02-مارس-2021

وضع إنساني كارثي في اليمن (Getty)

لم تتمكن الأمم المتحدة من جمع الغلاف المالي الذي حددته لتمويل عمليات الإغاثة في اليمن وتجنب حدوث أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود.

لم تتمكن الأمم المتحدة من جمع الغلاف المالي الذي حددته لتمويل عمليات الإغاثة في اليمن وتجنب حدوث أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود

وكانت الأمم المتحدة قد نظّمت بالشراكة مع السويد وسويسرا المؤتمر الخامس من نوعه لإعلان التعهدات المالية للجهود الإنسانية في اليمن، وكان المؤتمر يهدف إلى جمع 3.85 مليار دولار، إلا أنه لم يتمكن من جمع نصف المبلغ المذكور علما وأن أكثر من 100 دولة وجهة مانحة شاركت في المؤتمر.

اقرأ/ي أيضًا: تحذير أممي من وصول معدلات الجوع في اليمن إلى أرقام قياسية

حيث اكتفت الولايات المتحدة بتقديم 191 مليون دولار كمساعدة إنسانية، وتعهّدت السعودية بمبلغ 430 مليون دولار لدعم الخطة، فيما التزمت الإمارات فقط بتقديم 230 مليون دولار، علمًا وأن السعودية والإمارات تتزعمان التحالف الذي يشن حربًا في اليمن. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن تقليص تمويل جهود الإغاثة يعدّ عقوبة بالإعدام على أسر بأكملها في اليمن.

وفي افتتاح المؤتمر قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المجاعة تلقي بثقلها على اليمن وإن السباق جار لإنقاذ ملايين الأشخاص الذين قد يلقون حتفهم بسبب الجوع والتجويع. وأضاف الأمين العام أنه لا يمكن المبالغة في وصف شدة المعاناة في اليمن، إذ يحتاج أكثر من 20 مليون يمني مساعدة إنسانية وحماية، فيما يُعد الأطفال والنساء الأكثر تضررًا.

وقال غوتيريش أيضًا بحسب موقع الأمم المتحدة للأخبار: "يعني ذلك أن شخصين من بين كل ثلاثة في اليمن يحتاجون مساعدات غذائية ورعاية صحية أو غير ذلك من الدعم المنقذ للحياة من المنظمات الإنسانية. ومن المتوقع، حسب الأمين العام للأمم المتحدة، أن يعاني أكثر من 16 مليون شخص من الجوع هذا العام، علمًا وأن ما يقرب من 50 ألف يمني يتضورون جوعًا إلى حد الموت في ظروف تشبه المجاعة، حسب الأمم المتحدة، فيما أجبر 4 ملايين شخص بأنحاء اليمن على الفرار من منازلهم. وتهدد العملية الهجومية الأخيرة التي ينفذها الحوثيون في مأرب بتشريد مئات آلاف الأشخاص.

أما منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، فقد حذّر من أن نحو 500 ألف طفل صغير قد يموتون من الجوع في الأسابيع المقبلة إذا لم يتلقوا العلاج. وقال إن اليمن عالق في حلقة من البؤس منذ أن بدأت الحرب عام 2015.

كما أفاد الأمين العام للأمم المتحدة  أن الصراع في اليمن أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 2000 مدني العام الماضي وتدمير الاقتصاد والخدمات العامة. وقال إن جائحة كـوفيد-19 تعد تهديدًا مميتًا آخر في بلد يواجه تحديات صحية هائلة. ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى المأساة التي يعيشها أطفال اليمن قائلًا إن نحو نصف الأطفال تحت سن الخامسة في اليمن سيعانون هذا العام من سوء التغذية الحاد. وأضاف أن 400 ألف من هؤلاء الأطفال قد يموتون بدون العلاج العاجل.

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى المأساة التي يعيشها أطفال اليمن قائلًا إن نحو نصف الأطفال تحت سن الخامسة في اليمن سيعانون هذا العام من سوء التغذية

وأردف غوتيرش بالقول: "الأطفال المتضورون جوعًا أكثر عرضة للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة. كل 10 دقائق يموت طفل، بلا داع، بسبب مثل هذه الأمراض في اليمن. كل يوم يتم قتل وتشويه أطفال يمنيين في الصراع. إن الحرب تبتلع جيلًا كاملًا من اليمنيين، ويجب أن تتوقف".