20-مايو-2023
Getty

تشهد تركيا تزايدًا في استخدام الخطاب القومي خلال الدعاية الانتخابية (Getty)

بعد ساعات من حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رفضه مقابلة المرشح الرئاسي في الجولة الأولى من الانتخابات التركية سنان أوغان، قابل أردوغان مرشح تحالف "الأجداد" المتشدد أوغان، بعيدًا عن التغطية الإعلامية، ودون الكثير من التفاصيل عن هذا اللقاء، الذي انتهى بصور وبدون تصريحات.

انتهى لقاء أردوغان وأوغان، بدون أي تصريحات أو تفاصيل حول اتفاق وتحالفات

وكان الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان، قد رد في مقابلة مع شبكة "CNN" الأمريكية، عن سؤال بشأن عقده مفاوضات مع سنان أوغان، الذي وصف بشكلٍ متكرر في الصحافة الغربية باعتباره "صانع الملوك"، وقال الرئيس التركي: "لا أحب التفاوض بهذه الطريقة، والناس هم مَن سيكونون صانعي الملوك. في النهاية، من يقرر في الانتخابات هو الشعب التركي".

اللاجئون والانتخابات

وتعليقًا على تعهد المعارضة التركية بإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم، حال الوصول إلى السلطة، شدد أردوغان خلال اللقاء الذي أجرته الصحفية باكي أندرسون، على أنه لا يمكنه مشاطرتها هذا الرأي. 

الانتخابات التركية 2023

واستدرك أردوغان، قائلًا: "دعيني أخبركِ، حتى الآن قامت المنظمات غير الحكومية في تركيا ببناء منازل في شمال سوريا، لماذا يبنون هذه المنازل؟ يبنونها للاجئين في تركيا من أجل عودتهم إلى أراضيهم، إلى وطنهم، وقد بدأت هذه المرحلة". 

وأضاف الرئيس التركي: "أعددنا المشاريع لبناء مساكن في سوريا من أجل عودة قرابة المليون لاجئ". كما أشار أردوغان إلى "عدم واقعية سياسة المعارضة"، موضحًا حاجة تركيا إلى المهاجرين من أصحاب الكفاءات. وتحول ملف وجود اللاجئين في تركيا، إلى قضية أولى في معظم النقاشات المرتبطة في الجولة الانتخابية الثانية.

وعن جولة الإعادة، أبدى أردوغان ملاحظات متفائلة، قائلًا: "هذه تجربة جديدة للديمقراطية التركية، وأعتقد أن شعبي سيحضر إلى الانتخابات من أجل ديمقراطية قوية في جولة الأحد المقبل".

كليجدار أوغلو والصوت القومي

في نفس السياق، زار مرشح  تحالف الأمة المعارض كمال كليجدار أوغلو، مقر حزب النصر القومي المتطرف بأنقرة، وعقد لقاءً مع زعيمه أوميت أوزداغ. ويأتي اللقاء ضمن مساعي كليجدار أوغلو لاستقطاب الناخبين الذي صوتوا لمرشح تحالف "الأجداد" العنصري سنان أوغان، ويعتبر حزب النصر من أبرز مكونات هذا التحالف.

وعقب الاجتماع، عقد كليجدار أوغلو وأوزداغ مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، تحدث فيه كليجدار أوغلو عن أن الاجتماع كان "مثمرًا"، مشيرًا إلى أنه "ناقش مع أوزداغ المشاكل المتعلقة بتركيا والعالم، مع إجراء التقييمات اللازمة بهذا الإطار". 

وأوضح كليجدار أوغلو أنه "أبلغ أوزداغ، بجهود قادة تحالف الأمة المتعلقة بالمذكرة المشتركة والتعديل الدستوري"، لافتًا إلى أنه أجاب على "بعض التساؤلات التي طرحها زعيم حزب النصر بشكل مفصل"، وأشار إلى أن أوزداغ سيجري مشاورات مع الأطراف الأخرى من تحالف الأجداد، ومرشحه سنان أوغان، بشأن الأفكار التي نقلها له.

