18-مايو-2023
Getty

الخطاب المتطرف دار ضمن أمننة قضية اللاجئين وتحت نظريات المؤامرة (Getty)

اتهم مرشح المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية كمال كليجدار أوغلو، الحكومة التركية بالسماح لعشرة ملايين مهاجر بالإقامة في تركيا، مستهلًا حملته الانتخابية لجولة الإعادة، في خطاب قومي متطرف، عماده الهجوم على اللاجئين.

وقال كليجدار أوغلو في مقطع مصور نُشر على تويتر: "لن نتخلى عن وطننا لهذه العقلية التي سمحت لعشرة ملايين مهاجر ’غير نظامي’ بالقدوم"، زاعمًا أن عدد المهاجرين قد يصل إلى 30 مليونًا.

يسعى كليجدار أوغلو، لاستقطاب الأصوات القومية وأوغان بدون أي اتفاقيات سياسية

وحث كليجدار أوغلو الناخبين "الذين يحبون وطنهم، بالقدوم إلى صناديق الاقتراع"، وذلك ضمن محاولته مغازلة الأصوات القومية. ولم يقدم كليجدار أوغلو أي دليل على عدد المهاجرين، حيث تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم ويبلغ حوالي 4 ملايين، وفقًا للأرقام الرسمية وهي أقل بكثير من ادعاء كليجدار أوغلو.

وفي تصريحاته المتطرفة، قال كليجدار أوغلو: "الحدود شرف". ووصف اللاجئين بأنهم "طوفان جامح من الناس يتدفقون في عروقنا كل يوم ويهدد بقاءنا!"، وفق وصفه.

كمخنتال

يأتي حديث كليجدار أوغلو، بعد مقابلة "نيويورك تايمز" لسنان أوغان، المرشح القومي المتطرف والذي حصل على المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية، حيث أشار إلى أنه منفتح على كافة الخيارات، ويتحدث مع المعارضة والعدالة والتنمية، قائلًا: "أتحدث للجميع"، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاقيات.

وتدور مطالب أوغان، مرشح تحالف "الأجداد" العنصري، حول القضايا القومية حصرًا، فهو يريد خطة مجدولة لترحيل اللاجئين من العديد من البلدان، بما في ذلك سوريا وأفغانستان، بالإضافة إلى محاربة الأحزاب الكردية. وفي مقابل تأييده لمرشح ما، يريد أيضًا منصبًا رفيعًا جدًا في الإدارة الجديدة لتلبية مطالبه، قائلًا: "لماذا أكون وزيرًا بينما يمكنني أن أصبح نائب الرئيس؟". ورفض أوغان الاعتراف ما إذا كان يميل إلى مرشح معين.

وأضاف أوغان لـ"نيويورك تايمز"، أنه معجب بأخلاقيات العمل لدى أردوغان، لكنه انتقده أيضًا لعدم التشاور بشكل كافٍ مع الآخرين قبل اتخاذ القرارات. وقال إن كليجدار أوغلو لم يكن يعمل بجد ولكنه كان يسعى على نطاق واسع للحصول على آراء الآخرين.

Getty

وتثير نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية النقاش على أكثر من مستوى واتجاه، وخلال الأسبوع الجاري خرجت أصوات من المعارضة التركية أعربت عن ندمها لدعم السكان في مناطق الزلزال بعدما صوتوا لأردوغان، واستغل الرئيس التركي هذه النبرة لمهاجمة المعارضة وتقديم المزيد من الوعود لمتضرري الزلزال خاصة في أماكن بلديات حزب الشعب الجمهوري، قائلًا في تصريحات جديدة "نحن سنلبي احتياجاتهم".

وكانت معارضة أردوغان قد بنت جزءًا كبيرًا من حملتها ضدّه عبر العزف على وتر الزلزال الذي أحدث دمارًا كبيرًا، متهمةً حكومة حزب العدالة والتنمية بعدم تطبيق المعايير في تشييد وبناء المنشآت السكنية من جهة، ومحدودية تدخلاتها لاحتواء آثار الزلزال وتأخر استجابتها لحاجيات المناطق المتضررة من جهة ثانية.

