16-يناير-2023
لوحة الموجة الكبيرة في كاناغاوا للرسام الياباني هوكوساي

لوحة "الموجة الكبيرة في كاناغاوا" للرسام الياباني هوكوساي

شغل البحر حيزًا واسعًا من منجز فنانين تشكيليين عالميين كُثر قدّموا حوله أعمالًا فنية خالدة تعبّر عن طبيعة نظرتهم إليه وتصوراتهم حوله. وبينما اكتفى بعضهم بتصوير جماله وهدوئه وجوانبه الرومانسية، ذهب بعضهم الآخر إلى الاشتغال على رصد طبيعة علاقة البشر به، فقدّموا – غالبًا – مشاهد تراجيدية مأساوية تختزل طبيعة هذه العلاقة.

هنا وقفة مع 6 لوحات اختار رساموها من البحر موضوعًا لها.


1- طوف الميدوزا

تُعد أشهر لوحات الرسام الفرنسي تيودور جيريكو (1791 – 1824)، الذي رسم فيها مجموعة من الرجال المذعورين فوق طوف خشبي متهالك وسط البحر. ولهذه اللوحة التي رُسمت عام 1919 حكاية، ذلك أنها تستند إلى قصة غرق الفرقاطة الفرنسية الشهيرة "ميدوزا"، قبالة شواطئ موريتانيا، في عام 1816.

والرجال الذين رسمهم تيودور جيريكو هم ما تبقى من بحّارتها الذين يتجاوز عددهم 150 رجلًا قضوا 15 يومًا في عرضة البحر. وخلال هذه المدة، تقلص عددهم تدريجيًا بسبب الجوع والعطش والغرق الذي أودى بحياة معظمهم. وحين كان يشارف أحدهم على الموت، يسارع رفاقه إلى أكل لحمه من أجل البقاء على قيد الحياة. وهكذا تقلص عددهم من 150 رجلًا إلى أقل من 15 أُنقذوا بعد مرور نصف شهر على غرق الفرقاطة.


طوف الميدوزا

2- الموجة الكبيرة في كاناغاوا

إحدى لوحات "مشاهد جبل فوجي الستة والثلاثون" التي رسمها الفنان الياباني هوكوساي (1760 – 1849) بين عامي 1826 – 1833. تعد اللوحة علامة فارقة في تاريخ الفن الياباني، وواحدة من أهم وأشهر لوحات هوكوساي الذي رسمها عام 1831، وصوّر فيها قوارب صغيرة تكاد تختفي أسفل موجة عملاقة. 


الموجة الكبيرة في كاناغاوا

3- الموجة التاسعة

يُعد الرسام الروسي إيفان إيفازوفسكي (1817 – 1900)، واحدًا من أشهر رسامي البحار والمحيطات التي طغت على معظم لوحاته، لعل أهمها "الموجة التاسعة" التي رسمها عام 1850، وصوّر فيها عددًا من البحارة المتشبثين بسارية سفينة محطمة، أملًا في النجاة، وسط بحر هائج تتلاطم أمواجه التي توشك إحداها، الموجة التاسعة، على غمرهم.


الموجة التاسعة

4- انطباع شروق الشمس

أثارت لوحة الرسام الفرنسي كلود مونيه (1840 – 1926) "انطباع شروق الشمس" الكثير من الجدل في بداية ظهورها، لدرجة أن بعض النقاد قالوا إنها تعبّر عن استخفاف صاحبها بالرسم. ولكن هذا الازدراء لن يدوم طويلًا، إذ أصبحت اللوحة فيما بعد واحدة من أشهر الأعمال الفنية في تاريخ الفن التشكيلي، وأهم لوحات المدرسة الانطباعية على الإطلاق. رسم مونيه في لوحته، التي أنجزها عام 1872، ميناء لو هافر خلال اللحظات الأولى لشروق الشمس.


انطباع شروق الشمس

5- حديقة في سانت أدريس

"حديقة في سانت أدريس" هي أيضًا من أشهر لوحات كلود مونيه الذي اتخذ من بحر المانش موضوعًا لها. رسم مونيه لوحته أثناء إقامته بضاحية سانت أدريس في لو هافر عام 1867، وتظهر فيها حديقة صغيرة مطلة على بحر المانش. ولعل أكثر ما يلفت الانتباه فيها هو أثر الظلال ونور الشمس. 


حديقة في سانت أدريس

6- تيار الخليج

رسم الفنان الأمريكي وينسلو هومر (1836 – 1910) الكثير من اللوحات حول البحار التي قدمها بصور مختلفة رومانسية هادئة أحيانًا، وتراجيدية مأساوية في أحيان أخرى. مع ذلك، تبقى لوحته "تيار الخليج" التي رسمها عام 1899، وصوّر فيها رجلًا في قارب صيد يكافح ضد أمواج بحر الكاريبي، من أهم لوحاته وأكثرها شهرة.


تيار الخليج