من جهته، تحدث أوميت أوزداغ، عن أن التحالف "الأجداد"، عقد جلسة تقييم بمشاركة سنان أوغان، مع الإشارة إلى عقد جلسة أخرى، مشيرًا إلى أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، فإن التحالف سيبقى على الحياد.

هل سنان أوغان صانع للملوك؟ 

يكثر الحديث عن أن مرشح تحالف الأجداد سنان أوغان، الذي حصل على 5,20%، هو من سيحدد الرئيس القادم لتركيا، ويعود ذلك لكون الأصوات التي حصل عليها أوغان، تعتبر المتغير الوحيد في جولة الانتخابات المقبلة.

ومع ذلك، تشير تقديرات عدة إلى أن أوغان لا يستطيع توجيه كافة الأصوات التي انتخبته في الجولة الأولى، لعل أبرزها هو الحصول على نسبة أصوات تفوق تلك التي حصل عليها تحالف "الأجداد" والتي وصلت إلى 2,43%. مما يعني أنه حصل على أصوات محرم إنجه، أو أصوات غاضبة من الحكم والمعارضة.

وفي هذا الإطار، تشير الصحفية ناجهان جص، في مقال بصحيفة  "خبر ترك"، بأن هناك فكرة خاطئة بالتحليل السياسي، تقول أن سنان أوغان يسيطر على قاعدته الانتخابية التي صوتت له في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية، مؤكدةً على أن الأمر أعقد "من عمليات حسابية تقوم على الجمع والطرح". 

وتشير الصحيفة جص إلى أن تحالفات أوغان لن تكون فاعلة بالضرورة، وكتلته الانتخابية لن تبقى ثابتة. وتضيف في تحليلها للتحالفات المقبلة، أن كتلة أوغان قد تنقسم في حال توافقه مع كليجدار أوغلو، وحصوله على منصب نائب الرئيس، بدون موقف واضح من الأحزاب الكردية.

وترى الصحيفة التركية، أن بعض الأصوات التي حصل عليها أردوغان، هي أصوات قومية، تعارض التحالف القوي والكبير من قبل المعارضة مع الأحزاب الكردية، ومعجبة في النهج القومي له المتعلق بالصناعات الدفاعية والمستقلة، دون الإعجاب بشخصيته. 

وبحسب استطلاع شركة أوبتيمار التركية، على شريحة من أصوات سنان أوغان تتكون من 3000 مصوت، أشارت العينة إلى أن 25% من ستصوت لصالح أردوغان، ومثلها لصالح كليجدار أوغلو، مع تردد 27.9%، ومقاطعة 18.6% للانتخابات، و3.6% رفضوا الإجابة.

بداية انتخابات الخارج

بدأت عملية التصويت للناخبين الأتراك المسجلين في السجل ناخبين خارج تركيا، اليوم السبت، عند المنافذ الحدودية وفي السفارات والقنصليات التركية، ضمن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، التي يتنافس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو.

أصوات من تحت الركام

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، عن أن التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستنطلق في الخارج يوم 20 أيار/ مايو الجاري.

وقالت الخارجية التركية: "اعتبارًا من 20 أيار/ مايو، ستنطلق عملية التصويت في صناديق اقتراع ستضعها 151 ممثلية تركية لدى 73 دولة، في 167 مركزًا".

هناك تشكيك في قدرة سنان أوغان على التأثير في كامل كتلته الانتخابية

وأشارت الخارجية التركية إلى أن عملية التصويت التي تنطلق اليوم السبت، سوف تستمر حتى 28 أيار/ مايو بشكلٍ متفاوت، حيث سوف تستمر عملية التصويت على المنافذ الحدودية، حتى ما قبل يوم من الانتخابات، فيما ستنتهي بالسفارات والممثليات يوم 24 أيار/ مايو كحد أقصى.