17-فبراير-2021

خسائر فادحة في صفوف الحوثيين (الجزيرة)

الترا صوت – فريق التحرير

بعد تصعيد دام أسبوعين، ومعاركِ كرّ وفر بين قوات الجيش الوطني وقوات الحوثيين في محافظة مأرب، وحديث الحوثيين المستمر عن تحقيق تقدم في الجبهات القتالية، لجأ الحوثيون اليوم الأربعاء 17 شباط/ فبراير إلى التوسل لقبائل مأرب، إثر وقوع خسائر بشرية فادحة في صفوف قواتهم وصلت حد تشييع أكثر من 20 ضابطًا بشكل يومي في صنعاء وذلك منذ السابع من شباط/ فبراير الحالي . حيث دعت "الهيئة العامة لشؤون القبائل" الموالية لجماعة الحوثي، المشايخ والوجهاء في مأرب الذين يقفون في صف الحكومة الشرعية، إلى "تحكيم العقل والعودة إلى صف الوطن"، في إشارة إلى سلطة صنعاء.

لجأ الحوثيون اليوم الأربعاء 17 شباط/ فبراير إلى التوسل لقبائل مأرب، إثر وقوع خسائر بشرية فادحة في صفوف قواتهم

وفي البيان الذي تم نشره تحدثت الهيئة العامة لشؤون القبائل الداعمة للحوثي عن ما أسمته منح كافة المقاتلين في مأرب الأمان، وما يسمى بـ"الوجيه" في العرف القبلي، "بتسهيل عودتهم إلى قراهم في المدن الشمالية، وعدم التعرض لهم وبأن أنفسهم وأهلهم وأموالهم لها الأمان الكامل".

اقرأ/ي أيضًا: بالتزامن مع محاولات سياسية للتهدئة.. مأرب مهددة بالسقوط بيد الحوثيين

كما طالبت الهيئة في ذات البيان رجال القبائل الذين يقاتلون خلف الجيش الوطني في مأرب بـ"تغليب الحكمة والعقل والمصلحة العليا للوطن والترفع عن الصغائر ونسيان الأحقاد التي زرعها العدو بين أبناء القبائل"، في موقف وصفه مراقبون بأنه "يكشف عن حالة يأس من الالتفاف القبلي الواسع في التصدي للهجمات الحوثية".

وكانت جماعة الحوثي قد دأبت، طيلة الأيام الماضية، على نشر بيانات تتحدث عن عودة العشرات ممن تصفهم بـ"المغرر بهم" من مأرب إلى صنعاء وذمار وباقي مناطق الحوثيين، وذلك بناء على قرار عفو عام أصدره زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. وفي الأثناء ظلت الجماعة تشن هجماتها العسكرية على محافظة مأرب التي تتخذ منها الحكومة الشرعية مركزا لوزاة دفاعها، هذا فضلًا عن تمتع المحافظة بثروات نفطية وغازية ظلت تغري الحوثيين بالسيطرة عليها، لا سيما وأن جميع الأطراف ترتقب موعد الذهاب لمفاوضات سياسية بعد الدعوات الدولية والإقليمية لإنهاء الحرب والذهاب لحل سياسي للأزمة في اليمن، ما دفع المراقبين للشأن اليمني إلى تفسير تصعيد الحوثي في هذه اللحظة بالذات بسعيها للذهاب لطاولة المفاوضات بأكبر قدر ممكن من أوراق القوة.

وأمام تقدم قوات الحوثيين على جبهات القتال وتصعيدهم المستمر للعمليات العسكرية أطلق نشطاء وفاعلون يمنيون دعوة للنفير العام انتقدوا خلالها حكومة هادي واتهموها بالتقصير في مواجهة الحوثيين.

ومنذ يوم الثلاثاء 16 شباط/فبراير شن التحالف السعودي الإماراتي 7 غارات على صرواح، و4 على مديرية "مِدغَل" في مأرب، وتحدث التحالف بقيادة السعودية عن مقتل 700 عنصر حوثي خلال 4 أيام فقط. كما  ذكر المركز الإعلامي للجيش اليمني التابع لحكومة هادي أن المدفعية دمرت مخزن أسلحة وذخيرة للحوثيين في منطقة "المَشْجَح"، غربي محافظة مأرب، وعربات عسكرية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

ويشار إلى أن مأرب تعد آخر المعاقل التي تسيطر عليها الحكومة في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين بما فيها العاصمة صنعاء.

على الصعيد الإنساني أفادت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن أن أكثر من 6400 يمني نزحوا، للمرة الثانية خلال الشهر الجاري، بسبب التصعيد العسكري الأخير في محافظة مأرب وتعرض مخيماتهم لقصف الحوثيين. وأضافت الوحدة، في تقرير لها، أن معظم تلك العائلات نزحت من مخيمات الزور والهيال والصوابين ووادي العطيف، بمديرية صرواح، وأطراف مديرية بني ضبيان، ومديرية رغوان، وحذّر التقرير من أن استمرار التصعيد العسكري في مأرب سيضاعف معدلات النزوح، كما أشار إلى أن محافظة مأرب تستقبل نحو 60% من النازحين في اليمن، أي ما يعادل مليوني نازح.

في الأثناء دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، على لسان وزير الخارجية أحمد بن مبارك، الأربعاء، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد للتصعيد العسكري الحوثي، وإجبار المليشيات على ضبط سلوكها، وجاءت هذه الدعوة عشية جلسة خاصة للمجلس بشأن اليمن.

دعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، الأربعاء، مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد للتصعيد العسكري الحوثي

هذا ودعت وزارة الخارجية الأميركية، مساء الأربعاء، جماعة الحوثي لوقف هجماتهم على مأرب، قائلة بأن تلك الهجمات ستزيد من أعداد النازحين، ودعت الحوثيين بدلًا من ذلك إلى المشاركة بشكل بناء في جهود الأمم المتحدة مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، هذا وقد رفعت الولايات المتحدة جماعة الحوثي من قائم المنظمات الإرهابية، وهو الإجراء الذي كان موضع انتقاد واستهجان من طرف الحكومة الشرعية في اليمن برئاسة هادي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تصعيد حوثي بالتزامن مع جهود التسوية.. استعراض قوة وتحسين لفرص التفاوض