لكن المفاجأة، أن نتائج الانتخابات التي ظنّت المعارضة أن تكون عقابية ضد أردوغان وحزبه، جاءت عكس ذلك، حيث صوتت المناطق التي ضربها الزلزال بأغلبية لأردوغان أمام منافسه مرشح الطاولة السداسية وحزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، حيث جاءت نتائج الانتخابات بمناطق الزلزال في السباق الرئاسي على النحو التالي: 

كهرمان مرعش: منحت أردوغان: 71.88%، وأوغلو: 22.20%.، وفي أديامان حصل أردوغان على 66.2%، مقابل 31.2% لأوغلو، كما حقق أردوغان الأغلبية في غازي عنتاب بنسبة 59.7% ، مقابل 34.6% لأوغلو.

وفي شانلي أورفا حصد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نسبة 62.01% من الأصوات، مقابل 36.06% لمنافسه كليجدار أوغلو، وحافظ على نفس التقدم في النسبة في عثمانية، حيث حصل على 62.3% من الأصوات، مقابل 30.7%.

أما في هاتي، فتقدم مرشح المعارضة كليجدار أوغلو بفارق بسيط، حيث حصد 48.07%، مقابل 48.03% لأردوغان، وكذلك في أضنة إذ تقدم أوغلو بفارق كبير نسبيًا بحصوله على 50.8%، مقابل 43.9% لأردوغان.

وفي تصريحاته التي أدلى بها أمس الأربعاء منتقدًا هجوم المعارضة على السكان في المناطق المتضررة من الزلزال قال أردوغان: "المواطنون الأتراك المتضررون في مناطق الزلزال، والذين يعيشون بأماكن تديرها بلديات حزب الشعب الجمهوري يمكن أن يتقدموا بطلب لوالي المدينة، من أجل تكفّل الحكومة بكامل احتياجاتهم".

كمخنتال

مردفًا القول إن: "المعارضة تستهدف متضرري الزلزال لأنهم لم يصوتوا لها، لقد تبين أن علاقتهم بالإنسانية انقطعت فعلاً"، متعهدا بزيارة مناطق الزلزال من جديد "لنثبت لهم أننا لم ولن نتركهم أبدا"، على حد تعبيره.

مضيفًا في انتقاد شديد اللهجة للمعارضة أنهم "استطاعوا تغيير كل شيء في هذه البلاد سوى المعارضة، لم نستطع تغييرها"، وفق قوله. وتابع أردوغان قائلا "سنعمل ليل نهار ودون أي تهاون".

وفي ذات السياق أكّد أردوغان أن أنشطته وأنشطة تحالفه مستمرة في مناطق الزلزال وفي كامل أنحاء تركيا حتى يوم 28 أيار/مايو الجاري تاريخ موعد إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. 

يذكر أنّ نتائج الانتخابات الرئاسية التركية التي أجريت 14 أيار/مايو أسفرت عن حصول أردوغان على نسبة 49.51%، مقابل حصول كليجدار أوغلو على نسبة 44.8% وسنان أوغان على نسبة 5.1% فقط.

وفي الانتخابات البرلمانية حقق تحالف الجمهور الذي يضم حزب العدالة والتنمية والحركة القومية على 49.47%، في مقابل حصول تحالف الأمة المعارض على 35.02%.

هجوم المعارضة الشمل المناطق المتضررة من الزلزال، بسبب تصويتها لأردوغان

وتصريحات أردوغان، جاءت عقب خروج عدة أصوات من المعارضة تهاجم اختيارات الناخبين فيها، وتحديدًا التصويت لأردوغان على حساب كليجدار أوغلو، وتحدثت تصريحات المعارضة بتهديد لهذه المناطق. وهي تصريحات تراجع عنها كليجدار أوغلو، وحاول الاعتذار عنها، محولًا هجومه باتجاه اللاجئين.