05-يوليو-2018

البرازيلي رونالدو يقود البرازيل لنيل مونديال 2002 (Getty)

يبدو أنّ هذا المونديال برازيلي المصير، هكذا يريده عشاق السامبا، ومن الممكن أن يكون كذلك، فاحتمال أن يقع البرازيل ضحية مفاجآت مونديال روسيا غير وارد تاريخيًا، فلطالما كان السيلساو صديق المفاجآت ومستثمرها الناجح. 

 تقدّم البرازيل أحد أفضل مستوياتها منذ عقد على الأقل، وتمضي مسيرة الفريق  برتم تصاعدي

 تقدّم البرازيل أحد أفضل مستوياتها منذ عقد على الأقل، وتمضي مسيرة الفريق الذي حمل 5 ألقاب موندياليّة برتم تصاعدي، فبدأ البطولة  بتعادل مخيّب مع سويسرا، و فاز بشق الأنفس على كوستاريكا في الجولة الثانية، وشهد أداء الفريق تحسناً كبيراً في الجولة الثالثة أمام صربيا ، قبل أن يتميّز بالانتظام وتناغم الخطوط والإمتاع أمام المكسيك في دور الستة عشر.

اقرأ/ي أيضًا: السامبا تنثر سحرها في كأس العالم.. وعقدة دور الـ16 تطيح بالمكسيك

 وصل المنتخب البرازيلي إلى ربع النهائي ليقابل بلجيكا وهذا الوصول رقم 15 من أصلا 21 مشاركة في المونديال وهو المنتخب الوحيد الذي لم يغب أبداً عن العرس العالمي، لكن التاريخ يقول إن منتخب السليساو لم يقارع الكبار كثيراً ولم يرقص السامبا معهم إلا قليلاً.

في كأس العالم 1958 لم يحضر مع البرازيل في المربع الذهبي إلا ألمانيا الغربية كدولة سبق لها أن توجت بلقب 1954، في وقت كان السيليساو يفتش عن لقبه الأول، إضافة لفرنسا التي كان هذا وصولها الأول إلى نصف النهائي ولم تكن بعد قد دخلت في نادي حاملي كأس العالم، ومعهم السويد الدولة المنظمة، والتي يعد لعبها للنهائي آنذاك أفضل ما حصدته في تاريخها الكروي حتى الآن.

 أما في كأس العالم 1962 غاب جميع الكبار وحضرت منتخبات كانت تصنف بـ"المجتهدة" إلى مربع الذهب هي تشيكوسلوفاكيا وتشيلي ويوغسلافيا، وقتها توج البرازيل بلقبه الثاني في تاريخه والثاني على التوالي .

اقرأ/ي أيضًا: قصة كأس العالم 1974.. نهاية أسطورة اسمها البرازيل

 في مونديال 1994 لم يتوهج كبار اللعبة أيضًا، فالأرجنتين وصيفة البطل ودعت المونديال بعد تأثرها بفضيحة مارادونا، والمانيا البطلة سقطت أمام حصان البطولة الأسود منتخب بلغاريا، أما فرنسا فلم تكن متأهلة أصلا وبهذا لم يكن ليقارع السيلساو أحد إلا إيطاليا، والتي رافقته إلى النهائي، بعد مربع ذهبي شاركت فيه السويد وبلغاريا، وحققت به الأخيرة أفضل إنجازاتها على مر التاريخ.

مونديال 2002 كان له الحال ذاته، تضعضع الكبار، وغادرت إيطاليا أمام كوريا وفعلت ذلك إسبانيا، وخرجت الأرجنتين من الدور الأول، وكذلك حاملة اللقب فرنسا، ولم يأتِ إلى نصف النهائي بجانب البرازيل إلا ألمانيا، في أكثر أداء هزيل لها قبل مونديال روسيا ، إضافة إلى مفاجأتي البطولة كوريا الجنوبية المستضيفة ومنتخب تركيا في عصره الذهبي، ما يدلنا أنه في كل تتويج لمنتخب البرازيل هناك حصان أسود أو أكثر يبلغ مربع الكبار.

اقتربت البرازيل كثيرًا من اللقب، ومنطقيًا لم يبق أمامها عقبة سوى المنتخب الفرنسي

الاستثناء الوحيد كان مونديال 1970 والذي أثمر مربعاً لحملةِ الألقاب، المانيا المتوجة مرة آنذاك وإيطاليا صاحبة اللقبين والأوروغواي صاحبة اللقبين أيضا ولعل ذلك ما يجعل جيل السبعينات في البرازيل من الأجيال التي لا تنسى. 

 في هذا المونديال قد ودعت حتى الآن منتخبات ألمانيا وإسبانيا والأرجنتين، ولم تتأهل إيطاليا وهولندا كما نعرف، لتبقى العقبة الوحيدة في وجه البرازيل نحو اللقب من حيث الحظ هي مواجهة منتخب فرنسا إذا ما حدثت في نصف النهائي، وذلك لأن الديوك كعبهم عالٍ على راقصي السامبا وبرز ذلك عندما أقصت فرنسا البرازيل من مونديال 1986 ومونديال 2006 وتوجت على حسابها في نهائي 1998.

بهذا تكون كل مفاجآت البطولة حتى الآن في مصلحة منتخب البرازيل، والذي إذا ما توهج كبار اللعبة سيتراجع، كحاله في 82 و86 و90 و2006  و2010 و2014 على أرضه، وإذا ما غابوا استثمر أحلام المنتخبات المجتهدة وتوّج فوقها بطلاً للعالم، كأنه "الكبير" الذي يحب أن يغرد بمفرده.
 

اقرأ/ي أيضًا:

لعنة حامل اللقب.. ألمانيا عاشر بطل يفشل في أولى مبارياته في المونديال

الخطأ وارد دائمًا في كرة القدم.. حتى مع تقنية الفيديو المساعد للحكم!