02-يوليو-2018

أبدى الحارس المكسيكي في حماية شباكه في العديد من المناسبات، لكنّه لم يصمد حتى النهاية (Getty)

حجزت البرازيل مكانها في الدور ربع النهائي من مونديال روسيا، بعد فوزها المستحق على المكسيك في دور الستّة عشر بهدفين دون رد، في مباراة أمتع بها الفريقان جماهير كرة القدم في العالم، نظراً لاعتمادهم على اللعب الرجوليّ المفتوح. فلم تكن المكسيك ندّاً سهلاً على الإطلاق، بل عانى زملاء نيمار كثيراً كي يحققوا مبتغاهم. وبذلك لازم نحس دور الـ16 المكسيكيين، إذ خرج الفريق من دور الـ16 لكأس العالم في آخر سبع نسخ، أي منذ مونديال 1994.

تميّزت البرازيل بالريتم التصاعدي في كأس العالم الحالي، ففي مباراتها الأولى بدور المجموعات أمام سويسرا تعرّضت للكثير من الانتقادات بسبب التعادل الهزيل الذي حصدته، قبل أن تحقّق فوزاً بالغ الصعوبة في الجولة الثانية على كوستاريكا بهدفين دون رد، هدفان أتيا في الوقت بدل الضائع من المباراة. وهنا زادت المخاوف بشأن طموح السامبا الموندياليّة، وتحسّن أداء الفريق في المباراة الأخيرة بدور المجموعات أمام صربيا عندما حقّق الانتصار بهدفين دون رد، ليكرّر هذه النتيجة للمرّة الثالثة على التوالي أمام المكسيك في أجمل مباراة للسامبا بالبطولة.

حطّمت البرازيل رقم ألمانيا في عدد الأهداف بكأس العالم، فأصبح برصيد السامبا 288 هدف في المونديال

لم تكن معادلة التناسب الطردي بين مرور الزمن وتحسّن الأداء للبرازيليين محصورة في توالي اللقاءات، فاتّخذ اللقاء الأخير هذا المنحى لصالح السامبا، عندما دخل المكسيكيون اللقاء وامتلكوا الملعب في نصف الشوط الأول، قبل أن تصحو البرازيل تدريجيّاً وتمتلك زمام الأمور.

اقرأ/ي أيضًا: كرواتيا تصفع الأرجنتين في كأس العالم.. وأداء هزيل لميسي ورفاقه

شكّلت المكسيك على دفاعات البرازيل ضغطاً رهيباً في بداية المباراة، وكادت أن تتقدّم في النتيجة بعدّة مناسبات لولا يقظة الدفاع الذي يقوده تياغو سيلفا، فكانت أفضليّة زملاء المدافع رافائيل ماركيز واضحة، وهو الذي أصبح في هذه المباراة أكبر لاعب مكسيكي يخوض الأدوار الإقصائية في كأس العالم بعمر 39 عاماً. وحدثت نقطة التحوّل في المباراة بالدقيقة 25، عندما راوغ نجم السامبا نيمار الخطوط المكسيكية الخلفية، وانفرد بحارس المرمى أوتشوا وسدد كرة رائعة، لكنّ الأخير أنقذ شباكه ببراعة. وبعد هذه التسديدة عادت الثقة للفريق الأصفر، فاستلم مفاتيح اللقاء تدريجيّاً، وكاد أن يفتتح أهداف اللقاء بتسديدة كوتينيو، لكنّ وجود حارس عملاق أسمه أوتوشوا منع الكرة من هزّ الشباك، واستمرّت البرازيل بفرض أسلوبها على أرض الملعب حتّى نهاية الشوط الأول.

فشلت المكسيك في الفوز بدور الـ16 سبع مرّات على التوالي

فرضت البرازيل نفسها على المكسيك بقوّة في نصف اللقاء الثاني، فواصلت هجماتها عبر مثلّث الرعب الأمامي الخاص بها، والمكوّن من كوتينيو  وويليان ونيمار، ومع مرور 6 دقائق ترجم الأخير كرة عرضية تلقّاها من ويليان ووضعها في الشباك هدفاً أولًا للبرازيل. لم يستفق المكسيكيون من صدمة الهدف الأوّل، فواصلت البرازيل هجماتها التي أبدع الحارس في إبعادها، وأبرزها تسديدة باولينيو وأخرى من ويليان، ومع مرور ساعة على اللعب كادت المكسيك أن تعدّل النتيجة بتسديدة قويّة من كارلوس فيلا حوّلها حامي شباك السامبا إلى ركلة ركنيّة.

اقرأ/ي أيضًا: فرنسا تطرد الأرجنتين من كأس العالم.. ونجوم التانغو في طريقهم للاعتزال

منح البديل فيرمينيو هدف بلاده الثاني بعد دخوله بأربع دقائق، وتحديداً في الدقيقة 88، بذلك حجزت البرازيل مكاناً لها في الدور ربع النهائي. كذلك كسرت البرازيل رقم ألمانيا القياسي بعدد الأهداف في تاريخ كأس العالم، عندما وصلت بعد لقاء اليوم إلى الهدف رقم 228. وستواجه البرازيل في الدور المقبل المنتصر من لقاء بلجيكا واليابان، وأغلب الترشيحات تصبّ في صالح الفريق الأوروبي القويّ، والذي سيعاني أمامه البرازيليّون كثيراً لثلاثة أسباب، إذ تملك بلجيكا كوكبة من نجوم الكرة في العالم أبرزهم كيفن دي بروين وإيدين هازارد، ولأن فوز البرازيل اليوم لم يكن ليحدث لولا أسلوب لعب المكسيك المفتوح والممتع، والذي سمح للسامبا بنثر سحرها فوق أرضيّة الميدان، لكنّ أبرز أسباب المعاناة المحتملة سيتمثّل بغياب نجم الفريق كاسيميرو عن المباراة المفترضة مع بلجيكا بسبب تلقّيه بطاقة صفراء في مباراة اليوم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كافاني يُلحق رونالدو بميسي.. ويُخرج بطلة أوروبا من كأس العالم

ركلات الترجيح تصعق إسبانيا والدنمارك وتقصيهما من كأس العالم