25-فبراير-2023
getty

قبل أسابيع اتهمت رئيسة مولدوفا روسيا بمحاولة تنظيم انقلاب في بلادها (Getty)

حذرت وزارة الخارجية الروسية، يوم الجمعة، الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا من اتخاذ أي خطوة طائشة بخصوص إقليم ترانسنيستريا في مولدوفا. 

اتهمت رئيسة مولدوفا مايا ساندو، السلطات الروسية، الأسبوع الماضي، بالتخطيط لانقلاب يهدف للإطاحة بالحكومة

وجاء في البيان الصادر عن الوزارة "علمًا بما رصدته وزارة الدفاع الروسية من حشد للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية بالقرب من الحدود الأوكرانية مع إقليم ترانسنيستريا، ونشر المدفعية في مواقع إطلاق النار، فضلًا عن الزيادة غير المسبوقة في تحليق المُسيّرات الأوكرانية فوق أراضي ترانسنيستريا، نحذر الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الناتو ومن تحت وصايتهم من الأوكرانيين، من أي خطوات طاشة جديدة"، وفق تعبيرها. 

وأكد البيان أن "موسكو ثابتة في تأييدها لحل أي قضايا من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي لأحد أن يساوره أدنى شك في أن القوات المسلحة الروسية سترد بشكل مناسب على استفزازات نظام كييف، إن وقعت، وستضمن حماية مواطنينا، وقوات حفظ السلام الروسية، وأفراد المجموعة العملياتية للقوات الروسية والمستودعات العسكرية في منطقة كالباسكا في إقليم ترانسنيستريا". وشدد البيان على أن "أي عمل يشكل تهديدًا لأمنهم ستعتبره موسكو بمثابة هجوم مباشر على روسيا، وفقًا للقانون الدولي"، على حد قولها.

وكانت وكالة أنباء "تاس" الروسية، قد نقلت عن وزارة الدفاع الروسية، بأن أوكرانيا تخطط للقيام بعمل في منطقة إقليم ترانسنيستريا في المستقبل القريب، موضحًا: "ستقوم به وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية بمشاركة تشكيل آزوف القومي المحظور في الاتحاد الروسي، والذي يعتبر كمنظمة إرهابية في روسيا"، على حد قولها. 

وأوضحت الوزارة، أن "المخطط  يتمثل بشن هجوم مزعوم للقوات الروسية من أراضي ترانسنيستريا"، زاعمةً أن الجيش الأوكراني يخطط للقيام بذلك من خلال ارتداء أزياء الجيش الروسي، وقالت الوزراة: إنها "تراقب الوضع عن كثب على الحدود بين أوكرانيا وترانسنيستريا، ومستعدة للرد على أي تغييرات في الوضع". 

getty

كما نقلت وكالة أنباء تاس عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين قوله، إنَّ "الغرب أصدر تعليماته لحكومة كيشيناو بوقف أي تفاعل مع إدارة ترانسنيستريا"، المدعومة من موسكو.

واتهمت رئيسة مولدوفا مايا ساندو، السلطات الروسية، الأسبوع الماضي، بالتخطيط لانقلاب يهدف للإطاحة بالحكومة، وجر ترانسنيستريا إلى الحرب، وهو ما نفته روسيا. وبادرت الرئيسة المولدوفية إلى ترشيح رئيس وزراء جديد هو دورين ريسين.

ودعا ريسين، فور تعيينه إلى انسحاب القوات الروسية من إقليم ترانسنيستريا، مما أثار غضب الكرملين، الذي رد على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف الذي قال، إن على "نظرائنا في مولدوفا أن يكونوا حذرين للغاية في تصريحاتهم".

يذكر أنه بعد شهرين من قيام روسيا بغزو أوكرانيا، وقع انفجاران في منشأة للاتصالات قرب الحدود بين مولدوفا وأوكرانيا، مما تسبب في تدمير برجين للاتصال في ترانسنيستريا وتعطلهما. وحدث الانفجاران في مدينة ماياك، التي تبعد 12 كلم، عن الحدود مع أوكرانيا، ولم ينجم عنهما أي إصابات، سوى الأضرار المادية، كما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

يشار إلى أن إقليم ترانسنيستريا أو ترانسدنيستريا، أو ما يعرف  بـ"جمهورية بريدنيستروفيا المولدوفية"، هو جيب صغير يقع بين الضفة الشرقية لنهر دنيستر، وحدود مولدوفا مع أوكرانيا. 

ويبلغ عدد سكانه  حوالي 470 ألف نسمة، غالبيتهم من أصول أوكرانية وروسية. وتعود جذور الصراع في الإقليم إلى عام 1990، حين أعلن استقلاله عن جمهورية مولدوفا، اندلعت على إثره اشتباكات محدودة في منطقة دوبوساري. 

وفي آذار/ مارس 1992 تطور الأمر  إلى نزاع مسلح شامل بين الحكومة المولدوفية والانفصاليين. وبعد تدخل موسكو، جرى وقف لإطلاق النار، وتم التوقيع على اتفاق "مبادئ تسوية النزاع المسلح في إقليم ترانسنيستريا  بجمهورية مولدوفا"، وكجزء من  الاتفاق، تشرف لجنة مراقبة مشتركة ثلاثية الأطراف تتكون من روسيا ومولدوفا وترانسنيستريا، على الترتيبات الأمنية في المنطقة منزوعة السلاح، والتي تضم عشرين منطقة على جانبي النهر. وإرسال قوات حفظ سلام روسية إلى المنطقة، ولا تزال مجموعة تابعة لها مرابطة حتى يومنا هذا، ويقدر عددها بـ 1500 جندي. 

وفي عام 2018 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة،  قرارًا يقضي بانسحاب قوات حفظ السلام الروسية، إلا أن سلطات إقليم "ترانسنيستريا"، رفضت القرار، واعتبرته وزارة الخارجية الروسية  "استفزازًا".

إقليم ترانسنيستريا أو ترانسدنيستريا، أو ما يعرف  بـ"جمهورية بريدنيستروفيا المولدوفية"، هو جيب صغير يقع بين الضفة الشرقية لنهر دنيستر، وحدود مولدوفا مع أوكرانيا

وفي عام 2020، أكدت رئيسة مولدوفا مايا ساندو، أن تسوية النزاع  في إقليم ترانسنيستريا يتطلب استبدال قوات حفظ السلام الروسية ببعثة المراقبين المدنيين من "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".