20-أبريل-2018

فشلت البرازيل في الدفاع عن لقبها المونديالي بعد هزيمة تاريخية أمام هولندا (Getty)

بعد دورٍ أول حافل بالأحداث الطريفة التي كان بطلها فريق زائير، استطاع  8 فرق الوصول إلى الدور القادم، وكان أبرز المودّعين الكبار فريق إيطاليا الذي تفوّقت عليه الأرجنتين وبولندا قاهرة الإنجليز، فيما سطّرت ألمانيا الشرقيّة ملحمة رائعة بملعب هامبورغ عندما تغلّبت على شقيقتها الغربية مستضيفة البطولة بهدف وحيد وتصدّرت مجموعتها تاركة المركز الثاني لأصحاب الأرض، ولم يشهد الدور الأول أيّ من المفاجآت العظمى.

وصلت هولندا إلى المباراة النهائية لكأس العالم  1974 دون أن يسجل أحد خصومها في مرماها أي هدف

وتم اعتماد دور المجموعتين في هذه النسخة بدلاً من دور الثمانية المعتاد في النسخ السابقة، حيث  تحوي المجموعة الأولى أول الأولى والثالثة، وثاني الثانية والرابعة من دور المجموعات الأول، كما تضم المجموعة الثانية أول الثانية والرابعة، وثاني الأولى والثالثة من دور المجموعات الأول، ويتأهل بطل كل مجموعة مباشرة إلى المباراة النهائية، ويلعب أصحاب المركز الثاني في المجموعتين مباراة لتحديد صاحب المركز الثالث، وهذا يعني إلغاء الدور نصف النهائي في البطولة.

ووفقاً لنتائج دور المجموعات الأول ضمّت المجموعة الأولى من الدور الثاني كلّاً من هولندا والبرازيل والأرجنتين وألمانيا الشرقيّة، وسمّيت بمجموعة الموت بسبب قوّة الفرق المشاركة بها، فيما ضمّت المجموعة الثانية من الدور الثاني ألمانيا الغربية مستضيفة البطولة وبولندا ويوغوسلافيا والسويد.

وفي أول جولات المجموعة الأولى أبهرت هولندا عبر النجم المتألق يوهان كرويف وزملائه الأرجنتين، وسحقتها بأربعة أهداف نظيفة، وكان نصيب كرويف منها هدفين،  في وقت عانت به البرازيل أمام ألمانيا الشرقية وغلبتها بهدف وحيد أتى بعد ساعة من انطلاق المباراة بتوقيع ريفيلينيو.

وفي الجولة الثانية التقى كبيرا القارّة اللاتينية المنتخب الأرجنتيني ونظيره البرازيلي لأول مرّة في تاريخ كأس العالم، وانتهى اللقاء بفوز أبطال العالم 3 مرّات 2-1، حيث سجّل ريفيلينيو وجيرزينيو هدفي الفريق الفائز، بينما سجّل هدف الأرجنتين الوحيد برينديزي، من جهتها واصلت هولندا عروضها القويّة وغلبت ألمانيا الشرقيّة بهدفين دون رد، وهنا انتظر الجميع لقاء أبطال العالم مع فريق الطواحين في الجولة الثالثة، حيث يكفي الهولنديون التعادل، فيما تحتاج البرازيل للفوز لا غير من أجل ضمان وصولها للمباراة النهائيّة، وكان اللقاء الهامشي بالجولة الثالثة انتهى بتعادل الأرجنتين مع ألمانيا الشرقيّة، ما أسفر عن تذيّل الفريق اللاتيني للمجموعة، وخروج مشرّف لألمانيا الشرقيّة من البطولة.

كان الفريق البرازيلي يحمل على كاهله ثقل إنجازات الأجيال السابقة التي حصدت في وقت ليس ببعيد 3 ألقاب لكأس العالم، حيث ظفرت البرازيل بـ3 نسخ من آخر 4 مشاركات، ورغم امتلاك لاعبيها للفنّيات الرائعة إلا أن أغلب الترشيحات كانت تصبّ في مصلحة زملاء يوهان كرويف، والذين لم يسجّل أحد خصومهم أي هدف في مرماهم طيلة مراحل البطولة، ولم يهزّ شباكها سوى هدف أتى من نيران صديقة عبر المدافع رود كرول في مباراة بلغاريا التي انتهت بفوز فريق الطواحين 4-1.

الفريق الهولندي هو الوحيد في التاريخ  الذي تغلّب في بطولة واحدة على كبار أمريكا اللاتينية البرازيل والأرجنتين والأوروغواي

جاء الشوط الأول بحذر شديد بين الفريقين، فالبرازيل تحتاج للفوز من أجل ضمان مقعد لها في المباراة النهائيّة التي يكفي الهولنديون التعادل من أجل الوصول إليها، وهنا كان الاستحواذ لمصلحة فريق الطواحين الذي استطاع أن يسيطر على مجريات المباراة في شوطها الأول، وسط محاولات مضنية بين الجانبين لافتتاح التسجيل.

ومع بداية الشوط الثاني للمباراة التي احتضنها ملعب دورتموند خلق الهولنديون العديد من الفرص المحققة، وكان لهم ما أرادوا عندما استغلّ نيكسنز عرضيّة كرويف الرائعة وسجّل الهدف الأول بعد 5 دقائق من انطلاق الشوط الثاني، وعلى عكس المتوقّع ازدادت جرأة الفريق الفائز بعد الهدف وسيطر على مجريات المباراة بعد أن استطاع كسر نسق التعادل السلبي، فكانت هجماته أكثر خطورة من البرازيل، وهنا استطاع يوهان كرويف أن يسجّل هدفاً ثانياً لفريقه هو الأجمل في البطولة، إذ أتى بعد سلسلة من التمريرات الناجحة وكان آخرها عرضيّة ختمها النجم الطائر بطريقة رائعة في مرمى الحارس البرازيلي.

ومع هدف هولندا الثاني حاولت البرازيل دون جدوى تقليص النتيجة، وكان ذلك بسبب سيطرة هولندا المحكمة على مجريات اللقاء، فازداد إحباط الفريق اللاتيني أمام استحواذ الخصم على الكرة، وهنا أعلن حكم المباراة نهاية اللقاء بفوز جدير للفريق الذي كان يكفيه التعادل 2-0، وبهذه الصافرة انتهت أسطورة البرازيل وسيطرتها على كرة القدم العالمية التي امتدّت 20 عاماً، فيما بات الفريق الهولندي أول الواصلين إلى المباراة النهائية للنسخة العاشرة من كأس العالم، والمرشّح الأبرز لنيل اللقب ورفع كأس العالم بشكلها الجديد الذي صممه الإيطالي سيلفيو غازانيغا، كيف لا وهو الفريق الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي تغلّب في بطولة واحدة على كبار أمريكا اللاتينية البرازيل والأرجنتين والأوروغواي.

تأهّل من المجموعة الأولى في الدور الثاني فريق هولندا إلى المباراة النهائيّة، فيما رضيت البرازيل بمقعد لها في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، ويلعب في المجموعة الثانية التي سيتأهل منها فريق واحد للمباراة النهائيّة كي يلاقي زملاء يوهان كرويف كلّاً من ألمانيا الغربية وبولندا والسويد ويوغوسلافيا ، وسيكون مصير صاحب المركز الثاني في هذه المجموعة مطابقاً لما حصل مع البرازيل، فأي الفرق هذه سيرافق هولندا للمباراة النهائية، وما هي مجريات المباريات الست التي ستجمع بينها؟

 تابعونا في الجزء القادم من قصة كأس العالم 1974..