة على المبادرة العربية. غير أن هذا السقف المُعلن يخالف الواقع، إذ قامت السعودية فعلًا بتطبيع العلاقات عبر لقاءات عشقي شبه الرسمية مع المسؤولين الإسرائليين، فيما لم تكن التصريحات الأخيرة وتحديدًا اعتراف وزير الطاقة الإسرائيلي بالتنسيق المباشر مع السعوديين على المستوى الأمني، إلا تأكيدًا على أن التطبيع قد تمّ، وما القادم إلا إخراجه للعلن. وأما الحديث عن المبادرة العربية والسعي لمقايضة العلاقة مع إسرائيل بحقوق الفلسطينيين، ما هو إلا ذرّ رماد على الأعين لم يعد يصدّقه أحد.

عشقي في إسرائيل بصحبة أعضاء بالكنيست (تايمز الإسرائيلية)
عشقي في إسرائيل بصحبة أعضاء بالكنيست (تايمز الإسرائيلية)

3. عبد الله بن زايد.. ماضٍ من اللقاءات السرية

عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، وشقيق ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن زايد، يظهر كأحد أكثر الشخصيات الإماراتية دفعًا لتطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل، حيث كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير لها في شهر تموز/يوليو الماضي، عن لقائه بصفة سرية، برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على هامش أعمال الجمعية العامّة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2012. وكشفت الصحيفة الإسرائيلية وقتها، أن ابن زايد والذي كان سفير الإمارات في واشنطن، قد توجه إلى جناح نتنياهو في فندق بنيويورك خلسة، عبر باب موقف السيارات، حتى لا يراهما أحد!

اقرأ/ي أيضًا: في إثبات صهيونية ابن زايد وعياله

ولعلّ تودّد عبد الله بن زايد للإسرائيليين يعود إلى زمن سابق، حيث ورد في إحدى برقيات ويكيليكس تعود لسنة 2009 أن وزير الخارجية الإماراتي يمتلك علاقات شخصية جيدة مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني.

ابن زايد الذي سخر منه روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحه بأن "هواية قطر رسم الحزن في وجوه الناس"، وذلك خلال ندوة صحفية لوزراء خارجية دول الحصار قبل أشهر، أثبت أن هوايته، وهواية بلاده، هي التطبيع مع الإسرائيليين!

4. يوسف العتيبة.. صديق اللوبي الصهيوني في واشنطن

كشفت التّسريبات المتتالية للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، عن دوره في ربط علاقات مباشرة مع الإسرائيليين والمؤسسات الصهيونية، ومن بينها مؤسّسة "الدّفاع عن الديمقراطيات" اليمينية الموالية لإسرائيل، وكذا معهد واشنطن، المعروف كذلك بتوجّهاته الصهيونية. حيث تواصل العتيبة مع الجنرال الإسرائيلي عوزي روبين، وهو عميد سابق وقائد نظام القبة الحديدية الإسرائيلية خلال الحرب على غزة سنة 2012، وتضمنت المراسلات تقييمًا لأضرار الحرب. وسبق وأن شارك يوسف العتيبة وزير خارجيته عبد الله بن زايد في اللقاء السرّي مع بنيامين نتنياهو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2012.

ويعود مسلسل التطبيع الإماراتي الإسرائيلي إلى سنوات عديدة، حيث كشفت وثائق ويكيلكس عن تعاقد أبوظبي مع شركة "إيه جي تي" الأمنية الإسرائيلية لتأمين مرافق النفط والغاز، كما استضافت الإمارات منتخب الجودو الإسرائيلي سنة 2010، بالتزامن مع اغتيال الموساد لمحمود المبحوح.

وفي كانون الأوّل/ ديسمبر 2016، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت النقابَ عن مساهمة شركة إماراتية في تصنيع سفن حربية لتسليح الجيش الإسرائيلي، مشيرةً إلى أن "أبو ظبي تعمل بذلك في خدمة الجيش الإسرائيلي". ولعلّ آخر شواهد التطبيع الاماراتي والإسرائيلي هو ما كشفته صحيفة معاريف قبل أسابيع بأن طائرة خاصة كانت تنقل جنرالات إسرائيليين كبارًا بشكل دوري إلى إمارة أبوظبي، لعقد صفقات السلاح.

غير أن دور العتيبة تجاوز ربط العلاقات مع الاسرائيليين إلى تقديم مقترحات لحمايتها من حملة المقاطعة الدولية لاسرائيل، حيث كشفت آخر التسريبات أن العتيبة دعا المبعوث الأمريكي السابق الموالي بطبعه لإسرائيل دينيس روس إلى فرض عقوبات على قطر لدعمها لحركة المقاطعة الدولية.

5. محمد دحلان.. وهل يخفى عرّاب التطبيع مع إسرائيل؟!

محمد دحلان قائد الأمن الوقائي الفلسطيني السّابق في قطاع غزة، والمستشار الأمني لولي العهد الإماراتي محمد بن زايد وعرّاب مؤامراته في المنطقة العربية، هو القناة الخفيّة وحلقة التواصل بين الإماراتيين والإسرائيليين، حيث تجمع دحلان علاقات وطيدة بالقيادات الأمنية والسياسية الإسرائيلية، لاشك أنها عبّدت طريق الوصل بين أبوظبي ومن ثمّ الرّياض مع تل أبيب.

كشف موقع فرنسي متخصص في الشؤون الاستخباراتية عن أن دحلان يتولى مهمة التنسيق السري بين المخابرات الإماراتية والإسرائيلية

وقد سبق وأكد موقع "أنتيليجنس أونلاين"، وهو موقع فرنسي موثوق ومتخصّص في الشؤون الاستخباراتية، أن محمد دحلان هو من يتولّى مهمة التنسيق بين جهاز استخبارات الإمارات بالاستخبارات الإسرائيلية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تسريبات: إسرائيل تدعم السعودية لتأجيج الخلاف في لبنان

التطبيع مع إسرائيل بأموال النفط وملوك الطوائف