19-يناير-2023
gettyimages

المحتجون يطالبون باستقالة الرئيسة وعقد انتخابات مبكرة (Getty)

انطلقت مظاهرات جديدة في البيرو تستمر ليومين الأربعاء والخميس، ضمن موجة الاحتجاجات المستمرة منذ شهر كانون أول/ ديسمبر من العام الماضي، إثر عزل واعتقال الرئيس المنتخب بيدرو كاستيلو، وتعيين نائبته رئيسةً للبلاد. 

انطلقت مظاهرات جديدة في البيرو تستمر ليومين الأربعاء والخميس، ضمن موجة الاحتجاجات المستمرة منذ شهر كانون أول/ ديسمبر من العام الماضي

وتطالب الاحتجاجات الجديدة، بثلاثة مطالب رئيسية وهي استقالة الرئيسة دينا بولارت، وإجراء انتخابات مبكرة، وحل الكونغرس، وتعتبر المظاهرات الحالية استمرارًا لاحتجاجات انطلقت في البلاد مع عزل الرئيس اليساري بيدرو كاستيلو في السابع من كانون الأول/ديسمبر الماضي من طرف الكونغرس الذي حاول الرئيس المعزول حلّه، إثر محاولة التحقيق مع الرئيس حول علاقته  في قضايا فساد.

وكانت الرئيس المعزول، قد اعتبر الكونغرس المحسوب على اليمين إجمالًا يحاول تعطيل عمله، وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس حلّ الكونغرس، قام الأخير بعزل كاستيلو واعتقلته الشرطة. ومنذ ذلك الحين تشهد البيرو موجةً من المواجهات قتل فيها حوالي 50 شخصًا.

getty

ويوم أمس الأربعاء، تجمع آلاف المتظاهرين، معظمهم من المناطق الجنوبية، في العاصمة ليما حسب وكالتيْ فرانس برس والأناضول، وقام المتظاهرون بحسب تلك المصادر بإغلاق "أكثر من 100 طريق، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور".

وكانت الحكومة البيروفية أعلنت الأحد الماضي، عن حالة طوارئ لمدة 30 يومًا في عدة مناطق بالبلاد بينها العاصمة ليما، ومدن كوسكو، وكالاو وبونو. كما قامت الحكومة يوم الثلاثاء بحظر التجول في إقليم بونو جنوب البيرو، عقب "اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن خلفت 18 قتيلًا، الإثنين الماضي".

وفي هذا الصدد تشير إحصائيات غير رسمية إلى سقوط 50 شخصًا وإصابة أكثر من 700 آخرين بجروح في المظاهرات، فيما أقرّت الحكومة بسقوط 42 شخصًا في الاحتجاجات. وتتهم منظمات حقوقية الشرطة باستخدام قوة غير متناسبة لتفريق المظاهرات والعنف المفرط.

وكانت النيابة العامة البيروفية، قد أعلنت قبل أيام عن فتحها تحقيقًا أوليًا، بحقّ رئيسة الجمهورية دينا بولوارت وعدد من أركان حكومتها بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، بعد مقتل العشرات خلال قمع قوات الأمن تظاهرات مناهضة للحكومة.

مطالب المحتجّين

يرفع المحتجون 3 مطالب أساسية هي استقالة الرئيسة الحالية التي يصفونها بغير الشرعية دينا بولورات وإطلاق سراح الرئيس كاستيلو وحل مجلس البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة سابقة لأوانها.

ويتوقع المتابعون أن تستقطب الاحتجاجات أعدادًا كبيرةً، خاصةً أن أعداد الذين وصلوا إلى العاصمة ليما تجاوز الآلاف، بعضهم بدأ فعلًا الاعتصام بساحة سان مارتن.

getty

وتفاعلًا مع دعوات المحتجين وتوافدهم على العاصمة ليما دعت الرئيسة دينا بولوارت المحتجين إلى الهدوء، وقالت خلال كلمة ألقتها، يوم الثلاثاء، في المحكمة الدستورية: "نعلم أنهم يريدون القدوم إلى ليما، بسبب كل ما ينشر على الشبكات الاجتماعية يومي 18 و19. يمكنهم المجيء إلى ليما، ولكن بسلمية وهدوء".

مضيفةً القول: "أنا في انتظارهم حتى أتحدث عن أجنداتهم الاجتماعية"، محذّرة من أنّ "دولة القانون لا يمكن أن تخضع لأهواء" مجموعة معيّنة حسب ما نقلته عنها وكالة فرانس برس. يشار إلى أن أحزابا سياسية عدة واتحادات نقابية مختلفة دعت إلى إضراب وتجمّع حاشد في ليما الخميس مناصرة للمحتجين والمتظاهرين.

تغرق البيرو في أزمات مستمرة، حيث أن نصف السكان يفتقرون للوصول المنتظم للتغذية الكافية

ويتظاهر أنصار كاستيلو في المناطق الجنوبية تحديدًا، وهي مناطق ريفية فقيرة، ويتواجد فيها السكان الأصليين، وتتصاعد مطالبهم مع الوقت. وتغرق البيرو في أزمات مستمرة، حيث أن نصف السكان يفتقرون للوصول المنتظم للتغذية الكافية، كما أن البلاد ما تزال تعاني من كورونا، ولديها إلى معدل وفيات للفرد في العالم.